الناس تنعت الحياة كل يوم بكلمة مسرح أو مسرحية ، لا يعرفون أن هذه قد هيمنت علي أفكارهم ، ليس في وقت مبكر كما حدث لي عندما كنت أصدق ذلك ، ففي بداية تلاطم الأفكار كنت قد اقتنعت بأنها حقاً كذلك ومن الواجب أن امضي بدوري ، وليس لي أن أكشف ذاتي الحقيقية ، يجب أن أكون مخفياً من الداخل وارتدي ما يحبون رؤيته ، كان اقتناعي مصحوباً بافتقار بالغ السذاجة للخبرة ، كنت متيقناً أن كل الناس يُقبلون على هذه الحياة بهذه الطريقة ، رغم الشك الذي كان متأرجحاً داخل نقـد الذات مني ، لكن فكرة الاقتناع دوماً تأخذنا إلى أن الواجب يجب أن يعمل به ، فاعتقادي أن الجمهور لن يرى الممثل بعد أن يسدل الستار هو الخطأ الأعظم ، كنت مقتنعاً أني سأتغير بين الحين والآخر ، بين الحزن والابتسامة والحب والارتياح ، يوماً في هذا المشهد وآخر في ذلك ، كنت غبياً حينها ، فالبقاء في مشهد واحد ليس مسرحاً إنما هي الحياة ، والمسرح جزء منها في مكانٍ ما ، ففي الاعتقاد يكون صحيحاً أن الطالب السيء هو نتاج وراثة ، فعرفت أن الوراثة شيء ممكن أن يكون من الآخر ، من الرؤيا والإحساس ، ومن القبول بالاعتقاد الخاطئ وليس ورثا عن الأجداد ، وهذا ما أبقاني تعيساً ، والمسرح داخلي ولستُ أنا من بداخله ، فنحن نرث الغباء والذكاء والبنية وربما المزاج أيضا، لكن الأمور الأخري اكتساب يسهل مع الفهم والوعى تغييره.