فصّل العرب في الأصوات المسموعة ما لم يصل إليه غيرهم، وقد عبرت العربية عن تفصيلات وتصنيفات في الأصوات، لأن اللغة في الأصل أصوات، وحين نسمع ونقرأ هذه التفاصيل الممتعة والآسرة، يزداد يقيننا وحبنا وإعجابنا بلغتنا، وفي ذلك عظيم الدلالة على حيوية ونضارة وحركية العربية وصلاحيتها لكل زمان.
تقول العرب في الأصوات الشديدة، الصياح صوت كل شيء إذا اشتد.
الصُّرَاخ والصرخة الصيحة الشديدة عند الفزعة أو المصيبة، وقريب منهما الزَّعْقَة والصَّلْقَة، والصَّخَب الصوت الشديد عند الخصومة والمناظرة، والعَجُّ رفع الصوت بالتلبية، وكذلك الإهلال، والتهليل رفع الصوت بلا إله إلا الله محمد رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم.
الاسْتِهْلاَل صياح المولود عند الولادة، والزّجَل رفع الصوت عند الطَّرَب، والنَّقْعُ الصراخ المرتفع، والهَيْعَة الصوت عند الفزع، وفي الحديث: (خَيْرُ الناس رجلٌ ممسك بعِنَان فرسه كلما سمع هيعة طار إليها).
الوَاعِيَة الصراخ على الميِّت، والنَّعير صياح الغالب بالمغلوب، والنَّعِيق صوت الراعي بالغنم، والهَدِيدُ والهَدَّةُ صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل.
الفَدِيد صوت الفَدَّاد، وهو الأكارُ بالثور أو الحمار، وفي الحديث: (إنَّ الجَفَاءَ والقَسْوةَ في الفَدَّادِينَ).
الصَّدِيد من الأصوِات الشديد كالضجيج، وفي القرآن الكريم: (إذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) أي يضجون، والجَرَاهِيَة صوت الناس في كلامهم وعلانيتهم دون سرهم، وكذلك الهَيْضَلَةُ.
وقالت العرب في الأصوات التي لا تفهم:
اللَّغَط أصوات مبْهَمة لا تُفْهَمُ، والتَّغَمْغُمُ الصوت بالكَلام الذي لا يَبِينُ وكذلك التَجَمْجُم، واللّجَبُ صوت العسْكر، والوَغَى صَوْت الجَيْش في الحرب، والضَّوْضَاء اجتماع أصوات الناس والدَّواب، وكذلك الجَلَبَةُ.
الهُتَافُ الصوت بالدعاء، والتَّهْيِيتُ الصوت بالإنْسَان كأَنْ تَقُولَ له: يَا هَيَاهُ، وينشد قول الراجزِ:
قد رَابَني أن الكَرِيَّ أسكتا
لو كان معنياً بنا لهيتا
والجَخجَخَةُ الصياح بالنداء وفي الحَدِيثِ: (إذا أرَدْتَ العِزَّ فَجَخْجِخْ في جُشَم)، والجَأْجَأَةُ الصوت بالإبل لدعائها إلى الشرب وكذلك الإهابة، والهَأْهَأَةُ الدَعاءُ بها إلى العلف.
الإبْسَاسُ الدعاء بها إلى الحلبِ، والسَّأسَأةُ دعاء الحمار، والإِشْلاءُ دعاء الكلب، والدَّجْدَجَةُ دعاء الدجاجة.