أدارت الحوار: د. رانيا الوردى
حول مشروعه الثقافى التنويرى لإعاده بناء العقلية الثقافية المصرية والعربية ضيف الحوار: د. محمد حسن كامل، رئيس إتحاد الكتاب والمثقفين العرب والملقب من محرك جوجل العالمى بلقب المفكر الموسوعى العالمى، سفير السلام فى فيدرالية السلام العالمى التابعة للأمم المتحدة.
أستاذ مساعد بقسم اللغه الألمانيه – تربيه عين شمس، عضو مجلس إداره الجمعية العلمية للكاتب النمساوى يورا صويفر بفيينا، عضو الهيئة الإستشارية العلمية لهيئة إنست الدوليه بفيينا الداعمه للحوار الثقافى القومى والعابر للقوميه، عضو هيئة التحرير بمجلة ترانس للعلوم الثقافية بفيينا
مقدمة:
صناعة الفكر أهم ما يشغل بال "المفكر الموسوعى العالمى" د. محمد حسن كامل. تم تلقيبه بهذا اللقب من قبل محرك جوجل العالمى تأكيدا على وصوله من المحليه إلى العالميه بفكر وسطى سلس الطرح وعميق الفكر، يدعو للتأمل والتنوير دون عنصريه. هذا الإنجاز يؤكد أننا أمام مشروع ثقافى تنويرى لإعادة بناء العقلية الثقافية المصرية والعربية. هذا المشروع إتضح جليا فى إنجازاته، التى حاول من خلالها تحقيق المشروع الثقافى التنويرى على أرض الواقع. وإنطلاقا من هذا الحلم جاءت مدرسة العصف الذهنى فى إتحاد الكتاب والمثقفين العرب. هذه المدرسة تمثل دعوة لمنحى جديد من مناحى الفكر العصرى ورؤيه جديدة من خلال المعطيات المطروحه. إلى جانب مدرسة العصف الذهنى فى إتحاد الكتاب والمثقفين العرب، أسس سيادته علم جديد سجلته الموسوعات العالميه وهو علم النسبة الذهبية فى النصوص القرآنيه والأحاديث النبوية، كما كان سيادته أول من إستخدم حساب المثلثات فى القرآن الكريم. والجدير بالذكر هنا أن المدرسة الفكرية لسيادته حرصت على مزج الفكر بالأدب بالعلم ليطل على العالم بفكره العاصف للفكر بالتجديد ضد التقليد. الحوار التالى يكشف لنا عن ملامح المشروع الثقافى التنويرى للمفكر الموسوعى العالمى د.محمد حسن كامل وأهمية هذا المشروع لمصر والوطن العربى فى ظل رغبات الشعوب العربية للوصول بالمجتمعات العربية إلى مجتمعات الحداثة وما يرتبط بها من عالمية مع الحفاظ المستنير على الهوية الثقافية العربية والتأكيد عليها.
ما هى الظروف والملابسات التى دفعت حضرتك لصياغه مشروع ثقافى تنويرى لدعم إعادة بناء العقلية الثقافية المصرية والعربية؟ وما هى الإجراءات التى إتخذتها حضرتك لطرح هذا المشروع الثقافى التنويرى على الساحه الثقافية المصرية والعربيه؟
في البداية دعيني سيدتي أن أقدم لكم أعرق باقات الشكر والتقدير لإختيار شخصي المتواضع لأكون ضيفاً على منصة الحوار مع محاورة وناقدة وأديبة ومفكرة يُشار إليها بالبنان عبر الزمان والمكان، ولِمَ لا وهي الأستاذ المساعد الدكتورة / رانيا الوردي نائب رئيس قسم اللغة الألمانية سابقا بكلية التربية جامعة عين شمس , وعضو هيئة تحرير مجلة " ترانس " للعلوم الثقافية بفيينا، فضلاً عن انها عضو الهيئة الإستشارية في اتحاد النقاد العرب....والعديد من المناصب العلمية الأخرى التي تجعلنا نقف بإجلال وتقدير أمام تلك القامة العلمية التي لا يُشق لا غبار، قبعة باريسية وقارورة من العطر أسكبها هنا في ردهة هذا اللقاء الكريم .
الظروف والملابسات التي جعلتني أن أفكر في مشروعي التنويري " إعادة بناء العقل العربي بين الأصالة والحداثة " مما لا شك فيه أن أي صرح حضاري عصري لابد أن تكون له مقومات ودعائم وهي : التقدم العلمي + الرقي الأخلاقي + الفن الجيد + الإقتصاد القوي +الحوار المستنير + حرية التعبير، تلك معادلة فكرية حضارية تساند صرح الحضارة لتوليد الإبداع والإبتكار .
هناك تراجع في بعض لبنات تلك المعادلة الحضارية في بلادنا، تراجعت دولة العلم والبحث العلمي في الوطن العربي ومن الحرج أن اتحدث عن ترتيب بلدنا في معايير جودة التعليم على مستوى العالم، تراجعت الأخلاق في الشارع المصري، في الماضي كانت الشهامة والرجولة والإيثار وإنكار الذات وتوقير الكبير ومساعدة الصغير، تلاشى نسيج الفضيلة الذي كان يغطي الشارع العربي إلا من رحمه الله، اما دولة الفنون فقد أعلنت إفلاسها من تقديم فنون جيدة، تلك الفنون التي كانت بمثابة القوى الناعمة لتهذيب النفوس، مازلنا نعتمد على رصيد الماضي من فنون جيدة ترثي حال الحاضر، غير أني لا إنكر أن هناك محاولات جادة لإعادة دولة الفن ولكنها محاولات يائسة بائسة لا تكفي لغطاء الحاضر، تراجع دولة الإقتصاد لزيادة الإستهلاك دون إنتاج، نحن للأسف دول مستهلكة أكثر من أننا دول منتجة، الميزان الإقتصادي مقلوب لابد من التوازن أولا بين الإنتاج والإستهلاك، ثم ترجيح كفة الإنتاج على كفة الإستهلاك .
الإعلام في العصر الحالي فشل أن يقدم نوعاً من الحوار المستنير يقبل الرأي والرأي الأخر، تلاشت قيم الحوار وأدابه وأصبحت وسائل الإثارة هي الهدف الوحيد لتحقيق أكبر نسبة من المشاهدة أو المتابعة، أما حرية التعبير فسرها المواطن بشكل خاطئ حينما يتعتدي على حقوق الأخر بدعوى الحرية، أدى هذا التفسير الخاطئ إلى إختلاط الأمور بين الحقوق والواجبات لتخلق فوضى نحن في غنى عنها.
حينما نعود إلى مقومات الحضارة نسأل السؤال العاصف للذهن : أين نحن من مقومات الحضارة ؟ ماذا لنا وماذا علينا ؟ بالتأكيد الكل يعلم أين نحن من جدار الحضارة الإنسانية ومن ثم تفتحت براعم شجرة التنوير، مشروع تنوير العقل العربي بين الأصالة وأيضاً بين الحداثة حتى تكون لنا ملامح واضحة بين الأمم، لقد ناديت بهذا المشروع نحو اربعة عقود من الزمن حتى أعتبرني جوجل العملاق من رواد التنوير في العصر الحديث، وبالفعل كافحت لبناء اتحاد الكتاب والمثقفين العرب، وفتح مدرسة العصف الذهني لدعوة العقل العربي لقراءة المعطيات جيداً وإستخراج زوايا جديدة ومناقشة المسلمات بالعقل لا بالنقل، حينما نداعب تاريخنا العريق نشم عبق الحضارة ونتسأل أين كنا ....وأين نحن ...؟ سؤال يحتاج صراحة لتحديد موقعنا على خريطة العالم الحضارية .
السؤال الثانى:
يمثل علم النسبة الذهبية فى النصوص القرآنيه والأحاديث النبوية محورا هاما ورئيسيا فى المشروع الثقافى التنويرى الذى تتبناه حضرتك لدعم إعاده بناء العقلية الثقافية المصرية والعربية. كيف يمكن أن يسهم هذا العلم من وجهه نظر حضرتك فى إعادة بناء العقل العربي ، التى يعد الدين فيها مكون رئيسى من مكوناتها؟
حسناً سيدتي سؤالك رائع ...أشكرك على حُسن الطرح، قُبيل الإجابة على هذا السؤال ينبغي علينا شرح مفهوم النسبة الذهبية أولاً وتطبيقاتها ثم نتطرق لعلاقتها بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة .
النسبة الذهبية هي محاولة إكتشاف أعظم نسبة للجمال و الكمال و الجلال وهي علم قائم بذاته تقول فيه الموسوعات العلمية مايلي : في الرياضيات تحقق عندما يكون مجموع عددين مقسوم على أكبرهما يساوي النسبة بين اكبر العددين إلى أصغرهما. وهو عبارة عن ثابت رياضي معرف تبلغ قيمته 1.6180339887 تقريبا ببساطة شديدة لو نظرت إلى شاشة تليفزيونك الحديث ووجدت طول الشاشة " أ " = 100 سم والعرض " ب " = 61.80
وبجمع أ + ب = 100 +61.80 = 161.80 = ج
بقسمة ج ÷ أ =161.80 ÷ 100 = 1.6180
وبقسمة أ ÷ ب = 100 ÷ 61.80 = .6180
هنا تتحقق النسبة الذهبية، وهذه النسبة منتشرة في الكون كله في جسم الإنسان، وفي الزهور وأوراق الشجر، وزهرة عباد الشمس وغيرها من مخلوقات الله وهي علم أستخدمه الفراعنة في بناء الاهرامات والمعابد الفرعونية، كما استخدمه دافنشي في لوحة الموناليزا، أما بتهوفن لم تخل موسيقاه من النسبة الذهبية، عليك عزيزي القارئ البحث والقراءة عن هذا العلم بتوسع، لما وجدت أن النسبة الذهبية تساعدنا على إكتشاف مواضع الجلال والكمال والجمال طرحت فرضية استخدامها في القرآن والاحاديث النبوية التي فتحت أمامي بوابة كبيرة من بوابات الفكر في عظمة القرآن الكريم من حيث البناء في عالم الظاهر في البلاغة والباطن في الإضاءة، ببساطة علم النسبة الذهبية في الأيات القرأنية والأحاديث النبوية يسلط الضوء على كلمات في القرآن ذات معنى ومخزى لم ينتبه له أحد من قبل ويعتبر سبق علمي عالمي :
مثال النسبة الذهبية في البسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " عدد حروفها 19 حرف , بقسمة 19÷1.610 = 11.7428924598 وهي النسبة " أ"
النسبة " ب " 19ــ 11.748924598 = 7.2571075402
بالتقريب لاقرب رقم صحيح للنسبة أ = 12
وبالتقريب للنسبة " ب " لأقرب رقم صحيح = 7
ومن العجيب أن نجد " بسم الله " = 7 حروف = النسبة ب
أما " الرحمن الرحيم " = 12 حرف = النسبة أ
إذن النسبة الذهبية في البسملة سرها في معرفة فيوضات " الرحمن الرحيم " والحياة كلها رحلة في فيوضات " الرحمن الرحيم " من خلال النسبة الصغرى وهي " بسم الله " وهذا لا يتعارض مع التفاسير ولا العقل ولا المنطق بل أضاء بقعة ضوئية نحو اسماء الله " الرحمن الرحيم " ومن ثم كانت الإشارة لوجود سورة كاملة باسم الرحمن التي تتحدث عن الكمال المطلق لله رب العالمين، كل أيات القرأن تحمل أسرار ذهبية سواء على مستوى الحروف أو الكلمات، كذلك الاحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، علم النسبة الذهبية يأخذ بأيدينا إلى السعادة لفهم القرآن بل لحياة أفضل بما فيها من قيم الجلال والكمال والجمال المطلق لله رب العالمين .
السؤال الثالث:
قمت حضرتك بإنشاء مدرسة العصف الذهنى فى إتحاد الكتاب والمثقفين العرب لدعم الدعوة إلى إعادة قراءه المعطيات المطروحه وإعادة ترتيبها لإنتاج معرفة جديده. هل تعتقد حضرتك أن الإعلام والتعليم فى المجتمع المصرى والعربى يدعم بالصورة المأمولة مدرسة العصف الذهنى للوصول بالمجتمعات العربية إلى مجتمعات الحداثة ومن ثم للعالمية المنشودة؟
حسناً سيدتي سؤال عاصف للذهن يستدعي أولاً أن نعرف ماهو العصف الذهني ؟ العصف الذهني هو أسلوب تعليمي يعتمد على حرية الفكر في طرح أكبر قدر ممكن من الأفكار والإقترحات نحو موضوع ما ، هو التفكير بحرية دون أي عوائق فكرية الهدف منه الوصول لأفضل نتيجة ممكنة من خلال المعطيات المطروحة بعيداً عن النقد والإحباط، العصف الذهني تماما محاولة الوصول للنسبة الذهبية من خلال تفعيل كل المعلومات من كل الزوايا .
العصف الذهني يعتمد على طرح أسئلة مباغتة للعقل التي تتعلق بصلب موضوع البحث، لتجعل العقل في نشاط ذهني لإخراج أفضل ما لديه من فكر ورؤيا، العصف الذهني هو الخروج عن المألوف في جمع الافكار وتحليلها و الخروج منها بفائدة لا يمكن أن نصل إليها بالطرق التقليدية .
مما لاشك فيه ان هذا المنهج يحتاج تحضير العقل العربي وتطويره من النقل إلى العقل، من مراقبة الظواهر وطرح الفرضيات ودراسة النظريات والمساندة بالحقائق، للأسف الإعلام في العصر الحالي لا يقدم الهدف المأمول، فضلاً عن الشائعات التي تغزو الألة الإعلامية، نحن نريد إعلام مهني صادق ينقل الأحداث بمهنية وبأمانة، أما التعليم المبني على الحفظ للأسف لن يقدم اي تقدم في فيافي العلم والسفر عبر المستقبل، هناك فجوة حضارية بيننا وبين العالم المتقدم، نحن من مستهلكي الحضارة ولسنا من صُناعها، نحن نعيش على رصيف الحداثة، وبالتالي كيف نصل إلى العالمية دون أن تكون لنا بصمات على جدار الحضارة الإنتاجية العالمية ؟
السؤال الرابع:
قمت حضرتك بكتابة مجموعة من الأعمال الأدبية لدعم إعادة بناء العقلية الثقافية المصرية والعربية والوصول بها إلى العالمية المنشودة. من هذه الأعمال على سبيل المثال وليس الحصر: "للفقيد الرحمة وللثقافة العربية الصبر والسلوان....!!"، "إلى السيد((كده وكده)) كله تمام كده وكده...!!"، "النانو هو الحل"، "مذكرات دودة". قبل أن نتطرق فى الجزء الثانى من الحوار إلى أعمال حضرتك الأدبية وإسهامها فى مشروع حضرتك الثقافى التنويرى لدعم إعاده بناء العقلية الثقافية المصرية والعربيه، نتطرق فى البداية هنا فى الجزء الأول من الحوار إلى تقييم حضرتك لدور الأدب المصرى والعربى فى الوقت الراهن لدعم إعادة بناء العقلية الثقافية المصرية والعربية ولاسيما بعد ثورات زلزلت المنطقة العربية وعبرت عن رغبة الشعوب فى الإصلاح والوصول لمجتمعاتهم إلى مجتمعات الحداثة؟
نعم سيدتي لقد رصد الأدب العربي كل معالم العصر لاسيما بعد الثورات فى المنطقة العربية، ومما لاريب فيه أن الأدب كسائر الفنون يشارك في غزل وحياكة رداء الواقع بكل الحقائق ولاسيما وان جيلنا شاهد على العصر بكل تفاصيله، الأدب نافذة على العصر وذاكرة الأمة، حاولت توظيف الأدب في إعادة صياغة العقل العربي عبر رصد الواقع بكل مافيه من متناقضات بين الجوانب السلبية والايجابية على سبيل الأمثلة المذكورة أنفاً " للفقيد الرحمة وللثقافة العربية الصبر والسلوان " أدب ساخر يصور جنازة رجل دولة، رجل عظيم يتقدم جثمانه حملة النياشين والأوسمة في جنازة عسكرية مهيبة، هذا الفقيد كان من أهل الحظوة شيعه كبار رجال الدولة، في النهاية نكشف النقاب عن هذا الفقيد ليكون هو " القارئ العربي " لقد مات القارئ العربي وماتت معه القراءة ....نقد لاذع لواقع الثقافة العربية حاليا ولاسيما وقد هجر المواطن العربي القراءة وبالتالي تراجعت الثقافة في المقابل كم ساعة يعتكف فيها القارئ الأوروبي أو الأمريكي ....سؤال عاصف للذهن، أما " إلى السيد كده وكده كله تمام كده وكده " تصور العوار والإنحراف في مؤسسات الدولة ولاسيما المؤسسات الخدمية، حينما يزور مسؤول اي مصلحة حكومية يتم الإستعداد لهذه الزيارة بالنظافة والورود وبعد انصرافه تعود الحال كما كانت ... حياتنا أصبحت " كده وكده " في كل المرافق، في " كده وكده " دعوة لإصلاح الضمير الإنساني نحو الإصلاح أيضاً بأسلوب ساخر يمس كل مرافق الحياة من تعليم وصحة وزراعة وغيرها .
أما " النانو هو الحل " دعوة للعقل العربي للإنطلاق بالأدب عبر أجنحة العلم والفكر، الأمر الذي يجعل هناك زيجة بين العلم والأدب لفتح شاشة الفكر لتصور جديد يحاكي الحداثة بكل تفاصيلها، لم يعد الأدب قاصراً على معالجة الدراما أو قصص الحب أو المشاعر الإنسانية، الأدب العلمي يقدم تصور لإشكاليات تفرزها الحضارة المعاصرة مثل قضية إستنساخ الأعضاء مثلا، النانو هو الحل تستعرض تصغير الإنسان بتكنولوجيا النانو، ثم السباحة في الخيال العلمي نحو الحياة في دنيا النانو من حب وتعليم وصحة وغزو الفضاء ....روافد لا تنتهي كيف نعيش في المستقبل إذا أستطعنا فعلا أن نستمتع بالحياة في دنيا النانو. قد يُستخدم الأدب للدعوة العقل للتأمل والتدبر دون إستخدام أسلوب النصح والإرشاد الذي ينفر منه الكثير من رجال الدين .
حاولت ان اقدم شهادة على العصر بتحويل قلمي إلى كاميرا تصوير دقيقة تصور الواقع كما هو حتى نقدم للأجيال القدمة شهادة على العصر بكل مافيه، مما لاشك فيه تلك المدرسة الأدبية تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر لعودة الوعي للعقل العربي .
لقد قدم الأدب العربي رؤيته التي تناصر عودة الوعي للعقل العربي ولاسيما بعد إنهيار جدار الخوف لدى المواطن العربي، لم تكن ثورة مناصرة العقل قاصرة فقط على الأدب ولكنها تجاوزت حدود الفنون والموسيقى والسينما، هناك إجماع فني يصور نبض الشارع العربي في تلك المرحلة الراهنة، رغم ذلك أعتبر المجموع الفني والثقافي ضئيلاً لا يتناسب مع حجم الثورات العربية .
السؤال الخامس:
تم تكريم حضرتك كسفير للسلام فى فيدراليه السلام العالمى التابعة للأمم المتحدة. هل تعتقد حضرتك أن مشروع حضرتك الثقافى التنويرى من شأنه أن يدعم السلام فى مصر والمنطقة العربية بل وينعكس ذلك أيضا على المستوى الدولى؟
نعم سيدتي لن يتحقق السلام الإنساني إلا بتطهير العقل من الخرافات والموروثات التي لا أساس لها في العلم والمنطق، اتذكر حينما وقفت على منصة اليونسكو الشهيرة في باريس، تحدثت عن المثلث المتساوي الأضلاع، مثلث السلام الإنساني، هذا المثلث يرصد الجهات الثلاثة التي يتعامل معا أي إنسان في الحياة، الضلع الأول علاقته مع الله فهو الخالق، والضلع الثاني علاقته مع النفس، والضلع الثالث علاقته مع الحياة، قد يكون الإنسان مثالياً حينما تتسوى الاضلاع ليحقق المثلث المتساوي الأضلاع في علاقته مع الله، وعلاقته مع النفس، وأيضاً في علاقته مع الحياة بكل مافيها سواء بشر أو شجر أو حتى حجر .
نحن نريد سلام فكري وعقائدي وثقافي، نريد أن نرى الجلال والكمال والجمال في خلق الله، السلام يبدأ من تطهير العقل من كل أفات الفكر المغلوط، ما أعظم أن يعيش الإنسان في سلام مع الجميع، هذا السلام يقهر الخوف والجوع والجهل والمرض .
مشروعي للتنوير العربي يعمل في اتجاهين الأول، إعادة صياغة العقل العربي ليكون جاهزاً للتفاعل مع الحداثة وأيضاً مع الأصالة .
الاتجاه الثاني : إعادة تصحيح الصورة الذهنية المؤسفة لدى دول العالم عن العرب والمسلمين بشكل عام , خاصة بعد أن لوث الإرهاب صورة المواطن العربي أو المسلم .
دافعت عن صورة الإسلام الحضارية في حفل تنصيبي سفيراً للسلام العالمي في فيدرالية السلام العالمي بالامم المتحدة بتلك الجملة :
" ما تفسده السياسة تُصلحه الفنون والثقافة "
أشكرك سيدتي ونلتقي إن شاء الله في الجزء الثاني من حوارنا هذا .
لكم مني كل التحية والتقدير .