مصطفى السبع
قصة
(القصر المهجور)
صيف 77 المكان الإسكندرية المنطقة المندرة..
هذه الفترة كانت من أجمل الفترات التى كانت تعيش فيها البلد وخصوصا بعد نصر أكتوبر 73 المجيد الذى أعاد السعاده المفقودة لعامة الشعب وبدأت الأزهار تتفتح لتتجمل الإسكندرية أكثر وأكثر وخصوصا عندما يهل الصيف عليها عندما كانت تستقبل زوارها من كل أنحاء الدنيا..
نعم انها الاسكندرية عروس البحر.
فى يونيو 77 ثلاثة شبان (على_حسين_محمد)كانوا يدرسون بجامعة القاهرة بكلية التجارة وعندما أنهو دراسة العام الرابع وتخرجوا وحصلوا على شهادة البكالوريوس هذا العام ذهبوا إلى مدينة الإسكندرية حتى يبحثوا على فرصة عمل تضيف لهم خبرة عملية تساعدهم بعد ذلك فى اى عمل يتقدمون إليه وما كان أماهم سوى العمل على شواطئ الاسكندرية لخدمة المصطافين.
(على) كان أكثرهم هدوءا ووعيا بل كان هو صاحب القرار لانهم كانوا يعتمدون عليه فى كل شيئ فبدأ (على) يفكر كيف يصنع ليطور من نفسه فى عملا اكبر حتى يستفيد منه ماديا ففكر (على) فى إيجار كشك صغير يبيع فيه الحلوى فكانت تأتى إليه الفتيات والأطفال وكان يستغل وجود حسين ومحمد معه ويرسل معهم الطلبات للمصطافين ورويدا رويدا بدأ يستغل مساحة أكبر فى المنطقة التى يتواجد بها الكشك الذى صنعه (على) على شاطئ البحر وقام بإحضار الكراسي والطرابيزات ليجذب المصطافين له...
وفى يوم من الايام خرج (على) من منطقة شاطئ المندرة ليتجول شوارع المندرة ولمح قصرا مهجورا لايرى حوله سوى الغربان تحيطه من كل جانب وبجوار هذا القصر يتواجد كشك صغير لبيع السجائر وبداخله فتاة تدعى (فاطمة) فتوجه إليها (على) وقام بشراء علبة سجائر وسألها من يمتلك هذا القصر فنظرت إليه (فاطمة) وهى تبتسم ابتسامة هادئة ثم اجابته ان هذا القصر ملك لى ارتفع صوت (على) ضاحكا وقال لها أنتى تمزحين يا (فاطمة) فقالت له (فاطمة) انا لا أمزح انها الحقيقة فاستغرب (على) لكلامها وظن أنها فتاة ليست طبيعية ثم أخذ السجائر وتركها وهو يفكر فى هذا القصر واحلامه لا تنقطع لحظة ماذا لو حدث وتحققت أحلامه واصبح هذا القصر ملك؟
(على) لم يفكر فى كلام (فاطمة) لأنه ظن انها فتاة غير طبيعية من الممكن ان تكون بتعانى من امراض نفسية
وصل (على) الى مكان عمله وهو شاطئ المندرة والكشك الخاص به واجتمع( بمحمد وحسين)وحكى لهم ماذا حدث له اثناء تجوله فى منطقة المندرة وعن هذا القصر المهجور الذى يحلم ان يمتلكه وفى وسط الكلام تذكر (فاطمة) وهو يضحك ويقول لأصدقائه بجوار هذا القصر كشك صغير يبيع سجائر تمتلكة فتاة مجنونة تدعى (فاطمة) عندما سألتها عن مالك هذا القصر قالت لي انه قصرى انخرطوا (حسين ومحمد وعلى) فى الضحكات العالية وقالوا فعلا انها مجنونة.
ولكن (حسين ومحمد) تحدثوا مع (على) فى هذا الأمر وقالو له عليك ان تفكر تفكيرا واقعيا وتحلم حلما يناسبنا
فأجاب(على) عليهم صحيح انه حلم حياتى ان اصل لهذا القصر او امتلك قصرا مثل هذا القصر فالأمل فى الله موجود طالما نعيش فى الحياة وما علينا ان نحلم ونفكر كيف نحقق حلمنا.
سأله (محمد) ماذا لو حققت حلمك ووصلت لهذا القصر وماذا تفعل به وهو مهجور .
اجابه على كل الاشياء القديمة التى نعثر عليها فى حياتنا تحتاج لصيانه حتى تعود لرونقها من جديد فهذا القصر لو اراد الله ان امتلكه سيصبح من اجمل الفنادق الموجودة بالأسكندرية وسوف يحقق مكسبا كبيرا.
محمد وحسين ينظرون لعلى بنظرات غريبة وتركاه وذهبوا لتأدية عملهم وخدمتهم فى توصيل الطلبات للزبائن وهم يمزحون ويتحدثون بسخرية على (على) الذى يعيش فى الخيال بعيدا عن الواقع..
فى يوم من الأيام جاء رجل عجوز الى الكشك الذى يتواجد به على ليطلب منه مشروب ما وجلس على طرابيزته منتظرا أن يأتى له على بالطلب الذى طلبه.
ثم طلب هذا العجوز من على أن يجلس معه بعض الوقت ليتحدث معه فسأله الرجل العجوز من أين اتيت إلى هنا
اجابه على من القاهره
ثم سأله الرجل العجوز هل اتيت بمفردك
اجابه على لا لقد اتيت الى الاسكندرية برفقة زملائي فى الجامعه فلقد تخرجنا هذا العام وحصلنا على البكالوريوس وجئنا هنا لنبحث عن عمل وقمنا بإعداد هذا الكشك ليساعدنا فى تحقيق هدف من اهدافنا وجعلناه تجربة اولى فى حياتنا تساعدنا على توفير احتياجتنا دون الاعتماد على اى انسان
تعجب الرجل العجوز لعلى واعجب به وبكلامه ووعيه وتمنى له الخير وتحقيق آماله ثم سأله مرة اخرى ماذا تحلم يابنى وماهى امنيتك
فاجابه على حلمى ان امتلك فندقا فى هذه المدينة لجذب المصطافين والزوار.
الرجل العجوز قال له حلم صعب وكبير وشاق ويحتاج لمعجزة ولكن كل الحقائق كانت أحلام ومفيش مستحيل طالما فيه جهد مبذول وايمان بالفكرة وثقة فى التدبير.
أعجب على بكلام العجوز له ثم اقترب منه وسأله عن القصر المهجور فاجابه الرجل العجوز انا اعلم الكثير عن هذا القصر ولكن من الذى وصف لك مكان هذا القصر.
اجاب على لا احد فقد تجولت شوارع المنطقة فوجدت هذا القصر ووقفت امامه بعض الوقت.وسرحت معه قليلا وتحدثت مع نفسي ماذا لو ملكت هذا القصر.وسرت أحلم كثيرا حتى هذه اللحظة.
نظر إليه الرجل العجوز وسأله مرة أخرى هل قابلت فاطمة بائعة السجائر.
فابتسم على وقال نعم ولكنها مجنونة.
قال له العجوز ماذا تقول ذلك فهى مثقفة وانا اعرفها جيدا
قال له على عندما توجهت الى كشك السجائر التى تعمل به فسألتها عن هذا القصر ومن يمتلكه فأجابتنى انه قصرى وأنا امتلكه فابتسمت وتركتها واحتسبتها مجنونه بعد هذا الكلام
ابتسم الرجل العجوز وقال له هى لا تمزح بالفعل القصر ملكا لفاطمة .
على نزلت عليه المفاجأة كالصاعقة ليست المفاجأة بأن فاطمة هى ملكة هذا القصر وإنما من حديث هذا العجوز له عن هذا القصر وتأكيده بأن فاطمة هى صاحبة هذا القصر وظن أن العجوز يمزح ويستهزئ به ونظر بعينه محسورا إلى العجوز
فقال له الرجل العجوز ماذا بك لماذا هذه الحسرة بعينيك
اجاب على نعم لقد صدمتنى بحديثك وأحسست بأننى إنسان خيالى لابعد الحدود وأننى أحلم أحلاما لم استطيع تحقيقها او بالمعنى الصحيح اكتشفت بأننى إنسان من كوكب اخر أعلق نفسي دائما فى الأحبال الضعيفة واجابتك أوحت لي ذلك عندما قولت لي بأن فاطمة هى صاحبة هذا القصر.
الرجل العجوز فى هدوء تام مد يديه ووضعها على كتف على وقال له يابنى انا لا امزح بك بل انا معجب بحماسك واصرارك حتى تصل لما تحلم به لذلك انا رجل عجوز لا يفيدنى الكذب بشئ ولا يفيدنى أن أمزح بك بل المفروض أن أحمسك لأفكارك واساعدك حتى تنال مرادك لذلك قولت لك الحقيقة التى لا يعلمها احد بالفعل فاطمة هى صاحبة هذا القصر.
على والدموع تتساقط من عينه قال للرجل العجوز احكى لي قصة فاطمة مع هذا القصر ولماذ وصل بها الحال بأنها تصبح بائعة سجاير فى هذا الكشك الصغير وهى تمتلك هذا القصر الكبير....
بدأ الرجل العجوز سرد قصة فاطمة والقصر المهجور
منذ أكثر من ثلاثون عاما كانت تسكن هنا عائلة كبيرة جدا صاحب هذا القصر كان من أعيان الإسكندرية يدعى سليمان باشا كان له إبنا يسمى منير ولكنه يعيش بالخارج منذ صغره ليدرس هناك وابنته الوحيده هدى التى تعيش معهم هى وزوجتة زينات هانم بالقصر كان رجل من بشوات البلد وكان يتمتع بطيبة ومعاملة حسنه مع الخدم الذين يعملون داخل هذا القصر وهذه الحديقة التى أصبحت أطلال كنت انا الجناينى الخاص بها وكان يتواجد بهذا خادمة شابه فى هذا التوقيت إسمها سميرة كانت فائقة الجمال عندما تخرج من القصر لتقضى طلبات القصر كانوا جميع الشباب يتبعوها لجمال قوامها والملايا اللف التى كانت تلتف حول قوامها الجميل كانت حديث المنطقة بالكامل وكانت رغم انوثتها الرهيبه الا انها كانت جريئة لا تهب اى شاب ولا يعجبها اى شاب بالمنطقة وتهافت عليها الشباب ليتقدموا بطلب الزواج منها ولكنها كانت ترفض.
وفى يوم من الأيام عاد منير إبن الباشا من اوروبا بعد حصولة على الشهادة العليا منير لم ينزل الإسكندرية طوال فترة دراسته وكانت أمه زينات هانم وزوجها سليمان باشا يترددون عليه باستمرار ليطمئنوا عليه علما بأنه كان يعيش فى اوروبا بمصاحبة خاله عدلى بك الذى كان يعيش طوال حياته هناك
عند عودة منير الى الاسكندرية وداخل القصر تعرف على كل من يخدم بهذا القصر ومنهم سميرة التى اعجب بها منير من أول نظرة سميرة بسبب جراتها وخفة ظلها وحركاتها بدأت تلفت نظر منير لها وبدأ ينشغل بها قليلا ولكن فى البداية انشغاله بها بانها خادمة جميلة بقوامها وخفة ظلها.
منير بحكم مركز وسلطة والده الباشا التحق بوظيفه كبرى فى ديوان البلد القريب من قصره وبدأ يتعرف على أصدقاءه فى العمل ويتقرب منهم ويخرج ويسهر معهم وفى مره من المرات التى قابل فيها اصدقاءه وهم جالسون يتحدثون
مر من أمامهم فتاة فتحدث صديق من الأصدقاء على قوامها وجمالها ولكن صديق آخر قال لهم لا يوجد أجمل من سماره فى الاسكندرية كاملا فأيده جميع الاصدقاء على رأيه فنظر إليهم منير وسألهم من هى سماره التى تتحدثون عنها ارتفعت أصوات ضحكاتهم وبدأو فى ألقاء أجمل العبارات والغزل على جمال وأنوثة سماره منير تعجب وطالب منهم أن يرى من هى سماره التى يتحدثون بهذا الشكل عليها فقال له صديق من ضمن الأصدقاء غدا سوف أصطحبك معى لتشاهدها فهى يوميا تذهب إلى السوق التجارى ظهرا لشراء كل متطلبات القصر التى تعمل به بدأت الشكوك تلتفت حول افكار منير عندما علم بأن سماره التى يتحدثون عنها اصدقاءه تعمل بقصر من ضمن قصور المدينة ولكن الاسم هنا محيرا بالنسبة له فخادمته جميلة نعم قوامها جميل ونفس المواصفات التى تخص سماره حديث اصدقاءه ولكن الاسم متغير بالنسبة لمنير فخادمته تحمل اسم سميرة ذهب منير الى قصره وهو يفكر فى سماره من تكون سماره فاتنة المندرة والاسكندرية كما لقبوها أصدقاءه وفى صباح اليوم التالى ذهب منير كعادته الى عمله بالديوان وقابل أصدقاءه وطلب من صديقه ان يصطحبه فى الموعد المحدد ليرى سماره بالفعل بعد الظهر خرجوا سويا من العمل وذهبوا الى السوق التجارى الذى تتواجد به سماره وانتظروا بسيارتهم خارج منطقة السوق منتظرين قدوم سماره وفجأة حضرت سماره وهى تسير بالشارع وكأنها ملكه تسير على ارض المدينة بجمالها وقوامها وسحر عيونها كاد منير ان يغشي عليه من هول المفاجأة ولكنه تماسك لآخر لحظة حتى لا يشعر صديقه بأنه يعرفها وانها خادمته ولكن صديقه استشعر فى منير الارتباك الشديد ولكنه ظن بأن منير وصل الى هذه الحالة بسبب جمالها.
طلب منير من صديقه ان يعود لعملهم مرة أخرى وباله وتفكيره مشغولان بسماره كيف تكون خادمته وهو لايرى فيها هذا الجمال الملائكى الذى رآه خارج القصر وماذا تكون خادمته وهو لم يمتلكها لنفسه فقط بدأ الشيطان يداعب منير ويتخيل سماره فى احضانه كل ليلة وشعر بأنها تمتلكه وخصوصا انها خادمته ولن ترفض له اى طلب يطلبه منها
وعند عودة منير من عمله وعندما دخل القصر بدأ يبحث عن مكان سميرة اى سماره كما يلقبونها شباب المنطقة ولأول مرة يذهب منير اتجاه غرفة سميرة كانت خارج القصر منعزلة بمفردها وقام منير بالدق على باب غرفتها ففتحت سميرة غرفتها وفوجئت بمنير امامها ارتبكت سميرة قليلا ثم قالت له تؤمر بأى شيئ سيدى منير
ابتسم منير لها وقال لها سماره فاستغربت سميرة لمنادات منير لها باسم سماره فقالت له سماره قال لها نعم كما ينادوكى الشباب بالشارع انا علمت ذلك
سميرة إرتبكت بشدة وقالت له تؤمر بأى شيئ سيدى منير
قام منير بدفع باب غرفتها واقترب منها وقال لها نعم أنا أحتاج إليكى لأننا منبهر بجمالك وانوثتك الجميلة لقد اتيت اليكى لأعيش معكى لحظات الحب شعرت سميرة بالرعب وبدأت فى البكاء وطالبت من منير ان يخرج من غرفتها والا سوف تقوم برفع صوتها وتستنجد بالباشا وخدامين القصر منير لا يبالى ذلك وتفكيره الشيطانى تسبب فى فقد أحساسه بما تقوله سميرة وبدأ يتهجم ويثور عليها وسميرة تحاول الدفاع عن نفسها الى ان وجدت سكينة المطبخ أمامها فامسكت السكينة بيديها ووضعتها على صدرها وهددت منير بأنه لو تقرب منها سوف تغرز السكين بداخل صدرها وتقتل نفسها
منير شعر بالخوف وخرج من غرفة سميرة وعلامات الغضب تظهر بشدة على وجهه متأثرا بما حدث من سميرة معه وكيف ترفضه بهذه الطريقة ثم ذهب الى غرفة نومه وهو فى حالة لا يرثى بها.
على النحو الاخر سميرة فى انهيار بكائي وبدأت تفكر فى ترك القصر ولكن أين تذهب وهى وحيدة فى الحياة لا اب ولا أم ولا اخوات ..
أكمل الرجل العجوز سرد القصة وهو يقول أثناء تواجدى بالحديقه وانا امارس عملى بها رأيت سميرة تأتى الي وهى فى شدة الحزن فقلت لها ماذا بكى يا ابنتى وماسبب حزنك انهمرت فى البكاء بشدة وتحدثت معى وذكرت لي كل الأحداث واعتبرتنى أبا لها فقولت لها عودى الى غرفتك وسوف أقوم بتدبير الأمر
قمت بمراقبة منير حتى يخرج من القصر وعندما كان يستعد بالخروج وهو فى سيارته فطلبت منه ان أأخذ منه بعض الوقت وعندما وافق تحدثت معه عن ماحدث منه تجاه سميرة فى بداية الأمر ارتبك وحاول أن يزيف الحقيقة وتحدث بإسلوب غير لائق وسيئ يسيئ بسمعة سميرة حيث قال أن سمعتها على كل لسان الشباب بالمنطقة فتكلمت معه بهدوء هل تأكدت من ذلك هل رأيتها فى وضع مخل مع اى شاب مما يتحدثون عنها هل تحدث اليك شاب عن اخلاق سميرة السيئة وسمعتها احتار منير وعجز عن الاجابة وحاول الهروب مني ومن مواجهتى لكننى استوقفته وتوسلت له بأن يقف ويتحدث معى ووضعته فى موقف محرج فنظر لي صامتا وانا اتكلم معه فقولت له ان سميرة من أشرف الفتايات التى تعيش فى هذه المنطقة فجمالها والتفاف الشباب واهتمامهم بها لا يؤثر عليها ومع ذلك تقدم لها الكثير من الشباب ولكنها رفضت الكثير والشباب يتحدثون دائما على جمالها وخفة ظلها وليس أخلاقها لانهم جميعا يعلمون من هى سميرة ولو كانت سميرة بها أى عيب أكيد سليمان باشا لن يتركها تعيش هنا فى القصر واكملت حديثى معه وهو صامت عن الكلام وقولت له يابنى انت لك اخت هل ترضى لها ذلك الفعل الذى قمت به مع سميرة يابنى سميرة فتاة مسكينة تعيش من عرق جيبنها ليس لديها أحد فى الحياة فهى مقطوعة من شجرة وتلجئ لى فى أى امر ابتعد عنها فهى ليست من توبك فأنت ابن الباشا الكبير تتمناك سنيورات البلد وهى خادمه اتركها لأكل عيشها.
أحسست فى تلك اللحظة بمنير وهو متأثرا بكلامى وشعرت بأنه نادما على مافعله مع سميرة ثم تركنى وذهب الى عمله.
وعندما ذهب منير الى عمله لم ينسي ماحدث منه تجاه سميرة وبدأ يسأل عنها كل الشباب الذين يتعاملون معه ويعرفون سميرة وتاريخها ولكنه فوجئ بأجمل الأحاديث على سمعة سميرة فبدأ قلبه ينبض بأول شرارة حب قد أدت إلى دفئ قلبه نتيجة لحرارة الحب الخارجه من صميم مشاعره.
ذهب منير بعد انتهاء عمله من الديوان لكبرى المحلات الذهبية الموجودة بالأسكندرية ليشترى هدية لسميرة فاشترى لها خلخال مطرز من الذهب ووضعه بعلبة مربعة من أشيك علب الهدايا الموجودة بالمحل وأخذ هذا الخلخال وذهب به الى القصر ليعطيه لسميرة كهدية كناية عن اعتذاره لها عن ماحدث منه ناحيتها.
عندما دخل منير من بوابة القصر حضر الي اولا وتأسف لي عن مابدر منه تجاه سميرة وطلب منى ان اذهب معه الى غرفتها حتى يعتذر لها ويقدم لها هديته التى أحضرها لها فرحت جدا بما حدث من منير وذهبت معه مسرعا الى غرفة سميرة وقمنا بدق باب الغرفة حتى فتحت لنا الباب ودخلنا الغرفة وهى فى زهول من هول المفاجأة وبدأت عليها علامات الارتياح تنبعث من وجهها الجميل وقدم لها منير هديته لها واعتذر لها عن مابدر منه لها فقبلت سميرة الاعتذار ثم قام منير بتفجير مفاجأة بل هى قنبلة نوويه فى وجهى ووجه سميرة عندما طلب منها الزواج فارتبكنا سويا انا وسميرة من هذا الطلب الرهيب الغير متوقع وشعرت بعدم قدرتى على الكلام واحسست بأن لسانى قد شل وقد أصيب بالبكم لعدم قدرتى على الكلام ولكن سميرة كانت أكثر تماسكا ورفضت هذا الطلب لان موافقتها على هذا الطلب هو بالنسبه لها جحيم دخلت إليه بنفسها وقالت لمنير فتايات الاسكندرية تتمنى هذا الطلب اما انا ممنوع ان أحلم هذا الحلم والسبب الفرق الكبير بينى وبينك فما مصيرك ومصير مستقبلك العائلى امام عائلتك عندما يعلمون انك تحب وتريد الزواج من خادمتك ارجوك اتركنى كى اعيش فى امان ولا تعذبنى او تكون سببا فى انهيار حياتى .
عدم قبول سميرة الزواج من منير جعله يتمسك بها اكثر وأكثر ولكنه لا يستطيع مناقشة والده سليمان باشا فى هذا الأمر ذهب منير وخرج من غرفة سميرة وهو حزين كل الحزن بسبب ماحدث وصعد الى القصر ومنه الى غرفة نومه وبدأ يفكر فى كلام سميرة ولكنه عجز أن ينساها ويتركها واستمر فى مطاردة سميرة حتى ضعفت ووقعت فى حبه بل عشقته عشقا كبيرا حتى وافقت على الارتباط العرفى به مؤقتا نظرا للظروف المحيطه بهم وتم الزواج السري بين منير وسماره عشق كل شباب المنطقة وتوالت اللقاءات السرية بينهم الى أن حملت سماره والأمر أصبح أكثر صعوبه فلماذا تواجه سماره المجتمع بصفه عامه وسليمان باشا وزوجتة والعائلة بصفة خاصة علما بأن الجميع يعلمون انها غير متزوجة فطالب منير من سماره بعد اكتشاف حملها أن تقوم بعملية إجهاض فرفضت سماره خوفا على حياتها الأمر الذى اغضب منير ودفعه على أن ينقطع عن سماره ويبتعد عنها وعندما بدأت سماره تواجهه فى القصر عندما تراه وتعاتبه بأنه اهملها ولا يسأل عنها بدأ ينزعج من هذا الأمر وهددها بأنها اذا لم تكف عن ذلك سيطردها ويشردها فى الشوارع استحملت سميرة كل هذا من الاهانات التى تصدر من منير لها ثم عاد منير يطالبها بأن تقوم بعملية الاجهاض...جاءتنى سميرة تخبرنى بكل ذلك فذهبت لمنير ولكن هددنى انا الاخر بانه سيطردنى من القصر ويبلغ عنى ويتهمنى بالجنون.
تركته ذهبت من امامه وفوضت امرى لله وفى يوم من الأيام رأيت سميرة وهى عائدة من القصر الى غرفتها ووجدت منير يسير وراءها فى البداية شعرت براحة نسبيا وتخيلت ان الامور عادت لطبيعتها وأحس منير بغلطته وانه ذاهب وراءها ليتأسف لها بغرفتها بالفعل راقبت الموقف حتى وصل منير الى غرفة سميرة ودخل وراءها الغرفة لم يطرق فى بالى ان يقوم منير بإيذاء سميرة ولكن فجأة سمعت صراخها فهرولت الى هناك وقمت بكسر باب الغرفة فوجدت منير وفى يده آله حديدية يحاول ان يضرب سميرة بها حتى يتخلص منها عندما نظرت الي سميرة هرولت ناحيتى لتتحامى فى ظهرى حتى انقذها من جنون منير ورأيت فى عيونه غدر وشر لا أراه من قبل توسلت اليه ان يهدأ ويذهب ويترك سميرة وهو يرفض محاولا التعدى عليها الى ان وجدت سميرة تنزف بشدة ثم وقعت على الارض مغشيا عليها فارتبك منير وشعر بالخوف ثم هرول سريعا خارج الغرفة متجها الى القصر وقمت بمساعده سميرة ومحاولة افاقها وانا ارى النزيف ينزف بشدة من بين ارجلها فتركتها وخرجت ابحث عن سيارة الى ان وجدت رجلا يمر من امام القصر بسيارته وأوقفته وقولت له ابنتى مريضة جدا وانا احتاج ان انقلها لاقرب مستشفى بالفعل دخل معى الرجل بسيارته الى غرفة سميرة وحملها معى داخل السيارة وذهبنا للمستشفى وقولت لهم ابنتى تنزف وهى حامل وزوجها مسافر خارح البلاد وهى تعيش معى
دخلت سميرة لغرفة الكشف وبعد لحظات خرجت لى الممرضة وهى تطمئننى بان النزيف ليس نزيف الحمل انما هى مصابة بالمنطقة العليا فوق الركبة نتيجة اصطدامها بآله حديدية
ارتحت قليلا عندما سمعت هذا الحديث من الممرضة وانتظرت خارج غرفة الكشف حتى الساعات الاولى من صباح اليوم التانى وعندما افاقت سميرة وتمت معالجتها اخذتها معى لمنزلى المتواضع والذى اسكن فيه انا بمفردى بعد وفاة زوجتى واعتبرت سميرة هى ابنتى ثم تركتها وذهبت الى القصر حتى اقوم بجمع ملابسها وكل مايخصها ثم رجعت لمنزلى مرة اخرى لأعطيها كل ماتملك من ملابس وادوات تخصها.
ثم عدت مرة اخرى الى القصر لممارسة عملى وقابلنى منير وسألنى عنها فقولت له عما حدث وان سميرة معى بمنزلى وهى مريضة بسبب ماحدث بالأمس واخبرته بان الجنين قد مات حتى يبتعد عنها بالفعل اقتنع منير بكلامى وقال لى عندما يسألك ابى سليمان باشا عن غيابها فماذا تقول فقولت له إطمئن سوف اقول لسليمان باشا ان سميرة تركت القصر من اجل ان تعود الى بلدتها وهى اخبرتنى بذلك
فرح منير بكلامى وشكرنى عليه ثم طلب منى ورقة الزواج العرفى فقولت له انا لا اعلم مكانها فحتما سوف أسألها عن هذه الورقة تركته وذهبت إلى منزلى وقمت بسرد الحديث الذى دار بينى وبين منير لسميرة وسألتها عن ورقة إثبات الزواج فقالت لى سوف تجدها بداخل علبة الخلخال الذى اهدانى بها منير وهى بين متعلقاتى التى معك فأخذت منها هذه العلبة وفتحتها ومسكت الورقة بين يدى وشعرت بالطمأنينه لان هذه الورقة سوف تثبت حق سميرة عند منير وبالأخص عندما تتم عملية الانجاب وتصبح سميرة أما لطفل لا يعلم مصيره إلا الله اصبح أمر سميرة يهمنى لأننى جعلتها أبنة لي فقمت بدس هذه الورقة فى مكان سحرى بمنزلى لايعلمه الا انا وسميرة وذهبت لمنير وطلبت مقابلته وعزمت أن اتنازل عن عملى بالقصر فى سبيل الوقوف بجوار سميرة فتحدثت مع منير وقولت له الورقة موجودة مع سميرة وهى رفضت اعطائها لى لانها سوف تقوم بالذهاب إلى المحكمة ورفع قضية ضدك لاثبات عقد الزوجية انهار منير بسبب الارتباك الذى حدث له وقال إذا قامت سميرة بهذا الفعل فسوف تدمر حياتى وحياتى العائلة من داخلى كنت فرحان جدا لاننى وجدت نبيل امامى ضعيف مستسلم وطلب منى مساعدته فطلبت منه ان يوثق عقد زواجه من سميرة دون شوشره لانقاذ الموقف وسيظل هذا الموضوع سرا للغاية دون علم اى انسان وعلم ايضا بأن الجنين على مايرام فوافق بالفعل منير وطلب منى ان يقابل سميرة فقولت له بعدما ننتهى من هذا الأمر سوف نذهب سويا لها وقمنا باعداد الاوراق اللازمه وبالفعل تم التوثيق رسميا بثبوت عقد الزواج زواجا شرعيا
منير شعر بانكسار رهيب وطلب منى مرة ثانية مقابلة سميرة بالفعل اخذته معى وذهبنا الى منزلى وتقابلنا بسميرة وأخبرت سميرة بكل الاحداث التى جرت ثم قام منير من مكانه واقترب منها ثم قام بتقبيل يدها وطلب منها ان تسامحه وانها الان زوجته شرعا وعلى سنة الله ورسوله طلب منى منير عدم ترك القصر وان تظل سميره معى بهذا المنزل وسيدفع لي راتب شهرى يخص سميرة مرت الأيام والليالى ووضعت سميرة مولودتها فاطمة فطلب منى منير أن اثبتها بإسمي منعا لحدوث اى مشاكل من الممكن تحدث له ولعائلته فى بداية الامر رفضت انا وسميرة ثم قال لى منير انه مستعد لاى ضمانات تضمن ان هذه البنت هى ابنتى ولكن أمامنا فقط كتب منير اقرار يقر فيه بان فاطمة هى ابنته والوريثة الوحيدة له وأخذت هذه الورقة ووضعتها بجوار اوراق اثبات الزواج الشرعى فى المكان السحرى بمنزلى أصبحت حياة منير بعد ظلمه لسميرة منعدمه وغير متزنه حتى اهمل عمله وتركه وظل جالسا مع والديه بالقصر ولكن ربك لبالمرصاد وكما تدين تدان فقد حدث مع هدى شقيقة منير احداث مؤسفة كانت بدايتها عندما تعرفت على شاب مستهتر يدعى ممدوح وغرر بها وأفقدها عذريتها وتركها وسافر خارج البلاد وحملت هدى منه سفاحا وعندما علمت العائلة انهار سليمان باشا وزوجتة زينات وحاولوا الوصول الى ممدوح بكافة الطرق ولكن فشلوا فى الوصول اليه ومن اجل التستر على ابنتهم ذهبوا لطبيب وعرضوا عليه مبلغا كبيرا من المال لاجراء عملية الاجهاض وأثناء تواجد هدي بغرفة العمليات فارقت الحياة فانهار سليمان باشا واصيب بشلل كامل من شدة حزنه على فراق إبنته هدى أما زينات هى الأخرى قد اصيبت بالانهيار النفسي ودخلت مصحة نفسيه لبضعة شهور حتى فارقت الحياة داخل المصحة.
ثم قام منير برعاية والده وبدأ يستدعى كبار الأطباء فى البلد لعلاجه ولكن معظم الاطباء طلبوا من منير أن يسافر والده الى الخارج للعلاج.بالفعل قام منير بإغلاق القصر وسافر مع والده سليمان باشا للعلاج بعد اغلاق القصر واصبحت انا بلا عمل فقمت باستغلال كشك أمن البوابة الخاص بالقصر وقمت ببيع السجائر بداخله وبعد عدة شهور قليلة عاد منير الى القصر ورأيته امام البوابة يقوم بفتحها فهرولت عليه حتى اساعده ودخلنا معا الى القصر وقلت له سوف اقوم باستدعاء من كانوا يعملون بالقصر فرفض منير وطلب منى ان أستدعى سميرة أولا لتعيش معه بالقصر كان هذا الطلب بالنسبة لى طلب كبير اسعدنى وشعرت بان الله سبحانه وتعالى نصف سميرة واعاد لها حقوقها فذهبت لسميرة وقولت لها ماحدث كانت سعيدة جدا بما اقوله لها بالفعل حملت فاطمة وانا حملت امتعتها وذهبنا الى القصر وقام منير بحمل ابنته فاطمة وضمها لحضنه ثم اقترب من سميرة ووضع قبله على جبينها ثم قال لها لقد ظلمتك كثيرا ولكن سرعان ما عوضك الله واعاد لكى حقك واخذ منى والدى وامى وشقيقتى فتذكرت قول رسولنا الكريم (أن الظلم ظلمات يوم القيامة) سميرة طلبت من منير ان يكف عن هذا الكلام ويفكر فى المستقبل القادم ان شاء الله ثم طلب منى منير ان اجد حل لاثبات فاطمة على اسمه وكأن القدر ينتظر لعبته لتظل فاطمة متعلقة فى رقبتى وتحمل اسمى مرت الايام والليالى وعادوا الى القصر كل من كانو يعمل به سابقا واستقرت الحياة داخل القصر بعض الشيئ ولكن دائما الحياة لا تسير على وتيرة واحدة فقد حضر الى القصر ولأول مرة عدلى بك خال منير الذى يعيش طوال حياته بأوروبا وعاش معه منير طوال فترة دراسته فكان هو الاب الثانى لمنير عدلى بك خال منير أثناء جلوسه مع منير وشاهد سميرة فسألها من انتى فاجابت انا زوجة منير ثم قام عادلى بك بالتوجه الى منير وسأله ماهى عائلة سميرة ومن اين ومتى تزوجتها وانا لا اعلم
سرد الحقيقة كلها منير لخاله (عدلى بك )فثار عدلى بك على منير وطلب من منير ان يطلقها ويطردها خارج المنزل وقال له كيف تتزوج من خادمه الم تعلم نتيجة هذا الفعل الشنيع وما تأثيره على العائلة فطلب من سميرة أن تأخذ امتعتها وتذهب الى خارج القصر وأمر العاملين بالقصر بطردها والاحتفاظ بفاطمة ابنتها انهارت سميرة فى البكاء وصرخت بصوت عالى وكأن الحظ السئ ملازم سميرة فى حياتها حاولت سميرة الخروج بإبنتها ولكن الوضع كان اقوى منها
فخرجت خارج القصر واتت لي منهاره وقصت لى عما حدث لها من عدلى بك وقمت بإعطاءها مفتاح منزلى وقولت لها اذهبي الى المنزل وكل شيئ سوف يكون على مايرام ذهبت سميرة وهى تبكى بكاءا هستيريا ودخلت الى القصر فسمعت عدلى بك يتحدث لمنير بأنه سوف يقوم بترتيب اجراءات السفر غدا الى اوروبا بمصاحبة فاطمة فى هذه اللحظة استغليت علاقتى بالعاملين داخل القصر وبالأخص صابر الطباخ الذى كان يحتفظ بفاطمة وتحدثت معه على كل ماحدث وقولت له عن ما سمعته من حديث وترتيب عدلى بك مع منير وسفرهم فى اسرع وقت
بالفعل صابر ضميره صحى فى هذا الوقت بقدرة الله سبحانه وتعالى واخذنا فاطمة وهربنا من القصر وتوجهت على منزلى واخذت سميرة وابنتها وذهبت بهم الى بلدتنا بعيدا عن الاسكندرية خوفا من قيام عدلى بك بالبحث عنهما فى منزلى
يأس منير وخاله عدلى بك بعدما بحثوا عن سميرة وفاطمة ولم يجدوها ثم جلسوا سويا بالقصر يفكرون كيف يصلوا الى سميرة وبنتها جبروت عدلى بك وسلبية منير كان لهما تأثير قوى على تعاملهم مع كل المحيطين بهم الى أن قاموا العاملين بالقصر بترك القصر واصبح عدلى بك ومنير هما بمفردهما داخل القصر كان منير يوميا يذهب الى المطاعم وبرفقة خاله لتناول بعض الوجبات وفى ليلة من ليالى الشتاء والسماء ممطرة والعواصف شديدة وهناك البرق الشديد قام منير بالتوجه الى المطبخ ليقوم بعمل كوبا من الشاى فى نفس اللحظه كان يوجد تسريب غاز داخل المطبخ وعندما أشعل نيران البوتاجاز اشتعلت النيران بكل أنحاء المطبخ وتملكت النيران من منير ولم يلحقه خاله كى يسعفه فقد فات الاوان بعدما اتصل عدلى بك بالمطافى والاسعاف وعندما حضروا لانقاذ الموقف وبعد إطفاء الحريق وجدوا منير جثة هامده ملقاه على الأرض وبعد ذلك ذهب عدلى بك الى احدى الفنادق ليقطن بها ثم قام بالتوجه فى اليوم التالى الى القصر وذهب لقسم الشرطة وحرر محضرا بالحادث ثم قام بتسليم القصر للشرطة كجهه امنيه تحافظ عليه اثناء غيابه وسفره خارج البلاد فى قسم الشرطة سألوه هل هناك وريث لمنير فانكر عدلى بك وجود فاطمة وامها وقال لهم ليس لديه اى وريث واثبت فى ذلك المحضر.وتم قفل القصر وذهب عدلى بك الى اوروبا مرة اخرى .
توالت الأحداث ورجعت سميرة معى مرة اخرى الى الاسكندرية والتزمت بكشك السجاير الموجود بجوار بوابة القصر من الخارج مر اربعة سنوات على هذا الحال وفجأة أصيبت سميرة بمرض مزمن لا يستمر كثيرا معها وبعد ايام قليلة من اصابتها بهذا المرض ماتت نعم ماتت سميرة وتركت لى فاطمة التى سجلتها بإسمى منعا للفضيحة التى كانت ستؤثر على نبيل ومن جهه اخرى خوفى عليها بعد ظهور خاله وحدوث الاحداث الاخيرة فكان لابد ان تظل فاطمة تحمل اسمى الى ان تخرجت فاطمة من الجامعة وهى التى تعمل بدلا منى فى كشك السجاير المجاور لهذا القصر المهجور
الذى رايتها فيه وحتى الآن لم أجرؤ بأن اتحدث عن الحقيقة واكشفها خوفا من شيئين
أن ادخل السجن بسبب التزوير فى اوراق رسمية واثبات فاطمة على اسمى وهى ليست ابنتى
والشيئ آخر إذا علم عدلى بك الموجود حاليا الان بالخارج بظهور فاطمة فمن الممكن ان يضرها بشيئ ويأخذها منى فهى الآن بالنسبة لي العجاز الذى اسند عليه .
فكانت هى قصة هذا القصر الذى تسأل عنه وها هى فاطمة صاحبة القصر والوريثه الوحيدة وانا امتلك كل الاوراق التى تثبت ذلك .
بعد انتهاء قصة القصر المهجور التى سردها الرجل العجوز لعلى اثناء تواجده على شاطئ المندرة قام على باصطحاب الرجل العجوز وذهب به الى القصر وجلس بجوار كشك السجاير يتأمل فاطمة التى شعرت باهتمام (على) ناحيتها ثم بدأت اول شرارة حب تجمع بينهما علما بان فاطمة نسخة ثانية من امها سميرة او سماره كما كانوا يلقبونها الشباب سابقا وبدأ يتردد (على) كثيرا على فاطمة اثناء تواجدها بالكشك وكثرت الكلمات بينهم حتى اعترفوا لبعضهم عن مشاعر الاخر تجاه الاخر ثم تقدم على لطلب يد فاطمة من الرجل العجوز الذى وافق على الفور ..
بالرغم من حب على الكبير لفاطمة الا ان على كان يخطط لشيئ ما فالمعروف عن على الشجاعه والتأمل والحلم فى المستقبل( فعلى) عندما طلب يد فاطمة للزواج كان الغرض من ذلك ان يصطحبها الى مدير الامن ليطلب منهما مساعدته ومساعدة زوجتة بالاوراق التى يمتلكها حتى تستولى فاطمة على حقها بالفعل ذهب على وبمصاحبة فاطمة ومعهم الرجل العجوز الى مديرية الامن وسردوا الاحداث كلها امام مدير مديرية الأمن وطالبوا منه حمايتهم من اى محاولات تصدر من خلال عدلى بك عندما يعود من الخارج بالفعل ذهب على واخذ معه فاطمه التى تاثرت بالحقيقة وابكت بكاءا كبيرا وارتمت باحضان الرجل العجوز وقالت له ستظل ابى طوال حياتى .
ذهبوا الى القصر بعدما اصبح من ممتلكات فاطمة وبدأ على يحلم بالفندق الذى كان يحلم به عندما جاء الى الاسكندرية
(على)كان والده يمتلك قطعة ارض ببلدته فذهب لوالده وقص عليه هذه الاحداث وطالب من والده أن يعرض الأرض للبيع ليأخذ ثمنها ليساعده فى تجديد القصر ليصبح فندقا متميزا بالفعل قام والد على ببيع الارض وحصل على المال وذهب الى الاسكندرية مرة اخرى للبداية فى اعمال ترميم القصر واعادة هيكله الجميل الأثرى كما كان سابقا.
مرت الايام واصبح القصر المهجور من افخم الفنادق بالاسكندرية واطلق عليه لوكاندة المندرة.
تحققت احلام وطموحات على ووصل لهدفه الذى كان يعمل من اجله..
وفى يوم من الايام حسين صديق على ذهب كعادته الى محطة القطار ليستقطب المصطافين الى الفندق وفجأة ظهر رجل كبيرا فى العمر فكان هذا الرجل هو عدلى بك واقترب منه حسين ليجذب انتباهه للوكاندة المندرة بالفعل تحدث عدلى بك لحسين وطلب منه أن يصطحبه الى لوكاندة المندرة.
بالفعل قام حسين بالتوجه الى اللوكندة وعند وصلهم إستغرب عدلى بك وسأل حسين هذه هى لوكاندة المندرة قال حسين نعم تماسك عدلى بك نفسه وذهب مع حسين ليكتشف الامر فوجد على وفاطمة والرجل العجوز ولكن عدلى بك لم يعلم احد بينهم سوى الرجل العجوز فتوجه نحوه وسأله ماذا حدث من أحداث وكيف تم ذلك فسرد له الرجل العجوز واعترف له بأن فاطمة هى المالك الوحيد للقصر ثار عدلى بك داخل اللوكاندة واخرج مسدسه حتى يهددهم به وطلب منهم الخروج من القصر الذى اصبح لوكاندة فرفض على بشدة وقال له ان فاطمة هى ابنة منير وكل الاوراق الرسميه معنا عدلى بك اشهر مسدسه ناحية فاطمة وكاد ان يطلق عليها الرصاص الا ان الرجل العجوز تيقن وفهم مايجرى برأس عدلى بك فهرول سريعا ناحية فاطمة ليحميها فى نفس اللحظة التى اطلق فيها عدلى بك الرصاص ولكن الرصاصة لا تصل الى فاطمة ولكنها إستقرت بقلب الرجل العجوز ليفارق الحياة على الفور متأثرا بطلقة رصاص سكنت قلبه وهو يدافع عن فاطمة .
أمسك على واصدقاءه بعدلى بك وقاموا بإبلاغ الشرطة وعلى الفور حضرت قوة من الشرطة ووجدت الرجل العجوز جثة هامدة على الارض فامسكت بعدلى بك
وتم القبض عليه وتم تحويله لمحاكمه عاجله....
القصر المهجور
مصطفى السبع
اديب الصحراء ....كما لقبونى زملائي
ومؤلف (كتاب يوميات سيدة المساء@ وكتاب زائرة الفجر)