• حوار : فاطمة حسن

    رشا أبو رجيلة تخرجت من جامعة الأزهر، ناشطة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سواء بالصحافة أو العمل المجتمعي، بالإضافة إلى عملها الشخصي في شركة ستارت أب كشركة متخصصة في الكراسي المتحركة الطبية والمتطورة وأدوات دعم الحركة، تمتلك قلمًا فريدًا وتهتم بقضية المرأة متحدية الإعاقة، التقينا بها وكان لنا معها هذا الحوار الخاص لفكرة: أ رشا حدثينا أكثر عن شركة الكراسي المتحركة وكيف أتت الفكرة؟

    عمر الشركة حاليًا سنتان ونصف، أتت فكرتها من الإيمان بمبدأ دعم المعاق بالمعاق طالما هناك آلية وأفكار إيجابية للدعم، فكرنا كثيرًا وسألنا أنفسنا لماذا لا يتعامل المجتمع المصري مع الكرسي المتحرك على أنه أداة طبية مثله مثل سماعة الأذن والنظارة؟، لماذا يحرص المجتمع المصري والعرب على ارتداء نظارات وملابس حسب قياساتهم ولا يفكرون في استخدام كرسي متحركعلى حسب القياس الشخصي؟، هل الجلوس على كرسي متحرك له طبيعة تختلف من مستخدم لآخر كل على حسب وزنه وتداعيات إعاقته؟ بحثنل واستعنّا بمتخصصين أطباء وكانت النتيجة صادمة، حيث وجدنا أن لكل شخص من متحدي الإعاقة خاصةً مستخدمي الكراسي المتحركة طبيعة جسدية خاصة حسب تداعيات إعاقته، تتطلب كرسيًا ملائمًا لطوله ووزنه وفترات استخدامه للكرسي وإلا سوف يترتب على ذلك أخطار جسيمة منها قُرح فراش وخلل في العضلات قد يصل للضمور، وقتها قررنا اقتحام المجال للوصول بأفضل نتائج مرضية لذوي الإعاقة في مصر والشرق الأوسط ، ثم أنشأنا الشركة وأصبحنا الوكلاء المعتمدين لشركة كارما في مصر والشرق الأوسط.

    هل كان هناك شركاء لكِ في تلك الفكرة منذ البداية؟

    بالطبع، حيث أن د\شريف ياسين كان هو صاحب الانطلاقة ودائمًا هو شريك وداعم في مجال العمل، وهو أيضًا من ذوي الإعاقة وربما هذا هو سر تميزنا، حيث أننا نعمل في مجالٍ نحن أدرى الناس بسلبياته وإيجابياته وطريقة التعامل به وكما يقال" أهل مكة أدرى بشعابها".

    شخصية متميزة مثلك هل كان للأهل دور في تكوينها؟

    بالتأكيد، فأبي وأمي رحمهما الله هم من وضعوا لبنة اعتمادي على ذاتي وأدمجوني ومكنوني من مجتمعي، وكوّنوا شخصيتي المستقلة وكانوا حريصين جدًا على استكمال دراستي.

    بجانب عملك الخاص أنتِ كاتبة ممتازة وشاعرة وصحفية أيضًا، هل الكتابة هواية أم حرفة لديكِ؟

    الكتابة بالنسبة لي هواية منذ الصغر،ثم اتخذتها منبرًا لعرض وتصحيح مسار قضية الإعاقة قدر المستطاع كنوع من أنواع إلقاء حجر في بئر الإعاقة شديد العكارة والركود، أعتقد أنها ستظل هواية ولن أتخذها حرفة يومًا فأنا أريد أن يظل قلمي حرًا يختار مساره دون إفراط أو تفريط.

    ماذا عن مبادرة محاميات مصريات والتي عقدت يوم 20نوفمبر وماذا عن مخرجاتها؟

    مبادرة محاميات مصريات هي مبادرة نسائية تتكون من نساء فضليات يعملن بالمحاماة، قرروا تبني قضية النساء ذوات الإعاقة كفئة من الفئات النسائية المهملة والمهمشة أيضًا، وكانت البداية عي عرض قضية تمكين المرأة ذات الإعاقة من سوق العمل وهل قانوني العمل والإعاقة أنصفوها أم خذلوها؟، وللحق أقول أنني أجد دائمًا الدعم والمناصرة لقضيتي لمن يتبناها خارج نطاق المعنيين بأمرها، فوجدت من تلك المبادرة كمًا من الوعي والتأييد يستحق الإشادة، قام بدعوتي لها المجموعة القائمة على المبادرة أ مروة محمود و أ إيناس سليم، وكانت مخرجاتها كالتالي:

    تم فيها مناقشة كيفية تمكين النساء ذوات الإعاقة من سوق العمل الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة ذات الإعاقة صنوف الاستغلال والتهميش التي تعاني منها المرأة ذات الإعاقة التمييز المجتمعي السلبي الطرق والآليات الصحيحة لخلق فرص عمل مناسبة المشكلات التي تواجه النساء ذوات الإعاقة في سوق العمل وكيفية تفاديها .

    السينما والراديو والتليفزيون شركاء أساسيون في تكوين وعي الأشخاص، كيف ترين تعاملهم مع قضية متحدي الإعاقة وانعكاس ذلك على فكر الناس؟

    السبب الأساسي في تراجع قضية الإعاقة يكمن في الإبداع والمبدعين، وأرباب الإعلام المتمثلين فيمن تناولها إذاعيًا وتليفزيونيًا ، فهم لديهم قناعة بأن الأشخاص أصحاب الإعاقة هم فئة ليس لها إلا حق الرعاية والتحدث عنهم بإشفاق، ومن تطوع منهم وقدّم إبداعًا عرض نماذجًا مُهانة وتتعرض لكافة صنوف الانتهاك المجتمعي بحجة سرد الواقع، وأنا أتساءل ماذا جنينا من سرد للمنتهكين والمهمشين في مجال الإبداع منذ سنة ستين وحتى الآن؟ ولِم لم يقدم المبدعون نماذج تحدت إعاقتها مثل دكتور طه حسين وهيلين كير وغيرهم؟ لماذا لا ينقب المجتمع عن مثل هؤلاء النماذج وهم كُثُر ويعرضها تحفيزًا للمجتمع ولرفقاء دربهم؟، الحقيقة إن كان لي حق العتاب على القائمين على الإعلام فسوف أقول لهم "أعينونا بقوة ولا تقودونا بضعف".

    تهتمين كثيرًا بقضية المرأة متحدية الإعاقة حدثينا عن نشاطاتك في ذلك الشأن

    يعد ملف المرأة ذات الإعاقة من أكثر ملفات الإعاقة الشائكة، ومن خلاله قد يكون حل طلاسم قضية الإعاقة، نظرًا إلى أنها رغم الاختلاف والإعاقة هي الأم والزوجة والمرأة العاملة والمعيلة ومنتهكة الحقوق وذات المعاناة، هي التشكيلة النسائية المتعارف عليها مجتمعيًا مع معاناة الإعاقة التي تضاعف معاناتها.

    للأسف رغم وجود مجلسين (القومي للمراة والقومي للأمومة والطفولة) يفترض أن المرأة اختصاصهم إلا أنها مهمشة جدًا ناهيكِ عن وجود القومي للإعاقة، فقررنا نحن تسليط الضوء عليها من خلال الصحافة والمبادرات المجتمعية والعمل المدني، وربما لو سألتك أنتِ كأنثى ماذا تعرفين عن المرأة ذات الإعاقة؟ ستجدين نفسك لا تعرفين ذلك اللفظ فهو مستجد ولم يأخذ صدى مجتمعي مثل لفظ المرأة المعيلة مثلًا رغم أنها شريك وفاعل مجتمعي لا يمكن تغافله، ولأنني إحداهن قررت مناصرة قضية المرأة ذات الإعاقة من خلال اقتحام حياتها وعرض الرائع منها وأوجه القصور المجتمعي والنماذج التي تستحق العرض وتوصيل صرخاتهم، فالقضية حقًا تحتاج إلى تكاتُف. على مستوى شخصي فلقد شاركت في ذلك أولًا من خلال الصحافة، حيث جعلت قلمي منبرًاوصرخة مجتمعية يتحدث لها وعنها، وثانيًا من خلال المجتمع، حيث أشارك في معظم الفعاليات عن الإعاقة للتعبير عنها، أكوّن اتحاد مصريات ذوات إعاقة، والآن قد بدأت النضال مع المجالس القومية المتخصصة التي أراها بداية الخيط شئنا أم أبينا.

    كيف ترين دور المرأة عامةً في المجتمع وهل تحصل على أدنى حقوقها؟

    دائمًا أرى أن المرأة عمومًا نموذج للنضال الحقيقي أيًا كان موقعها،وبالنسبة لحقوقها فهناك نموذجان من النساء يمنعون النور وإيصال الحق لأهله هما المرأة الصامتة رغم المعاناة والمرأة التي أخذت العمل النسائي وجاهة اجتماعية، وبالتالي بين الصمت والأضواء ضاعت حقوق أصحاب الحقوق.

    تساءلتِ على صفحتك الشخصية موجهة حديثك مباشرة لوزير النقل والمواصلات قائلةً" متى سأجد مؤتمرًا تعلن فيه عن خطتك لتوفير كود الإتاحة في وسائل المواصلات" حدثينا عن ذلك

    بالفعل، وهي مخاطبة من ضمن المخاطبات الكثيرة لتنفيذيين كثر لا أمل من خطابهم، ففي مصر لا توجد أي وسيلة مواصلات خاصة بذوي الإعاقة أو متوفر بها كود إتاحة، سواء سكك حديدية أو وسائل نقل جماعي وحتى مترو الأنفاق المصاعد به ما بين مغلق ومعطل، أنا إحدى النساء ذوات الإعاقة ومستخدمة للكرسي المتحرك، إذا قررت الخروج لسبب ما داخل القاهرة ألجأ إلى سيارة تكلفني ما لا أطيق فمابالك بالنساء العاملات من ذوي الإعاقة والأمهات المعيلة من ذوات الإعاقة ومحدودي الدخل ومن يعيلهم معاش التضامن كيف تكون تنقلاتهم في ظل مجتمع لا يحتوي على وسيلة موصلات تحترم أدواتهم التكميلية؟.

    قرار نقل المجلس القومي لشئون الإعاقة أثار سخطك لماذا؟

    لأنه من المفترض أن يكون هو الملجأ والملاذ، فمنذ عام 2012 ومقره في سراي القبة ويعلمه القاصي والداني، فتخيلي مع عدم وجود وسائل مواصلات لنا كذوي إعاقة هل نقله في صالحنا أم مضاعفة أعباء؟ إضافةً إلى إهدار المال العام، فقد تكلف إنشائه 8 مليون جنيه، فأي عقل يقول أننا نقل مقر تكلف ذلك المبلغ لننشئ آخر بتكلفة أعلى دون سبب واضح؟.

    ماذا عن دور ممثلي متحدي الإعاقة؟

    ممثلي متحدي الإعاقة يتلخصون لديّ في جملة واحدة وهي "ضجيج بلا طحين".

    ما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة تجاه متحدي الإعاقة في وجهة نظرك؟

    أولًا إطلاق مشروع الحصر لعمل قاعدة بيانات حتى يمكن إدراجهم في خارطة الخدمات وأي عمل قبل ذلك فهو جهد مهدر، ثانيًا مظلة الخدمات وربطها بقاعدة البيانات، ثالثًا الالتزام بكود البناء الموحد وبالتالي توفير كود الإتاحة،الخلاصة ملف الإعاقة يجب أن يكون على قائمة أولويات كل وزير.

    ماذا تخططين للفترة القادمة؟

    أخطط لمستقبل أفضل لذوي الإعاقة على مستوى قضيتي وعلى مستوى عملي أحلم وأخطط أن توفر الشركة كل أدوات دعم الحركة لكل ذوي الإعاقة الحركية وكبار السن.

    أخيرًا هل هناك رسالة تريدين توجيهها من خلال فكرة؟

    رسالة لرئيس الجمهورية، لقد نجحت في القضاء على قائمة انتظار مرض فيروس سي وكانوا حوالي أربعة ملايين مريض بمجرد التعامل بجدية مع الملف، وملف الإعاقة أيضًا يحتاج إلى نفس الجدية من رئاسة الجمهورية دون غيرها، حتى نؤمن حياة أفضل لذوي الإعاقة الذين يتجاوز عددهم 45 مليون شخص هم أصحاب الإعاقة وأسرهم.

     

 

infondi

محمد مختار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 463 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2017 بواسطة infondi

تسجيل الدخول

شبكة معلومات ذوى الاعاقه

infondi
منبر اعلامى حقوقى يهتم بحقوق الاشخاص ذوى الاعاقه فى مصر ويعبر عن مشاكلهم وطموحاتهم وامالهم »

ابحث

عدد زيارات الموقع

270,010