الطلاق كلمة نفزع منها جميعاً، لما لها من توابع على الأسرة والمجتمع وعلى الأطفال خاصة، وربما هي أشبه بتوابع زلزالية تستمر مع هؤلاء الأطفال الضحية الأكبر للطلاق طوال حياتهم، ولو عرف الوالدان حجم الدمار الذي تتركه هذه الكلمة لبقيا تحت سقف واحد رغماً عنهما تضحية في سبيل الأبناء.

قال: يا أمير المؤمنين كان متزوجاً بأربع فدخل عليهن يوماً، فوجدهن متنازعات، وكان شريراً فقال: إلى متى هذا النزاع، ما أظن هذا إلا من قبلك أنت يا فلانة؟ اذهبي فأنت طالق.

فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق، ولو أدّبتها بغير ذلك لكان أصلح، فقال لها: وأنت أيضاً طالق، فقالت له الثالثة: قبحك الله، فوالله لقد كانتا إليك محسنتين، فقال لها: وأنت أيضاً أيتها المعددة أياديهما طالق، فقالت الرابعة وكانت هلالية: ضاق صدرك إلا أن تؤدب نساءك بالطلاق، فقال لها: وأنت طالق أيضاً، فسمعته جارة له فأشرفت عليه وقالت له: والله ما شهدت العرب عليك ولا على قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم، أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة!؟

فقال لها: وأنت أيتها المتكلمة فيما لا يعنيك طالق، إن أجازني بعلك، فأجابه زوجها: قد أجزت لك ذلك.

طُلِقَت المرأة تُطْلَق طَلْقاً، على ما لم يسمّ فاعله، وطَلُقت، بضم اللام، وطَلَقَت بفتح اللام جائز، ومن الطَّلْق طُلِقَت، وكلهم يقول: امرأَة طالِق بغير هاء؛ ويقال طالِقة على الفعل لأَنها يقال لها قد طَلَقَت فبني النعت على الفعل، وطَلاق المرأة: بينونتها عن زوجها. وامرأَة طالِق من نسوة طُلَّق وطالِقة من نسوة طَوَالِق؛ وأَنشد قول الأعشى:

أَجارَتنا بِيني، فإِنك طالقة كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه

وطَلَّق الرجل امرأَته وطَلَقت هي، بالفتح، تَطْلُق طَلاقاً وطَلُقَت، والضم أَكثر، طَلاقاً وأَطْلَقها بَعْلُها وطَلَّقها.

ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُلَقة، على مثال هُمَزة: كثير التَّطْليق للنساء. وفي حديث الحسن: إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء، والأجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: إِن الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه.

خالد أبو حمدية:

أدري بأنّك شاهدي وشقاوتي

وبأنّ هذا القلبَ

يخفقُ ناحَ طيفِكِ بالوراثة

وإذاً فلتعلمي يا صبوةَ العمر الجميل

بأنني دوماً أحبك بالثلاثة

دوماً أحبك بالثلاثة.