كتب / محمد مختار

سالت هذا السؤال كثيرا لنفسى وبحثت له عن اجابه ولا اعتقد ان السياسه حديثة العهد بنا فلم يكن هناك قانون من قبل او حتى ماده دستوريه تمنع الشخص ذوى الاعافه من ممارسة الحياه السياسيه باعتبار ان الشخص ذو الاعاقه هو مواطن له ما لاى شخص من حقوق وعليه ما على الاخرين من واجبات

 ومع ذلك لم يهتم ايا منا بذلك الجانب بل الغالبيه اهتمت بقضية الاعاقه كقضيه خاصه ولم يهتم بالجانب السياسى ويشارك فى القضايا العامه الا مشاركه هامشيه

 كثيرون وانا اعترف انى منهم لم نلتفت الى ذلك الجانب بل حتى الاخبار السياسيه على صفحات الجرائد كنا نمر عليها مرور الكرام ربما يلفت نظرنا خبر ما او غيره يتعلق بالجانب الاجتماعى

 لم نكن نهتم بمن يحكم ومن هى الاحزاب التى على الساحه ، لم نكن حتى نلتفت الى ما هو معنى ايدولوجيا وما اهميتها والكثير من المصطلحات التى اصحبت مستهلكه هذه الايام باعتبار ان الكل اصبح خبير سياسيى

 ربما تغير هذا بعد الثوره بالنسبه للمصريين بوجه عام ولكنه تغير بالنسبه لذوى الاعاقه بدرجه اكبر بعد اشراكنا فى الحياه السياسيه بنص الدستور والقانون وكأننا توقفت سياره فجاءه امامنا وتم اعطاؤنا مفاتيحها لنقودها ونحن لم نتعلم فن القياده من قبل

 البعض اختلط عليه الامر بين قضية الاعاقه والممارسه السياسيه واصبح يردد ما تعودنا ان نسمعه حين المطالبه بحقوقنا والبعض وقف موقف المتفرج وكأنه اصابته الصدمه والمفاجأه والبعض راح يسعى ليفهم ويتعلم فى فتره صعبه وقصيره والبعض اخذته العزه وصار يردد بعض المصطلحات التى ربما سمعها من الاخرين واخذ يرددها بدون فهم وفى غير محلها

 

 وبما ان الكل متفق ان المشاركه السياسيه والتمثيل النيابى فرصه لا تعوض وربما لن تتكرر حتى وان كان تم النص عليها لمجرد التهدئه والارضاء او لتكملة الديكور السياسى والديمقراطى لكن هذا لا يمنع من كونها فرصه يجب استخدامها على الوجه الامثل لكى لا تكون الاخيره

 

 وعلى الجانب الاخر وخلال رحلة البحث والتعلم والاحتكاك بمجال حديث العهد بنا نجد الكيانات السياسيه تتعامل معنا وكاننا من كوكب زحل وهم من كوكب المشترى فلا يوجد حزب واحد يعى ما هو المعاق وما هى قدراته وهل هو فعلا قادر على العمل السياسى

 

 والبعض الاخر استخدم اسلوب ( الفهلوه) وهى ما يطلق عليها فى عرفهم سياسه لكى يحتوى الكائن الغريب الذى فرضه عليه القانون ليكون ضمن قائمته فبعد ان كان الحزب يبحث عن الشخصيه العامه ذات المريدين او اصحاب العمامه من ذوى القبليه والنسب او حتى رجال الاعمال ذات المال والنفوذ وجد انه يبحث اليوم عن ذوى الاعاقه ايا كان فكره او رؤيته او اهتمامته او ايدلوجيته او حتى دواخله النفسيه التى تعتبر مفاتيح التعامل معه فليس هذا ولا ذاك ولا كل ما سبق سيفيد الحزب فى كسب وتاييد وعمل تكتل تصويتى

 بحسابات السياسه ولكن كل ما فعلوه هو الاستماع والانصات والكشف عن نقاط الضغف واحيانا اقتباس بعض الالفاظ والمصطلحات ليخاطب بها شخص اخر معاق ويوهمه انه معنى به ومتفهم لقضاياه على عكس الحقيقه

 وبما ان عالم الاعاقه الى حد ما منغلق على نفسه لكنها دائره متشابكه كل اطرافها يعرفون بعضهم البعض وكلا منهم يعلم قدرات الاخر والطرف الوحيد الجديد على هذه الدائره هى الاحزاب التى دخلت مضطره الى كوكب ذوى الاعاقه ومازالت تائهه فى فلكه فاقده لابجديات التعامل معه فصارت حاله من التخبط

 ولكن فى النهايه الجانب الايجابى من وجهة نظرى هو اكتساب مهارت جديده واحتكاك جديد مع عالم جديد له (ايدولوجياته ) الخاصه واساليب تعامل مختلفه

 

infondi

محمد مختار

تسجيل الدخول

شبكة معلومات ذوى الاعاقه

infondi
منبر اعلامى حقوقى يهتم بحقوق الاشخاص ذوى الاعاقه فى مصر ويعبر عن مشاكلهم وطموحاتهم وامالهم »

ابحث

عدد زيارات الموقع

245,706