بقلم.. سمير أبراهيم
.. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا... هكذا قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه لعامله على مصر عمرو بن العاص متذ أكثر من 1400 عام .
فإلى شهداء الكفاح الوطنى من أبناء وطنى الحبيب مصر المحروسة وإلى أبطال الحركة الوطنية المصرية المعروفين والمجهولين نهدى لهم باقات الورود والرياحين ونترحم عليهم حيث لم يعرف عن الشعب المصرى إنه أستكان للعدوان على أراضيه .بل إن تاريخه يشهد له بأنه لم يتردد فى الثورة على الإستعمار والطغيان حيث قام الشعب المصرى فى تاريخه الحديث بالعديد من الثورات تسجل له فى صفحات المقاومة الشعبية المجيدة . ومامن مرة وطنت فيها قوات المستعمر أرض الوطن إلا وهب الشعب يناضل فى سبيل الحرية والجلاء . فنجد فى توقيت الحملة الفرنسية ثار الشعب غير مرة فى وجه الغزاة وقاومهم بكل ماأوتى من حول وقوة حيث قام بثورة القاهرة فى وجه نابليون سنة 1789 م وثار فى وجه خليفته الجنرال كليبر سنة 1800م .
وظل الشعب يجاهد حتى جلا من ارضه الطاهرة عن البلاد سنة 1801م . وتواصل السير على درب الحرية والكفاح ضد حكم المماليك سنة 1804م ثم على الوالى التركى سنة 1805م حتى أنزله الشعب من القلعة فخرج من مصر مدحورا مهزوما.
وتدور بنا صفحات التاريخ المجيد للمصريين لنصل للثورة العرابية بقيادة البطل أحمد عرابى وإستمرار المصريين على تحرير البلاد من التدخل الانجليزى ومقاومة المحتل الانجليزى سنة 1882م فى أعقاب الثورة حيث لم يفتأ الشعب يقاومهم ويناضل فى سبيل الحرية والجلاء مع الزعيم الوطنى مصطفى كامل ودعوة الحزب الوطنى للجلاء ضمن الحركة الوطنية المعاصرة ..وكان هذا البعث الوطنى هو التمهيد والوقود لثورة 1919م وأحداثها التاريخية مع زعيمها سعد زغلول ورفاقة حتى إنتهى الأمر بالمظاهرات الشعبية سنه 1945م و1946م منادية بالجلاء وسفكت فيها الدماء من جديد أعادت إلى الأذهان مظاهرات وتضحيات سنة 1919م .
وتتوالى صفحات التاريخ وكفاح شعب مصر مع لقطة ثورة 23يوليو سنة 1952م وهى الثورة التى قام بها الجيش ضد الاستعمار وطغيان الملك السابق ..وكأن الجيش نائبا عن الشعب ومعبرا عن أحاسيسه ومشاعره.
فلا غرو فى ذلك ..فالجيش من الشعب وللشعب وتم أسقاط الملك وسقوط الملكية وقيام الجمهورية المصرية .
...وأردد قول الوطنى الكبير عبد الرحمن فهمى .." عن عقيدتى التى ألاقى بها ربى هى أن لانجاح لمصر بغير توحيد كلمتها وجمع صفوف أبنائها "