د.رانيا الوردى

 

ضيف الحوار:د. وفاء عبد الرازق/ الأديبه العراقيه، ومفوضه الإتحاد الدولى للأدباء والشعراء العرب، رئيس ومؤسس رابطه الإبداع من أجل السلام، سفيره السلام، سفيره النوايا الحسنه، وعضو النظام التأسيسي للأكاديميه العالميه للسلام فى الأمم المتحدة
أدارت الحوار:
د.رانيا الوردى/ أستاذ مساعد الأدب الألمانى بتربيه عين شمس، عضو مجلس إداره الجمعيه العلميه للكاتب النمساوي يورا صويفر بفيينا، عضو الهيئه الإستشاريه العلميه لهيئه إنست الدوليه بفيينا الداعمه للحوار الثقافى القومى والعابر للقوميه، عضو هيئه تحرير مجله ترانس للعلوم الثقافيه بفيينا.
مقدمه:
إندلعت الثورات فى الوطن العربى وأعقبها للأسف الشديد حاله من الفوضى والإضطرابات والصراعات الدمويه. وفشلت السياسات الإقليميه والدوليه فى دعم ثقافه السلام بل ساهمت هذه السياسات فى خلق مزيد من الفوضى والإضطرابات بشكل أعاق العمليه السلميه فى الوطن العربى. ولم تقتصر الثورات والصراعات على الوطن العربى فحسب ولكنها إمتدت إلى دول الإتحاد الأوروبى. ووقف العالم أجمع بين الثورات والصراعات تاره وبين الحروب تاره أخرى. وهنا كان لابد للثقافه ولاسيما الأدب أن يقول كلمته ليدعم بذلك ثقافه السلام ولغه الحوار بين الثقافات والشعوب. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل قام الأدب بالفعل فى دعم ثقافه السلام فى زمن الصراعات والثورات والحروب؟
للإجابه عن هذا التساؤل يشرفنا أن يكون معنا ضيف الحوار د. وفاء عبد الرزاق، التى قدمت من خلال مجمل أعمالها الأدبيه نموذجا فريدا ومتألقا لدور الأدب فى زمن الصراعات والحروب فى عصر الحداثه وما بعد الحداثه. 
نبذه مختصره عن ضيف الحوار: 
أديبه عراقيه، رئيس ومؤسس (رابطه الإبداع من أجل السلام) بلندن، مفوضه الإتحاد الدولى للأدباء والشعراء العرب، سفيره الأدب الدولى وعضويه شرف من الكليه العالميه لتعزيز الصداقه بين الشعوب بلندن، نائب رئيس البيت الثقافى العربى بالهند سابقا، سفيره السلام من منظمه الفرات للسلام العالمى، سفيره الجليل للسلام العالمى فى المملكه المتحده بلندن، سفيره السلام و النوايا الحسنه بين الشعوب من منظمات الشرق الأوسط للحقوق والحريات، سفيره الثقافه العربيه والعالميه المحبه للسلام، عضو النظام التأسيسى للأكاديميه العالميه للسلام فى الأمم المتحده. لها العديد من الأعمال الأدبيه، التى ترجمت إلى عده لغات حيه ( الإنجليزيه - الفرنسيه - الألمانيه - الإيطاليه، الأسبانيه، التركيه - الكرديه - الصربيه - الفارسيه -الأرديه)، كما تم كتابه ماجستير ودكتوراه ودكتوراه دوله وأبحاث ترقيه على أعمالها الأدبيه فى مختلف الجامعات العراقيه و العربيه والدوليه وحصلت على عده جوائز وشهادات تقدير من جامعات عراقيه و عربيه ودوليه ومن مؤسسات ثقافيه محليه وإقليميه ودوليه كما حصلت على تكريمات من وزاره الثقافه العراقيه عام ٢٠١١ والسفاره العراقيه فى الهند عام ٢٠١٥ والسفاره العراقيه بلندن عام ٢٠١٧ - وتم ترشيحها عام ٢٠١٧ لجائزه نوبل للآداب من مركز الحرف للثقافه العربيه من جامعه ستراتفورد الامريكيه بالهند، كما لقبت بسيده الأرض والشخصيه الثقافيه لعام ٢٠١٧ من الكليه العالميه لتعزيز الصداقه بين الشعوب وتم إختيارها عام ٢٠١٨ كأفضل الشخصيات المؤثره فى الوطن العربى. 
أعمالها الأدبيه فى مجملها تمثل إرث ثقافي، تحتاج بشده إليه الشعوب العربيه بل الشعوب على المستوى الدولى لدعم حوار ثقافى مستنير يدعم الحق الإنساني فى الحياه ومن ثم السلام فى المنطقة العربية بل وفى العالم أجمع. إنه سلام الإنسان مع نفسه ومع العالم أجمع وسلام الشعوب والدول مع بعضها البعض ليعم السلام على الجميع ويصبح نبراسا للحياه. صدر لها حتى الآن ١٤ ديوان شعرى باللغه العربيه الفصحى وبعضها أعيد طباعته عده مرات، ٨ دواويين شعرية باللغة الشعبية، وعدد ٩ روايات منهم على سبيل المثال وليس الحصر "حاموت"، "دوله شين"، "رقصة الجديلة والنهر"، "الزمن المستحيل"، وعدد ١٢ مجموعة قصصية منهم على سبيل المثال "وجوه أشباه أخيلة"، "فى غياب الجواب"، "المطر الأعمى"، "المتحولون"، "أغلال أخرى"، "الآخرون".
السؤال الأول:
قبل أن نتطرق إلى أعمال حضرتك الأدبية، التى تمثل نموذج فريد فى التعامل مع زمن الصراعات والحروب، نتطرق فى البداية إلى تقييم حضرتك لإسهام الشعر العربى والأدب العربى فى الوقت الراهن لدعم عمليه السلام والحوار الثقافى فى المنطقه العربية، التى تتفجر منها الثورات والصراعات والحروب؟
إجابه:
للشاعر هويته الثقافية ألا وهى كلمته النابعة من فكره وموقفة الإنساني الشمولي، والمبدع بشكل عام بدون موقف أعتبر ما كتبه مجرد نظم عابر. حتى ولو كان إبداعا ذاتيا، فمن هذه الذات؟ ما علاقتها بالآخرين؟، همسهم، ألمهم، فرحهم، أمانيهم، سلامهم، فقرهم. هنا المحور الأساسى الذى تدور حوله الذات. أهم الأدباء نقلوا إلينا صورة حية عن حرب دارت فى بلدانهم، لكنها أصبحت تعنى العالم كله، على سبيل المثال رواية (الحرب والسلام) لتولستوى. ولو أخذنا كتاب نقلوا إلينا ثوراتهم فقد أصدر الكاتب البرتغالى "ساراماجو" روايته (ثورة الأرض) هدية لثورة البرتغال (ثورة القرنفل) ضد الحكم العسكرى،، ما أقصده من هذين المثاليين أن الكلمه تسيل حبرا أحمر على الورق لتعلن عن موقفها بين أنامل كاتبها. وهذا ينطبق على الشعر أيضا، من ناحية الموقف. لكن عالمنا الراهن مليئ بالتناقضات، كتاب يكتبون عن المعاناة، عن الإنسان، لكن سلوكهم على الواقع مختلف كليا، فما نفع ذلك؟ الكلمة سلوك والموقف سلوك، بعضهم يكتبون عن الحب عن المرأة، وفى الحقيقة هم اول من ينتهك حقوقها، كتاب يقبضون ثمن أعمالهم من رؤساء دول ليمرروا اجندات سياسيه مدفوع ثمنها، وهناك شواهد واقعيه فعلا. إنما حين يسود الحب يسود السلام، عالمنا الراهن يفتقر للحب، فالثورات والحروب خلقت عداء بين الشعوب، وبين الشعب الواحد، بملله وقومياته، وطوائفه، هذا الإشتغال لم يأت من فراغ، بل لتشتيت الناس والسيطرة عليهم وعلى بلدانهم من قوى أخرى طامعة بتلك الثورات، ووجدت لها بيئة ملائمة بيننا وفينا، لتبث سموم التفرقة والكراهية. فاختلط الأمر على المبدع الملتزم بقضايا امته، لأن الكفة غير متعادلة بين المتفجرات والمقابر وسماسرة السلاح، وبين القصيدة. زمان كنا نسمع أن الكلمة كحد السيف، الآن بأية كفة نضع كلمة أو قصيدة أو رواية فى بلد نرى وابل الرصاص على ناسها وأرضها؟ وإن وجد اهتمام نوعى لا كمي، فهو لا يعادل الكفة الأخرى إطلاقا! هى ليست فكرة تشاؤمية، بل واقع حال يترجم نفسه، سيدتى نحن فى عالم القطب الواحد ألا وهو الرأسمالية التى تفرض هيمنتها الكلية على أية منطقة تتعارض فيها مصالحها الشخصية. وتخلق لها أسبابا ومبررات لدعم قوى ظلامية أو تخلق تلك القوى وتمولها سرا وعلانية. وهذا الوضع يسبب تهديدا علنيا لمشروع السلام، لذا اتمنى أن يعى المثقف والمبدع والشارع فى بلداننا العربية أو غيرها لخطورة ذلك على إنسانيتنا المستهدفة هى الأخرى وليس بلداننا فقط. نعم موقف الشرائح الواعية فى عالمنا العربى هو الفيصل. فإبادة ثقافة شعب ما، وإرثه الحضاري، الضغط على هويات معينة تجعلها منغلقة حماية لهويتها العقائدية يسبب عداءات مختلفة، وإلغاء لهويات أخرى. كل ذلك لإضعاف هويتنا العربية. هذا ردى على فقرة سؤالك ( فى عالم تسوده الحروب والصراعات).
السؤال الثانى:
تطرقت حضرتك فى ديوانك "من مذكرات طفل الحرب" إلى قضية شديدة الأهمية فى الوقت الراهن مع تزايد الحروب والصراعات على المستوى الأقليمي فى الوطن العربى وعلى المستوى الدولي. وتتمثل هذه القضية فى إشكالية العقلية الثقافية لطفل الحرب، التى تشكلت على صور الحرب والدمار والأشلاء والعنف، فجاءت مفردات طفل الحرب كالآتى: "تسبقنى رصاصه تشبهنى تماما"، "اللعب يا أطفال شقاوة ملطخة بدشاديشكم"، "تلك الرصاصة ستصبح أسرتى القادمة"، "وأنا أكفن يدى بثوب الفضاء". هذه المفردات لطفل الحرب تمثل طلقات فى ضمير الإنسانية، حيث أنها تؤكد أن الحروب لا تقتل جيل حاضر فقط بل تقتل نفسيا وجسديا أجيال مستقبلية. هل تعتقدى حضرتك أن إهتمام الأدباء والمبدعين بأدب الطفل من شأنه أن يسهم فى إعاده بناء العقلية الثقافية لطفل الحرب؟ أم أن الأمر يتطلب دعم الساسة على المستوى الإقليمى فى الوطن العربي وعلى المستوى الدولي للأدباء والمبدعين ليحاربوا من خلال إبداعتهم الأدبية ما خلفته الحروب من عقلية مدمره للحق الإنسانى فى الحياة؟
الإجابه:
سؤال مهم جدا سيدتي، خاصه أن الشريحة الأضعف فى المجتمع هى المتضرر الأكبر مما تخلفه الحروب على البنية التحتية. هذا الديوان لم يكن شعرا للأطفال، بل كان بصوت طفل عراقي عن كل الأطفال المتضررة من الحروب فى أى بلد عربي وعالمي، صرخة ضد الحروب وسماسرة السلاح، المستفيد الأول لإشعال الحرب، مبينا هذا الطفل، كما اقتطفت من الديوان سيادتك كيف تصبح أغلفة الرصاص دارا حين يبات فى العراء. بهذا الديوان انتصر صوت الشاعر عما تم طرحه فى السؤال الأول،، فاز الديوان بالجائزة الأولى فى لبنان ٢٠٠٨ بعنوان (للفضائل الإنسانية) لاحظي عنوان الجائزة، ترى كم فضيلة يحتاجها هذا الطفل؟ كما فاز ليمثل قارة آسيا فى دار لارمتان فى فرنسا بعد ترجمته إلى اللغة الفرنسية فى برنامج الدار السنوى ( من القارات الخمس). إذا،، صوت الشاعر اخترق خمس قارات وباللغات التى ترجم إليها الديوان إلى (الفرنسية، الأسبانية، الإيطالية، الفارسية، الإنجليزيه، الأردية، التركية وسيترجم إلى اللغة الصربية)
كان هذا دور الشاعر، ولابد ان تساند الدول ورؤساء الدول من أجل ذلك. فهذه الحروب أخطبوط امتدت أرجله لمستقبل تلك البلدان وليس حاضره فقط. كونوا مع طفل الحرب أينما وكيفا كنتم لئلا ينتصر الظلم على مستقبلكم. هذه رسالة جماعية لكل مسئول عنها لبناء عقلية ونفسية طفل الحرب وإعادة تأهيله ليعيش دون عقد وأمراض نفسية وتشاؤمية، أو أعداء تجاه الحياة والآخرين. 
ملاحظة مهمة: لهذا الديوان سيناريو فيلم سينمائي من ٩٠ دقيقة حولنا بعض اشطر القصائد إلى مشاهد فنية والأخرى لغة الحوار والحدث، ومنذ ٢٠٠٨ حتى الآن وانا أصر على عرضه فى السينمات العالمية والعربية. السيناريو مترجم إلى الإنجليزية، هذا يسهل فكرة العرض عالميا، لكن وقف التمويل حائلا بيني وبين تنفيذه، وهذا دور رؤساء الدول كما تفضلت حضرتك، أو الجهات الثقافية الرسمية. لأنه رسالة سلام إلى العالم كله، وأتمنى أن يترجم هذا الديوان إلى لغات عالمية أخرى. كل تلك الترجمات كانت تطوعية من مترجميها إيمانا منهم برسالة هذا الطفل.
السؤال الثالث:
تطرقت حضرتك فى روايتك "الزمن المستحيل" إلى موضوع إنسانى آخر يتعلق بحياه ومستقبل جيل كامل من المعوقين ذكورا وإناثا. هذا الجيل أفرزته مجتمعات التطور الصناعى والتقنى والتى تعانى من إضطرابات وتشوهات فى العلاقات الإنسانيه، كما أنها أحدثت تلوث فى البيئه، هذا بالإضافه إلى الحروب التى خلفت ورائها أجيال مشوهه نفسيا وجسديا. وكان المخرج هنا مدينه فاضله، تفضلت حضرتك برسم ملامحها فى الرواية فحملت إسم قريه أبو فرج، التى تمثل نسيج مجتمعى مختلف ومؤتلف: فى روح التعاون والتسامح والعمل المشترك والأمانى والهدف الموحد ومجتمع يحتضن أصحاب الإحتياجات الخاصه. هل تعتقدى حضرتك أن إثاره مدينة الأحلام فى الأعمال الأدبيه وإثاره المناقشات الجاده حول هذه الأعمال كأعمال حضرتك من شأنه أن يداعب أحلام مجتمعات التطور الصناعى والتقنى فتتحول يوما ما إلى مدن فاضله ومتطوره ليست فقط صناعيا وتكنولوجيا ولكن أيضا إنسانيا؟
الإجابه:
ليس بهذا الأمل المرجو، لكن دورنا تسليط الضؤ على كل أنواع الإعاقات، وما نعيشه حاليا خارج حدود دار الرعاية إعاقات إنسانية مجتمعية اكثر خطورة مما يعيشه هؤلاء من نقاء فى الدار. نعم بدأت بالإعاقات الأخلاقية فى المجتمع خارج تلك الدار، التى أرجو بها الفرج لهم، وبينت علاقاتهم مع بعضهم، ونظرة المجتمعات الدونية إليهم، ورأى القضاء فى زواجهم، علما أن بعضهم يعيش فترة محددة. لكنى خلقت من بطل الرواية إنسانا معاقا بدنيا، سوى العقل والفكر، اكتشفت مربيته الخاصة موهبة الكتابة والرسم، وجعلت أصابعه الملتوية على بعضها تتحرك بعد جهد كبير من التمارين، وقصته انه كان ابن نزوة مع راقصة رمته لأبيه الذى راماه بدار الرعاية دون اهتمام، فقط يغدق على الدار بالمساعدات حيث طلب متخصصة لرعايته وحده. العبرة فى الرواية كيفية الوقوف مع هذة الحالة بمحبة إنسانية وليس مهنية فقط مما جعل هذا المعاق أن يصبح فنانا كبيرا وكاتبا كتب قصة حياته الخاصة، وكيف رأى نفسه سويا من خلال خلقه شخصية اخرى له وبنفس اسمه برقم ٢ - كما خلق معرضه الشخصي، ثم أن دار النشر التى تبنت طباعة روايته كانت رسالة منها فى الوقوف لجانبه. خلال حفل التوقيع تبرع هو بكل مبيعاته من لوحات وكتب لدار الرعاية، وحين قدموا له عروضا ليعمل مع بعض دور النشر رفض، وفضل الرجوع للدار لتعليم وتأهيل المعاقين. إذا، هى ليست مدينة أحلام، بل مدينة تحدي وإصرار علينا كأسوياء وكتاب ومجتمع تهذيب إعاقتنا النفسية والأخلاقية أسوة بهؤلاء. فكم من مشوة حرب، أو بتر أعضاء أو حروق اثرت بنفسيات وسلوكيات لا تجد من يأخذ بيدها!! هذا دورنا نحن. حين قلت سابقا أن المبدع موقف ورسالة.
السؤال الرابع:
فى رواية حضرتك "رقصة الجديلة والنهر" تحول قلمك إلى سيف لمحاربة الإرهاب، الذى يهدد الحق الإنسانى فى الحياة، حيث تناولت فى هذا العمل الأدبى قضية الدواعش وما إقترفوه من نهب وإغتصاب وذبح. هل تعتقدي حضرتك أن سيفك الأدبي لمكافحة الإرهاب يكفي فى قضية الدواعش، أم أن وجود هذا العمل الأدبى يشرعن حق الجيوش والشعوب فى المقاومة ويستحث المؤسسات الدينية والثقافية فى المقاومة الثقافية لهذا الفكر؟ 
الإجابة:
هذه أول رواية عربية عن داعش وفعله غير الأخلاقي، بل العار على الإنسانية، وكانت تحديا فعليا لدورى ككاتبة لأن العمل صدر فى أوج قوة الدواعش، ولأنى حملت فكرة (بالإبداع نتحدى الإرهاب) وبالجمال نتحدى القبح، لم تخفني أية ضغوطات ساتعرض لها. نحن خلاقون وهم هدامون، نتحداهم بجمالنا، على الرغم من قوتهم وخطورتهم، إذ مررت بتساؤلات من أصدقائي خوفا علي، فالدواعش لديهم عيون فى كل مكان، وممكن اتعرض للقتل وانا فى الشارع. ترجمت هذه الرواية للإنجليزية والكردية، والفارسية، وستصدر قريبا باللغتين، وأيضا طبعه ثانية بالعربية. أتمنى أن تترجم للغات أخرى كي يرى العالم جريمة العصر بطريقة مختلفة غير التى يرونها فى التلفزة والصحف. ربما سيكتشف الساعون لتمويل الإرهاب ما فعلته ضمائرهم هذا لو فعلأ صحت تلك الضمائر. لكن إذا أنا خفت وغيرى خاف وووو كيف نتحداهم إذا؟
ألم يقف شامخا لوركا أمام الرصاص؟ وقد جسد إمتلاء الشاعر فكريا وتحديا بهذا المقطع ( السنبلة، هي الخبز، والمسيح المتجسد حيا أو ميتا). العمل الأدبي دعوة لتحدى الشعوب ومقاومتها ضد أي فكر يستهدف إنسانيتها.
السؤال الخامس
أوضحت حضرتك فى رواية "دوله شين" أن الحروب والصراعات ليست فقط داخل الدولة أو بين الدول ولكن أيضا على مستوى العلاقات الإنسانية. هذه الأجواء الإنسانية المشوهة دفعت حضرتك إلى طرح سؤال فى عملك القصصى "المطر الأعمى". هل تعتقدى حضرتك أن دعم المؤسسات الدولية والمؤسسات الإقليمية فى الوطن العربى للعمل الخيرى التطوعى، ودعم المؤسسات الثقافية لفكرة محاربة الإرهاب بالإبداع ودعم المؤسسات الدينية على المستوى الدولى وعلى مستوى الوطن العربي لخطاب دينى مستنير من شأنه أن يجعل المطر يغسل القلوب البشرية لتسترد إنسانيتها، التى فقدتها بسبب الفكر الرأسمالى المتوحش؟ 
الإجابة:
عزيزتى، لقد مزجت بسؤالك وبذكاء عملين مختلفين كليا عن بعضهما، فرواية (دولة شين) التى تسلط الضؤ على الشيطان الذى يعتبر وديعا أمام شيطنة البشر، ويسجل كل تحركات شياطينهم والتى بدورها - اى الشياطين البشرية - تؤسس دوله تحكمنا. ألسنا تحت حكم دولة واحدة هى دولة الشر؟
لكن بالنسبة للمطر الأعمى هي مجموعة قصص قصيرة جدا، أجزم ان المطر سيبقى أعمى، لا يدرك الأرض البور، إلا إذا دعمت سمائه المؤسسات الدولية والإقليمية كى نصبح يدا واحدة لقشع العمى عن أعين المطر، ولتزهر براعم الأمل فى أرض استوحش بها الإنسان أكثر من الحيوان. نعم فكرنا نحو السلام، وما تبنته رابطتنا (رابطة الإبداع من أجل السلام) بحاجة لسقف لنعمل من خلاله، نغير ونشجر لنحصد الثمر، ولكى لا تحكمنا (دولة شين) مرة أخرى، لابد من تكاتفنا كلنا.
السؤال السادس:
قمت حضرتك بمعالجة فكره أطفال الشوارع من خلال المجموعة القصصية "نقط". وطرحت من خلالها سؤال هام: لماذا يلجأ الإنسان إلى الشارع؟ هل هو أرحب من البيت والأسرة وكل مفاصل الحياة أم هناك خلل ما؟ تزداد الأهمية البالغة لأسئله حضرتك إذا وضعنا فى الإعتبار أن فى عصر الفكر الرأسمالي المتوحش وما تزامن معه من ثورات وصراعات وحروب لم تتوتر فقط العلاقات الإنسانية داخل الدولة الواحدة أو بين الدول ولكن أيضا داخل الأسرة الواحدة. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يجدي الأدب التربوي من شعر تربوي ومسرح تربوي ورواية تربويةفى إعادة بناء العلاقات الإنسانية داخل الأسرة الواحدة ومن ثم محاربة إشكالية أطفال الشوارع بطريقه غير مباشرة؟
الإجابة:
نعم، نحن بحاجة ماسة لإبداع تربوي شامل، يبدأ من الأسرة، ثم المدرسة، ثم الدولة، هذا الثلاثي الخطير الذى بإمكانه تغيير الكثير من العلاقات الإنسانية لتصبح سوية، اعتبرها نقطه البدء والركيزة الأولى لأى سلوك. 
وساوضح لك الفكرة التى بنيت عليها القصص (نقط). أولا نوقشت هذه المجموعة القصصية بناء تصاعديا، فأنا لا اكتب قصص متفرقة فى كل كتبي القصصية ثم اجمعها بعد ذلك بكتاب، إطلاقا، هناك فكرة، محور تدور حوله الفكرة، هناك فلسفة فكرية ظاهرية ومخفية يكتشفها القارئ الجاد، فكرة واحدة وموضوع واحد ولكن من وجهات مختلفة. مثلا، الفكرة هى عن اطفال الشوارع، والخبل، والمجانين، والغاضبين، والمتسولين، إلى آخره، ولجؤ الجميع للشارع الذى اصبح احن من الأب، والأم والأسرة التى هي نقطة، أو البذرة الأولى. 
فى غرفة مكونة من ١٣ عشر كرسيا بطاولة مستطيلة تحتوى ١٢ كرسيا وكرسى قرب مدخل الباب، الطاولة والكراسي، هنا النقطة التى بنيت عليها القصص، أن الخلل بركيزتنا، نجلس على اعوجاج ادى بنا إلى الجنون والتشرد والسلوك غير السوى وووو إلى نهاية القصص. هذا يفسر كم نحن بحاجة لإعادة تربية سلوكية مجتمعية من خلال إبداع تربوي شامل وصولا إلى مناهج التعليم وإعادة صياغتها بمقتضيات الواقع الأنقى والأجمل والأفضل.
السؤال السابع:
قمت حضرتك فى رواية "السماء تعود إلى أهلها" ورواية "أقصى الجنون الفراغ يهذى" بتسليط الضؤ على إشكالية التهجير وإشكالية غربة الإنسان فى وطنه التي هى أهم منطلق لسلام عالمي يفتقر لسلام وأمان الإنسان داخل وطنه. هل تعتقدى حضرتك فى أهمية عقد ورش عمل دولية وندوات دولية تضم أطراف عربية صدرت دولها مهاجرين وأطراف أوروبية كألمانيا والنمسا، إستقبلت دولها للاجئيين، ويتم تناول الروايتين بالتحليل والمتاقشة الموضوعية التى توضح أبعاد الموقف المتأزم فى الشرق، الذى يدفع المواطنين للهجرة والموقف المتأزم فى الغرب، الذى يستقبل الاجئيين وما ينجم عن إستقبالهم من مشاكل للغرب نفسه تتمثل فى مشكلات ثقافية ومشكلات إندماج بالإضافة إلى مشكلات إرهابية تصدر أو يقوم بها بعض الحالات الفردية من المهاجرين؟
الإجابة:
هذا ما أمله سيدتى وأرجو الإشتغال عليه من منظمات أوروبية ذات صلة مباشرة كالنمسا وألمانيا، خاصه أن هاتين الدولتين إستقبلتا مهجرين من بلدانهم نتيجة اختلاف الرأى والفكر والدين وظلم السياسات الغاشمة والخاطئة فى تعاملها مع أبناء جلدتها، هذا غير التعذيب الجسدي والقمعي الذى ركزت عليه فى سجن النساء، فى رواية "السماء تعود إلى أهلها" وما تتعرض له المرأة تحديدا في تلك المعتقلات، وتكلمت بكل صراحة دون مواربة خاصة انى جعلت البطلتين مومستين، وقارنت بين مومسية الجسد التى هى اشرف بكثير من مومسية السياسة. وعن نتائج تلك السياسات التى أدت إلى تشويه بعض النفوس المهاجرة حيث قامت بإساءات فردية للدول التى إحتضنتهم وقدمت لهم الكثير، الرواية توضح مواجهة الحكومات الديكتاتورية من أصحاب مواقف حقيقية فعلا أو إنتماءات حزبية، تعبيرا عن السجون، قد أصنفها من أدب السجون، وصورة السجين بعد هروبه وتهريبه تعكس مدى تأثير ذلك على نفسيته، بعضهم يخرج إنطوائيا، والبعض عدائيا. أما رواية "أقصى جنون الفراغ يهذى" فكانت أيضا عن السجون السياسيةوالتهجير زمن الحكم السابق فى العراق، تحديدا لعوائل كاملة بحجة أصولها الفارسية منذ أزمان، لكن الحقيقة هى عوائل ثرية خشية تمويلها لأى فكر يتعارض مع سياسة حزب البعث وقتها، وكان تسفيرا وتهجيرا عشوائيا لا يبتعد عن خفايا سياسية، الرواية ايضا عن فترة الحصار العالمى على العراق، وما خلفه ذلك الحصار من امراض حيرت بعلاجها الأطباء، وأورام لم يروا مثلها سابقا. لقد نقلت ما رأيته بأم عيني من حالات وتواريخ وممارسات حقيقية، سواء فى رواية أقصى الجنون أو روايه السماء. وأنوه أن كتابة رواية السماء كانت بعد أقصى الجنون، لكنى أصدرتهم بنفس السنة،،، تحدثت عن الحرب العراقية على الكويت، كنت وقتها فى مدينة البصرة، ولقرب دارنا من المشفى العسكرى نقلت نقلا حيا عن جثث الجنود العراقيين، وتلك اللحظات المحرجة بين قائد بالجيش العراقي وصديق له قائد بالجيش الكويتي، تربطهما علاقات إخاء ومحبة وصداقة قديمة، لكن الأوامر حتمت على العراقي الدخول وإلا سيرمى بالرصاص، مواقف انسانية حقيقية بصراحة فى تلك الروايتين. كما ان الروايتين مثال حي للعالم العربي وليس العراق فقط.
السؤال الثامن:
فى زمن الصراعات والثورات والحروب يصبح الموت شئ بديهي. ولكن حضرتك تطرقت إلى هذا الموضوع فى روايتك "حاموت" بأسلوب بديع. حاموت -كما هو واضح فى الرواية - مدينة الظلام والكابوس، كما أنها غيمه سوداء تحاصر سماء أبنائها وتصهرهم واحدا تلو الآخر، ما هى إلا صوت أسلحه، شكوى مؤلمه، صوت العتمه الخافت والحزن الوقور". محور الرواية هو الموت، الذى يحصد الأرواح بوحشيه فى مدينه الظلام. بطل الرواية هو شاب إسمه أحمد، يحاول أن يدرسنا بأن الحياة هى الطريق الوحيد للإنسان أن يصل إلى الله المحى فحق أن يسير تجاه الموت بجسده وروحه وقلبه. إلى ماذا يرمز بطل هذه الروايه؟ ولماذا تصادق بكل ود ومحبه مع شبح الموت؟ وهل لايزال بطل الروايه فى حاموت العالم رمز لعبور شبح الموت؟
الإجابة:
عنوان الرواية (حاموت) اى مزج بين كلمة حياة وموت باللغه العربية طبعا، وحيرة أحمد بطل الرواية تجاه الموت الذي حصد أبناء حاموت الصغرى التى هى بلدته كمثال لحاموت الكونيه الكبرى. نعم يطلب من ملك الموت استفسارا عن سبب الموت الجماعى المرعب له ولشعبه فى حربين مدمرتين، فى حاموت الصغرى بلدته، فهى إسقاطات للموت الكوني، إذ لا يسمع سوى العويل والنحيب، لماذا هذه الحروب والكوارث فى الكون من فياضانات تسونامي كبرى وصغرى ايضا، هى البحث فى فلسفة الموت مقابل الحياة، فى المثيولوجيا الدينية لم يبق ملك الموت على أحد، حتى الملائكه يقبض رواحهم ويبقى هو والسيد الأعظم الذى طلب منه أخذ روحه، فيطع، ولا يبقى سوى سيد الجبل. فلسفه الخالق العطاء وإسترجاعه لعطائه، لماذا؟ العطاء والأخذ هل هى منة؟ ولماذا الموت فرادا وجماعات، ما الغرض منه؟ علما أن السرديات كلها كلها قصا ورواية بأسلوب غرائبى فنطازى لذلك عقد ملك الموت صداقه جميله بينه وبين أحمد البطل الباحث الملح فى تساؤلاته، حتى ضعف ملك الموت المأمور أمام قبض بعض الأرواح.
السؤال التاسع:
ما هى الإجراءات، التى إتخذتها رابطه الإبداع من أجل السلام، لدعم عمليه السلام والحوار الثقافى بين الشعوب فى المنطقه العربيه الممتلئه بالحروب والصراعات والثورات؟
الإجابة:
لقد سعت رابطتنا على امتداد فروعها حول العالم إلى بذل كافة الجهود من خلال التنسيق والتعاون بهدف توحيد الجهود الرامية إلى معالجة الصعوبات الثقافيةوالفنية والإجتماعية التى تواجه الإنسانية بشكل عام بحسب الإمكانيات المتاحة. أعدت ونفذت برامج فنية وثقاقية توعوية بصورة دورية، بحيث استوعبت فيها كافه الإحتياجات الفنية والثقافية والإجتماعية، والعلمية فى كافة التخصصات، بهدف تعزيز علاقات الإخوة والصداقة بين أبناء الشعوب (أفرادا وجماعات). تبنت ايضا إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل الهادفة إلى تبادل الأفكار والخبرات والمعلومات لنشر ثقافه السلم المجتمعي للإنسانية جمعاء، مد جسور المحبة والتلاقي لتوطيد وتقوية العلاقات البينية، والتدخل السريع لمعالجة المشكلات والقضايا التى قد تواجه الأفراد والجماعات خصوصا فى مناطق التوتر والنزاعات وبحسب الإمكانيات المتاحة.
السؤال العاشر:
شاركت حضرتك فى العديد من المهرجانات الأدبية عربيا وعالميا وآخرهم مهرجان السلام العالمي للشعر فى بفرنسا. هل تعتقدى حضرتك أن هذه المهرجانات على المستوى العربي والعالمي فى حاجة لمزيد من التغطية الإعلاميه لتؤتى ثمارها المرجوه، وهل تعتقدى حضرتك أن المهرجانات الأدبيه العربيه والعالمية يسهمون بالفعل بصورة مؤثرة من خلال إختياراتهم للنصوص الأدبية المشاركة فى المهرجانات الأدبية فى دعم ثقافه السلام ودعم الحوار الثقافى بين الشعوب؟ أم أن القائميين على إداره المهرجانات فى حاجه إلى إعاده تقييم الأمر برمته وأخذه فى الإعتبار لدعم توظيف الأدب فى خدمه قضيه السلام على المستوى العربي والدولي؟
الإجابة:
لقد تغيرت صفه المهرجانات التى شاركت بها سابقا،، ولسنا بحاجة لتغطية إعلامية، فماشاء الله كل مهرجان يأتي بإعلامه ويمرر من خلال أجندته هو اي أجندة القائمين عليه. والآن للأسف الشديد صار السلام لعبة إسمية لمؤسسات تقيم مهرجانات بدول أوروبية على اساس توقيع تفاقية سلام بين مؤسسات مدعومة من جهات غير معروفه، وصرف مبالغ طائلة على اقامتها بحجة أو بدونها، لكن بطريقه تجارية. فعلى المشارك مثلا تقديم مبلغا نقديا كبيرا باليورو وما يعادله فى اي دوله أوروبية أخرى. وصلت التجارة للسلام سيدتى. لم أشارك بها إطلاقا،، الأدهى،، هناك دول تعمل مهرجان الضاد بمقابل،، أية فكره هذه وأى فكر سيطرح بهذه الصيغة واي سلام سيناقش لا أدري، لاننى ارفض الحضور هكذا، حتى مهرجانات كبرى باسم الابداع ارفض حضورها حاليا، ولماذا ادفع مقابل صفة أو كأس يعطى لي، هل بقيت هكذا أية قيمة ابداعية لمهرجان؟ هذا جانب والجانب الآخر مهرجانات بإسم الثقافة ممولة ايضا يأخذ أصحابها المبالغ وترسل التذاكر للمحسوبيات،، انت تدعونى، ادعوك إلى آخر تشويه لسمعه الثقافه الحقيقيه، مع كل الأسف. وترين الوجوه نفسها تتكرر فى كل مهرجان على حساب النوع والجودة والقيمة الفنية الإبداعية... قد وصلت المحسوبيات لمعارض الكتاب ياللكارثة.
السؤال الحادى عشر:
ستشاركى حضرتك قريبا فى معرض القاهره للكتاب، الذى سيعقد فى مصر فى الفتره من ٢٣ يناير وحتى ٥ فبراير ٢٠١٩. وتشاركين حضرتك فى هذا المعرض بإصدارات صادره من دار نشر أفاتار للدكتوره زينب أبو سنه. ومن هذه الإصدارات طبعه ثانيه باللغة العربية وطبعه أولى باللغه الإنجليزية لرواية "حاموت" وطبعه أولى للمجموعه القصصيه "المطر الأعمى" . هل دعمت من وجهه نظر حضرتك معارض الكتاب على المستوى الدولى والإقليمي بصوره مرضيه مناقشه قضايا السلام والحوار الثقافى بين الشعوب على هامش هذه المعارض أم أن القائميين على معارض الكتاب الدوليه والمحليه فى حاجه إلى أخذ هذا الأمر فى الإعتبار مع زياده الحروب والثورات والصراعات على المستوى الإقليمى والدولى؟
الإجابة:
أولا لم توجه لى دعوة الحضور لمعرض كتاب القاهرة كمشاركة، شاعرة أو أديبة، بل هذا تصرف من دار أفاتار بتبنيها طباعة كتبي الجديدة أو المعاد طباعتها والمترجم منها، كما أن حضوري على نفقتى الخاصه... أولا اقدم الشكر الجزيل لسيدة الإبداع الدكتورة "زينب أبو سنة" على كل جهودها من أجلي وأجل أعمالي..
ثانيا،، لم احضر معرض كتاب لاسابقا ولا حاليا بدعوة من اي جهة كانت، للأسباب المذكورة، لكنى أتمنى على معرض كتاب القاهرة القادم أن يختار شخصيات أثرت أعمالها فى طرح السلام عربيا ودوليا خاصة ونحن فى أمس الحاجة لتضافر الإبداع مع السلام فى معرض كتاب بحجم مصر. من هذا المنبر أوجه رسالتى للمعنيين بمعرض كتاب القاهرة القادم أن يضعوا طلبى هذا محمل الجد لأننا نمر بواقع ثورات وحروب وصراعات، إذا لم تسلط الضؤ عليها الدول المعنية فبمن نرجو؟ علما بأن هذه رسالة لكل القائمين على معارض الكتاب العربية خاصة والدولة عامة.
السؤال الثانى عشر:
ترك الأديب النمساوى الثائر يورا صويفر، الذى عاصر مراحل ما قبل الطفرات الإقتصاديه والتحولات السياسيه، ميراث أدبى لفكر ثورى إصلاحى يوضح كيفيه التحول السلمى لمجتمع الحداثه. فى إطار إهتمام حضرتك بقضيه السلام وقضيه الحوار الثقافى بين الشعوب، هل تعتقدى حضرتك أن الحوار الثقافى المستنير حول الأعمال الأدبيه لهذا الكاتب، الذى تم عمل حفل تأبيين له عام 2012 تحت رعايه رئيس الجمهوريه وبحضور وزير الدفاع ووزير الداخليه لتأكيد تصالح الجهات الأمنيه مع الشباب الثائر فى مراحل ما قبل الطفرات الإقتصايه والتحولات السياسيه، يمكن أن يسهم فى دعم الحوار الثقافى المستنير بين الشرق والغرب حول قضيه شائكه وهى قضيه الثورات مما يدعم فى النهايه إقرار السلام فى منطقه تزداد فيها الحروب والصراعات والثورات؟
الإجابة:
هذا الشاعر العملاق على الرغم من صغر سنه ترك إرثا إبداعيا واعيا فكريا لعمل طفرة إقتصادية تخدم الإنسان وتحوله إلى نموذج فاعل قاهر للصعوبات التى تعوق خلق إنسانا حضاريا تقدميا مسالما متعاملا مع الشعوب الأخرى بتلاقح ثقافي مسالم. أتمنى أن يكون الآن عشرة مثله، عشرة فقط لعملنا الكثير فى عالمنا العربى تحديدا الذى لعب مع التغيير لعبه الشطرنج ( كش ملك، شيل الملك، ضع الملك) هذا فقط حدود ثوراتنا العربية حيث لم تأخذ بإعتبارها إصلاحا للبنى التحتية وإحتياجاتها الإقتصادية المهمة، والثقافية النوعية فى التوعية الفكرية. تغير الملك أى نعم، وزادت البطالة وتفاقم الجوع والقتل والقهر والتشرد الجماعى، وبدلا من الأمان والإستقرار صار الفرد العربى لاجئا عبئا على مجتماعات أخرى آمنه عبرت مراحل فى طفرتها الإقتصادية والحضارية. لو أتيح لى إعادة كتابة روايتي (حاموت) لطلبت من ملك الموت إعادة الشاعر صويفر، ليصبح مدرسة علمية أدبية من خلال بعث جديد، علما هو هكذا الآن، ربما أركز هنا على أسطورة تموز، فى البعث من جديد، وإعادة الربيع للحياة بعد شتاء وظلام.
شكرا جزيلا لسعه صدر حضرتك فى تقبل الأسئله والرد عليها مع وافر الأمنيات الطيبه فى تكليل مجهودات حضرتك من أجل دعم ثقافه السلام ودعم الحوار الثقافي بين الشعوب بالتوفيق والنجاح.

تعليق واحد
المصدر: محمدالسفير
janjeel

.: عدد زوار الموقع :.


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2019 بواسطة janjeel

تفاصيل

janjeel
معا لصالح الوطن والمواطن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

303,169
نتيجة بحث الصور عن فانوس رمضاننتيجة بحث الصور عن جاك للاجهزة الكهربائية