"بقلم/عبدالله صالح الحاج-اليمن
لعل هناك مقومات للفكر العربي الموحد بكل تأكيد القائم على الأخوة والمحبة والتسامح والاعتدال والوسطية والقبول بالاخر على امتداد وحدة رقعة الوطن العربي من الخليج وحتى المحيط وعلى العكس من ذلك ودون ان توجد فواصل وعوائق تعيق وتفصل مابين دوله واقطاره ولعل هذه الميزة هي احد المرتكزات الهامة لقيام الوحدة العربية والتي تعتمد على وحدة الفكر والثقافة العربية والتي تنطلق من وحدة اللغة والدين الإسلامي فكل دول العالم العربي تدين بالاسلام ولغتها الرسمية هي اللغة العربية حيث وان وحدة اللغة والدين مضافآ اليهما تاريخ الحضارة العربية العريقة منذ القدم هي المرتكزات الأساسية والجوهرية لوحدة الفكر والثقافة العربية وهي نفسها تعد مقومات ومرتكزات لقيام الوحدة العربية والتي يسبقها قبل كل شيئ وحدة الفكر والثقافة والاعلام العربي.
ياترى من يصنع الفكر والثقافة؟
من يصنع الفكر والثقافة انهم بلاشك المفكرين والكتاب وعلماء ومشائخ الدين والحكام أيضآ هؤلاء هم من يرسمون وحدة الفكر والثقافة لهذه الأمة والتي تكون منبعها ومستوحاة من هدي القرآن الكريم وسنة المصطفى سيدنا محمد على الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين.
ومسندة ايضآ للغة والتاريخ الحضاري العريق الحضارات القديمة السامية والتي كانت على أرضه منذ القدم بما في هذا ذلك من أعراف وتقاليد وعادات حسنه خلدها التاريخ وتناقلتها الاجيال منذ القدم وحتى اللحظة مازلت تحافظ على مبادئها وقيمها واخلاقها الحسنة وتعمل بهذا الموروث الفكري والثقافي والحضاري والتاريخي العريق.
مانتج وماظهر جليآ منذ الازمنة الغابرة وحتى اللحظة ان وحدة الفكر والثقافة للمفكرين والكتاب ولعلماء ومشائخ الدين وللحكام تباينت تباينآ كبير منذ القدم وخلقت نوعآ من التنازع والصراع والانقسام والاختلاف ومن ذلك على سبيل المثال تعدد واختلاف المذاهب الدينية والتي اورثت نوعآ من الصراع الطائفي والديني فيما بين هذه المذاهب بعضها البعض كون البعض منها قائم على التشدد والتطرف والغلو المذهبي والتعصب والذي أدى بشكل وبأخر على حدوث الفتنة فيما بين أفراد ومجتمعات وشعوب هذه الأمة.
ومايعيشه الوطن العربي من صراع وفتن وحروب طاحنة في وقتنا الحاضر ماهو الا نتاج للتباين والاختلاف الذي حصل في القدم وانعكس سلبآ وظهر في وقتنا الحاضر بما نشهده من صراع وفتن وحروب طائفية ومذهبية تكاد تعم في كل ارجاء الدول العربية خلاف الأمس أصبح خلاف اليوم بكل ماتعنيه الكلمة وبالطبع كان لاعداء الأمة ضلع كبير في خلق الشقاق والنفاق ورزع الكراهية والبغضاء والحقد وكذلك كان لهم دورآ لاؤستهان به في اشعال نيران الفتن وتفجير براكين ثورات الربيع العبرية والتي صارت مسببآ للحرب وللقتل والاقتتال ولخراب ودمار الأوطان في كل شبرآ على امتداد اراضي الوطن العربي الكبير.
ولعل هناك ارتباط وثيق مابين التوجهات السياسية للحكام العرب منذ القدم وحتى اللحظة وصلة كبيرة بالمفكرين والكتاب وبعلماء ومشائخ الدين فهؤلاء في الغالب فيما ينتجونه من فكر وثقافة يكون في أكثر الأحيان لكسب رضا الحكام ولما يحقق أهداف ومصالح الحكام ويخدم بقائهم على كراسي الحكم والعرش ولو على حساب الدين والفكر والثقافة ومن النادر استقلالية فكر المفكرين والكتاب وعلماء ومشائخ الدين استقلالية تامة عن التوجهات السياسية للحكام منذ الأزل قديمآ وحتى اللحظة في وقتنا الحاضر وفي المستقبل على نفس المنوال والسياق كلآ يعمل لكسب رضا الحكام وللحصول على الأموال سيس الدين وضاعت وحدة الفكر والثقافة العربية وخلق الصراع والتناحر والقتل والاقتتال لتحقيق الأهواء والمصالح الشخصية وللوصول إلى كراسي الحكم والسلطة ولو على إنهار من دماء الشعوب العربية هكذا هم الحكام العرب لايهم شعوبهم ولاتحقيق مصالحها بقدر مايهمهم بقائهم على كراسي الحكم واستخواذهم على خيرات وثروات الأوطان وحرمان الشعوب من خيرات وثروات اوطانهم وبلدانهم.
ومع الأسف الشديد أصبحت عقول الكثير من المفكرين والكتاب وعلماء ومشائخ الدين مجرد دميات تحرك من قبل الحكام ياللاسف على مثل هذه العقول حينما تصبح وتصير مسيرة ولاتملك حرية الإدارة بالفكر والتفكير يصبح تباعآ للحكام وحسب رغاباتهم واملائاتهم هنا تكون الحسرة والندامة بالفعل على مثل هذه العقول.
ومتى توحد الفكر والثقافة والاعلام العربي سيصبح لهذه الأمة شأن عظيم بين سائر الأمم
فياترى كيف ومتى سيكون هذا؟