ليس التعارف بالكلام ضرورياً للحب، لأن عواطفه تأتي في غاية الشوق فلا تستطيع انتظار من يعرف إلى قلب الحبيب إلى حبيبه رسمياً، بل تندفع من خلال تيار مغناطيسي إلى قلب الحبيب مباشرة حتى ولو كان لايزال غريباً. ولاشك أن الحب من النظرة الأولى هو من الأحداث النادرة، وعندما يكون الحب صحيحاً يحلق بسرعة كبيرة، فإن الحكمة عند ذلك تدعو إلى القول أن هناك قطبي مغناطيس عثرا على بعظهما بعظاً في نهاية المطاف. ولكن الحب يحتاج إلى شيء آخر في أغلب الحالات، أما االزواج فيحتاج إلى ما هو أكثر بكثير
قد يولد الإعجاب في دقيقة، لكن التقدير والحب يكونان عادة أكثر تدرجاً ويتوقفان على ما هو أكثر من مجرد انجذاب جسدي. ينبغي إرضاء أحاسيس أخرى غير حاسة النظر وحدها - تريد الأذن أن تمتليء بلهجة ممتعة، وتريد الأوردة أن تنتعش بلمسة عاطفية قبل أن ينتهي الأمر وتصبح الأربطة العاطفية مشدودة
هنا يأتي التفكير السليم كمرشد للتعرف الكلي على ما هو مشترك من الأذواق والطباع والرغبات جنباً إلى جنب مع ما تم تحصيله من علم وبلوغه من مراتب، ذلك أن على المرأة الشابة التي تجد نفسها منجذبة نحو شاب معين أن تقرر بأسرع ماهو ممكن إذا كان يوازيها عقلاً وأخلاقاً وموقعاً إجتماعياً. فإذا ظهر بعد تقويم توازنه الهاديء أنه يفتقر إلى بعض من هذه الأمور، يصبح عليها أن تبعده عن أفكارها، متخذة بذلك قراراً شجاعاً في هذا الصدد. إذا نجح في الإختبار الذي هو الخطوة التالية، ترحب بهذا الحب عقلياً وقلبياً في آن واحد. ينبغي تجنب كل ماهو مصطنع خلال "عملية التعارف". وأهم مافي هذا ألا تتكلفى الكبرياء والعجرفة اللذين يؤديان إلى سوء تفسير مقاصدك أو شخصيتك الحقيقة
نشرت فى 11 سبتمبر 2010
بواسطة islamsanad
إسلام سند محفوظ
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
42,611
ساحة النقاش