بقلم /محمد سعيد أبوالنصر
الصوم عِبادةٌ من أجلِّ العِبادات، وقربةٌ من أشرف القُربات، وطاعةٌ مباركة لها آثارُها العظيمة الكثيرة، العاجلة والآجلة، من تزكية النفوس، وإصلاح القلوب، وحفظ الجوارح والحواس من الفِتَن والشُّرور، وتهذيب الأخلاق، وفيها من الإعانة على تحصيل الأجور العظيمة، وتكفير السيِّئات المُهلِكة، والفوز بأعالي الدرجات - ما لا يُوصَف. والصيام له فضائل وخصائص عظيمة أذكرها على النحو الآتي:
11- الصيام سبب من أسباب التقوى؛ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}سورة البقرة الآية 183.
22- الصيام خير للمسلم لو كان يعلم؛ لقول الله تعالى: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون} سورة البقرة، الآية 184].
33- الصيام وصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا مثل له، ولا عدل؛ لحديث أبي أمامة - رضي الله عنه -، قال: قلت: يا رسول الله: مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: "عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له"، وفي لفظ: أن أبا أمامة سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: "عليك بالصوم فإنه لا عدل له"، وفي رواية أنه - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله مُرْني بعملٍ، قال: "عليك بالصوم فإنه لا عِدْل له"، قلت: يا رسول الله مرني بعملٍ، قال: "عليك بالصوم فإنه لا عدل له"
4 – الصيام جُنّةٌ من الشهوات؛ لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: لقد قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاءٌ" قوله يا معشر: المعشر هم جماعة يشملهم وصف ما، والشباب، أصله: الحركة، والنشاط، وهو اسم لمن بلغ إلى اكتمال الثلاثين ، وقيل: إلى اثنتين وثلاثين، والباءة: مؤنة التزويج، وقيل: يحمل على المعنى الأعم: القدرة على الوطء.
وقوله الوجاء: رضُّ الخصيتين، وقيل: رضُّ عروقهما، ومن يفعل به ذلك تنقطع شهوته، ومقتضاه: أن الصوم قامع للشهوة.
55- الصيام كفارة للذنوب؛ لحديث حذيفة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم –قال : "فتنة الرجل في أهله، وماله، وولده، وجاره، تكفِّرها: الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر، والنهي"، وفي لفظ: "والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وهذا من نعم الله تعالى العظيمة فينبغي للمسلم أن يكثر من هذه الخصال، وهذا في الصغائر، أما الكبائر فلا بد فيها على الصحيح من التوبة بشروطها .
6-الصيام جُنة، يُستجنُّ بها العبد المسلم من النار؛ لحديث جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال ربنا - عز وجل -: الصيامُ جنةٌ يستجنُّ بها العبدُ من النار وهو لي وأنا أجزي به" وكلمة الصوم جُنَّةٌ: أي يقي صاحبه من النار، والجنة: الوقاية.
وعن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصيامُ جُنَّةٌ كجُنَّةِ أحدكم من القتال" قال: وكان آخر ما عَهِدَ إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بعثني إلى الطائف قال: "يا عثمان تجوَّز في الصلاة؛ فإن في القوم الكبير وذا الحاجة"، وفي لفظ: "الصيام جُنَّةٌ من النار كجُنَّةِ أحدكم من القتال" .
77 - صيام يوم في سبيل الله يباعد الله النار عن وجه صاحبه سبعين سنة؛ لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صام يوماً في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" .
88 - صيام يوم في سبيل الله يبعد صاحبه عن النار كما بين السماء والأرض؛ لحديث أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه -،عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صامَ يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض".
وقد قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام يوماً في سبيل الله"، "أي: في طاعة الله، يعني: قاصداً به وجه الله تعالى، وقد قيل عنه: إنه الجهاد في سبيل الله"
وقال الإمام النووي رحمه الله: "فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوت به حقاً، ولا يختل به قتاله ولا غيره من مهمات غزوه، ومعناه: المباعدة عن النار، والمعافاة منها، والخريف السنة، والمراد به سبعين سنة"
نشرت فى 20 يونيو 2017
بواسطة janjeel