بقلمى / حافظ عبدالله
ﻻزالت اﻷرض والشعوب و حتى الضمائر تغتصب كل يوم ، على مرأى ومسمع منا ، وﻻزال العرب كلما سألتهم مامعنى الشرف ؟
قالوا غشاء البكارة ، أوليست الآرض شرف ؟! ..وهل الضمائر التى مزقناه ، مرغمين تارة ، وبمحض إرادتنا أوقات كثيرة ليس من الشرف ، نحن أصبحنا نحكم على الآشياء من أضيق جانب فيها ، ولعله أيضا الجانب الذى لايمثل هذه الآهمية ،التى تجعلنا نفلسف الآمور بهذه الكيفية العجيبة والمهينة أيضا ، لعقول كرمنا بها الله سبحانه وتعالى ، وكأننا نرفض هذا التكريم ،فالحكم على الآمور لاينبغى أن يسير على حسب الآهواء ، لاسيما إذا كان
الآمر متشابه ،بل إ ننا نحكم على الآمر الواحد بعدة أحكام ، حكم يرفعه إلى فضاءات جميلة ، وأخر يغوص به فى الآوحال رغم أن الآمر واحد والذى يحكم عليه هو هذا الشخص نفسه لاغيره ، وكى يكون لكلامى منطق يزيل الريبة من نفس القارئ ، تعالوا لنرى كيف نحكم على موضوع كالتعرى ، فنحن نراه فى الشارع خلاعة ومجون ، لكننا نحكم عليه فى السينما والمسارح إبداع وفنون ، ونراه فى الشواظئ رياضة واستجمام وسكون ، رغم أنه أمر واحد والعيب فى كل ذلك واضح ، إلا أننا أوجدنا للقبح أحيانا منطق وفلسفة ، نحاول من خلالها أن نزين بها القبح ، حتى لو صرخ هو بأسماعنا ووجداننا بأنه شئ قبيح ...