الحمق يدل على كساد الشيء والضّعف والنُّقصان، فالحُمْق: نقصان العقل، حَمُقَ يَحْمُق حُمْقاً وحُمُقاً وحَماقةٌ وحمِقَ وانْحَمَقَ واسْتَحَمَقَ الرجل إذا فَعَلَ فِعْلَ الحَمْقَى.. والعرب تقول: انحمق الثوب إذا بَلِي. وانحمقت السُّوق: كسدت.
قال الأصمعي: إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له، فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق وإن أنكره فهو عاقل.
وقال ابن شهاب:
أرأيت أحمق من جهـول يدَّعي ما ليس فيــه ويعقـد الأيمانـا
ينهى ويأمر وهـو يحسـب غيّه رشــداً وسـيّئ فعلــه إحسـانا
عبثــاً يناظــر زاعمـاً رجحانــه يهذي به فيضاعف الخسـرانا
يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من غير منفعة، والثقة بكل الناس، وإفشاء السر، وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم ما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس.
وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي.
وقال أبو الدَّرداء: عَلامة الجاهل ثلاث: العُجُب وكَثرة المَنطق وأن ينهى عن شيء ويأتيه.
وقال الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكّروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.
وقال أزدشير: حَسْبُكم دَلالة على عَيْب الجهل أنّ كل الناس تَنفر منه وتَغضب من أن تُنسب وكان يُقال: لا تَغْرُرْك من الجاهل قَرابة ولا أُخوَة ولا إِلْف فإنّ أحقَّ الناس بتَحريق النَّار أقربُهم منها.. وقيل: خَصْلتان تقَرِّبانك من الأحمق كثرةُ الالتفات وسرعة الجواب.
وقيل: لا تَصْطحب الجاهِلَ فإنّه يُريد أن يَنْفعك فيضُرّك.
ولبعضهم: لكلِّ دَاءٍ دواءٌ يستطب به
إلا الحماقةَ أَعْيَــتْ مَــــــن يُدَاويهـــا
قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الأحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
قال حكيم: ليس كل أحد يحسن معاملة الأحمق، وأنا أحسن أعامله قيل له كيف؟ قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
* أبو العتاهية:
احْــذَرِ الأحمـــقَ أن تَصْحَبَـــه إنمـا الأحمـقُ كالثَــّوب الخَلَقْ
كلَّمـا رَقَّعْتـــَه مِـــن جانــــبٍ زَعْزَعتْـه الريـحُ يومــاً فَانخــرق
أو كصـدع فـي زُجـاج فاحــشٍ هل تَرَى صـَدْع زُجاجٍ يَلْتصق!
فــإذا عاتبتَـــه كــي يَرْعَـــوي زادَ شــرًّا وتمــادى في الحُمــق
