في العشق لم يكن هناك أي نوم مريح ، لا ينام أحد ، ولكن لا أعرف إذا كان الإنسان لا يستطيع النوم لماذا يعشق ؟ يحيطك داخل مكان صغير لا أوتاد فيه ، لا ثبات على وزنٍ وقافية في قصيدة بائسة يرددها طفل صغير ، وقد اقتص منه لسانه قطيعاً من الحروف ، حقيقة أنه مذهل وهائل لكن محال لشخص يشبهني أن يشق طريقه داخل أعماق محاور القصيدة ، هكذا يبدو العشق لي هذا المساء ، ثمة أسباب حولتني إلى كل هذا الإنحصار المقيد في حرف زائد داخل بيت القصيدة ، يذهب فيه المرء الى الفناء ، يمشي في طريقه بشكل دائري وكأنه يعود للخطوة الاولى التي تركها خلفه ، يبتعد عن الاخرين ويجد نفسه يسكن في الوسط ، وبدلاً من أن يخرج بعيداً عن ساحل البحور التي جفت ، يجد نفسه في ساحة كئيبة صغيرة تحيطها جدران لا رؤية من أعلاها ، سواحل شاهقة ، فهي تعلو نحو السماء ، مهما حاول فلا يرى شيئا إلا احتراقه ، رماد ودخان يدور في دوامة يستنشقها كل مساء ، يقاتل كل ذلك محاولاً العودة فلا يجد الممر الذي جاء منه ، يجد نفسه يعود من ممر آخر ، يصل به الى ساحة آخرى ، وهنا يضل المرء طريقة ،يمضي بين الممرات تائها لا يعرف من وأين هو ، يبقى كثيراً وطويلاً باحثاً عن فتحة يقفز منها الى النوم ، باحثاً عن وميض يخرجه من جو القصيدة ، فهو حرف زائد ليس أكثر.