بقلمى / حافظ عبدالله
منذ القدم وكم كبير من الغربيين ممن أدلوا بنقدهم، وعرضهم عن القرآن الكريم وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن نسبة كبيرة من هذا الكم انحنت حباً وشغفاً فيما بعد للصدق الإلهي والحقائق المعجزة في القرأن الكريم وسيرة سيد المرسلين وأخلاقه وطريقة تعامله أنذاك،نستنتج من هذا أن هؤلاء ممن قدموا النقد بشكل تعارض في الأفكار والمعلومات التي يؤمنون بها فتوصلوا للحقائق من خلال الاِيمان الفطري للقضية مرة، والوصول بالتعلم الشغوف والنقي الصادق فى معرفة الحقائق المجردة عن الأهواء مرة أخرى، لا كما يفعل الأغلب منا في نقده للشخوص والنصوص المقدسة.
فالملحد العربي اليوم يقدم النقد وهو مسلوب الصناعة العقلية المقابلة للفكر الموضوع على الطاولة، كما يفقد النتاج العملي والنظري أيضاً، ويرثي كل هذا النقص للمنظومة الدينية، في حين أن علماء ممن كانوا ملحدين لم يكونوا خاضعين لما ذكر، بكل صراحة عليه أن يعود لبعض الأمور إذا كان يريد الخروج من موضع الخدعة الزمانية، فإما ينتج أشياء تنفع المجتمع حتى يقول العالم أن هذا عالم وليس أحمق، وأن إلحاده جاء عن علم لا فراغ جنسي أو غريزي، أو يعود للدين، الذي هو في الأصل مقتنع به ويقدم نقده الداخلي ويعمل على الإصلاح بالنقد لا الهراء فقط، وإصلاح الأمور التي يراها خطأ، أو يبقى تمثال أضحوكة منصوب على قارعات طـرق السخرية، وسيظل على أمد التاريخ كذلك.
فالعالم يسلك التدرج في بحثه عن حقيقة ما، وفي هذا التدرج لايلغي شيئا بالقطع النهائي، أما المريض بالتعالم فيقصي كل الاحتمالات في سبيل ارضاء نعرة ما، وهنا لا يستطيع أن يفهم لأن ركناً من أركان الحوار ناقص من حيث اللامنطق، واللاجدوى لأنه وبكل بساطة ،يقدم النقد حاقداً وليس عالماً بشيء.