برعاية خادم الحرمين الشريفين ..
انطلاق أكبر مهرجان للتراث والثقافة في العالم
بشعار "الجنادرية 33، وفاء وولاء"
كتب - محمد سعد
بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، تُقام الدورة الـ 33 من المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، وذلك لمدة 21 يوما ً خلال الفترة من الخميس ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨م، ولغاية يوم الأربعاء 9 يناير 2019م، بتنظيم من وزارة الحرس الوطني السعودي، وضمن جهود تكثيف الاهتمام بالتراث السعودي وإبرازه إقليميا وعالميا، وتعزيز حوار الثقافات والحضارات بين الأمم والشعوب.
و"الجنادرية" هو أكبر مهرجان ثقافي سعودي يُحاكي تاريخ وحاضر ومُستقبل المملكة العربية السعودية، وأضخم حدث من نوعه في المنطقة. يُقام منذ العام 1985، ويحظى بمشاركة سعودية واسعة وتواجد خليجي عربي مُتزايد، وحضور جماهيري غير مسبوق حيث يزور المهرجان سنويا الملايين من عشاق التراث الثقافي والأصالة، ويتضمن إطلاق العديد من المبادرات الثقافية المميزة.
يتميّز المهرجان هذا العام بمشاركة واسعة وغنية من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ومملكة البحرين، وضيف شرف المهرجان أندونيسيا بما يعكس ثقل هذه الدولة العريقة التاريخي والحضاري والثقافي. ومن المتوقع حضور العديد من وزراء وسفراء الثقافة والكتاب وكبار الشخصيات من جميع أنحاء العالم في مهرجان فريد من نوعه يحتفي بالتنوّع الثقافي.
وبحضور رسمي رفيع المستوى من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، يُقام المهرجان هذا العام تحت شعار "وفاء وولاء"، ويُقدّم للجمهور عملا أدبيا فنيا مميزا هو أوبريت "تدلّل يا وطن" من أداء محمد عبده وراشد الماجد، كلمات الشاعر فهد عافت وألحان الموسيقار د.طلال، وبمشاركة الفنان مزعل فرحان للمرّة الأولى.
بالإضافة إلى أنّ المهرجان سوف ينطلق بسباق الهجن التراثي الكبير، الذي يحضره سنويا كبار المدعوين من قادة وزعماء دول الخليج العربي، وقد شكّل السباق النواة الأولى لمهرجان الجنادرية، وبه عُرفت قبل أكثر من 40 عاما، ثمّ تحوّل إلى مهرجان ثقافي وتراثي سنوي، ويسعى السباق لترسيخ الأصالة العربية في نفوس أهل منطقة الخليج العربي ويُنمي روح الانتماء للتراث العريق.
يتفرّد المهرجان كذلك بفن العرضة السعودية التي تمثل إحدى أهم الفعاليات، وتعبر عن وحدة الوطن وتُجسّد عزّة الأمة وقوتها وتماسكها. ويُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" قد أدرجت العرضة السعودية العام 2015 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي، بما يؤكد الغنى الثقافي للسعودية، ويُساهم في جهود حفظ التراث من الاندثار.
وتحظى الدورة الجديدة، الأكبر في تاريخ المهرجان، بمشاركة ما يزيد عن 150 من المؤسسات والقطاعات الحكومية السعودية من خلال الأجنحة والمباني التراثية والمعارض الفنية الثقافية، فضلا عن المقرات الجديدة هذا العام لكلّ من وزارة الخارجية ومنطقة تبوك ومنطقة الجوف. ويستعرض المهرجان أجنحة المناطق السعودية التي تُشارك بموروثها الشعبي إحياء لتراث الآباء والأجداد من خلال برامج وفعاليات مميزة، منها العروض الشعبية، والحرف اليدوية، والمقتنيات التراثية، والمأكولات الشعبية، والندوات والأنشطة الثقافية. إضافة لأكثر من 700 مُشارك في الفرق الشعبية لكلّ من السعودية والإمارات والبحرين وعُمان.
ومن خلال برنامج ثقافي وفكري غني، يحرص المهرجان الوطني للتراث والثقافة في كل موسم على مواكبة الأحداث والتطورات في الداخل والمحيط الإقليمي والعالمي، حيث يحظى البرنامج بالتقدير والاستقطاب نظرا لقيمة محاوره وموضوعاته، واتزانها وملامستها للهم الإنساني المُشترك
بعيداً عن الأيدولوجيات وإثارة الخلافات.
كما ويحظى برنامج الأدب الشعبي في مهرجان الجنادرية بمشاركة واسعة ومنتظرة من عدد من نجوم الشعر السعودي والإماراتي والكويتي، وذلك من خلال أمسيات شعرية وندوات أدبية، وأمسيات الشيلات الوطنية، وعزف الربابة.
ويسعى المهرجان بشكل سنوي لتوفير كافة وسائل الراحة للزوار بما يمكنهم من المشاهدة والاستمتاع بفعالياته، ومنها توفير وتجهيز المصليات في ميادين القرية التراثية، وتهيئة الشوارع والميادين والممرات ومواقف السيارات، وتوفير الخرائط والكتيبات الإرشادية، وإقامة نقاط للاستعلامات، وتوفير الخدمات الصحية والإسعافات الأولية، وفتح مجال للمطاعم والمحات التجارية لتقديم الأغذية الشعبية الخفيفة، وتوفير الاستراحات للزوار، وغير ذلك من الخدمات والمنافع التي يحتاجها الزائرعلى مدى ساعات يقضيها في أرجاء المهرجان الشاسعة.