د.ايمان مهران

أعمال تهتم بالإبداع والمبدع والتواصل الإنساني عن طريق الفن

<!--

<!--<!--

الباب الحادى عشر

فـى الـرسـائــل

صدرت كتاباً لأحد الخَّلان بهذه الأبيات، وكان الطرس محلى بنقوش مختلفة وعليه شكل ملاك يقود طيوراً:

بدر وداد يا أخى كامل النسق
وقلبى بهذا الشكل يا منيتى علق
يغردن تغريد المحب إذا افترق
تضوع كما المسك الزكى إذا عبق
سيمليك ما عندى من الوجد والحرق
لتنظرنى عين المحب إذا رمق
كفرحة زهر الطرس والطير والورق

 

محمد هذا الرق قد صغت عقده
ففيه ملاك الشوق يحمل رقعتى
يقود على واد الكتاب بلابلا
وحفته أزهار تغاير لونها
وحملته آي الوداد وأنه
فياليتنى حرف ببعض سطوره
سأفرح لما أن ترد رسالتى

 

 

 

 

 

وقلت مصدراً كتاباً عليه رسم يد تسلم على أخرى:

إليك أيا محمود فرع ومحتد
أرى يدك الحسنى مصافحة يدى

 

من المخلص المشتاق أزكى تحية
وإنى سعيد فى الورى حيث إننى

 

وقلت فى كتاب لحضرة السيد محمد متولى عيسى:

يعبر عما كان فى الفكر مبهما
أشاهد ثغرا قارئا متبسما
تراه وأغدو للحبيب مسلما
فجد بانعطاف نحو ذاك تكرما

 

إليك كتاب من محمد يونس
فياليتنى حرف ببعض سطوره
وتنعشنى رؤياى وجهك حينما
بعدت فصيرت ابن يونس فى ضنى

 

 

 

وقلت له أيضاً:

أسبح فى بحر الهوى حين أسبح
فيونس قدما كان فى الحوت يسبح

 

ولو علمت قرموط ([1]) أنى أخو جوى
لادنيتها منى على رغم عاذلى

 

     وكتبت على بطاقة زيارة لحضرة الأخ الفاضل عثمان أفندى الرزاز، وقد كان متوعك المزاج:

ويريد المثول بين يديكم
ويقول السلام منى عليكم
ويرد الشفاء حالا اليكم

 

رجل من أقصى المدينة يسعى
فأنله اللقاء حينا ليحظى
حيث يقصى الداء المقرب منكم

 

 

وكتبت على قرطاس داخله ورده:

فوق الغصون تضاهى خدك الزاهى
وإن منعت فما حسبى سوى الله

 

أهديك وردة روض لا شبيه لها
فإن قبلت فعطف منك يا أملى

 

وصدرت جواباً بهذه الأبيات:

ومداده من عنبر
وكلامه كالسكر

 

أزكى خطابك جاءنى
آياته قد فصلت

 

وقلت:

للذة معناه كشارب مسكر
حياض خموران يكن حوض كوثر

 

ولما قرأت الرد منك رأيتنى
ولكننى يا صاح لست بوارد

 

الباب الثانى عشر

فى شكـوى الزمــان

 

فالدهر ريش سهمه ورمانى
فى الرمى أخطأ لم أصب بسنان
مـع حال بؤس ببئست الحـالان

 

لا تعذلونى أن هجوت زمانى
فأصاب منى موضعا لو أنه
ومن الزمـان غدوت فى حال الأسى

 

 

 

وقلت فى شكوى غزلية وقد كلفنى بها فاضل أديب:

بواد الجفا هذى قد استحلت المرعى
فكان إذاً هذا إلى وصلها ادعى
رأيت رقيبى نحونا قادما يسعى
كأن رقيبى جاء يسترق السمع
قعدت بـلا نيـل فواخيبة المسعــى

 

ألفت من الغيد الحسان غزالة
وظل رقيبى بالصوالج لاعبا
ولما أسرت لى الحديث وجاهرت
فقلت عجيباً يا أولى العشق والهوى
سعيت وقصـدى أن أنـال وصالهـا

 

 

 

 

وقلت ملبياً طلبه:

لأصبحت مقروح الفؤاد حبيبا
وتصبح فى قفر البلاد غريبا
إذا شمت غصنا فى الرياض رطيبا
لمية بل صار اللقاء نصيبا
فعار عليها أن تحب غروبا
سناها وقد أصبحت منه طروبــا

 

رقيبى جزاك الله مالو جزيته
يؤرقك التشتيت والصد والجفا
يذكرك المحبوب تغريد أيكة
تخنثت حتى لا تفارق حجرة
وما مية إلا كشمس متى بدت
ولكن أتيت اليــوم كالغيم حاجبــا

 

 

 

 

وقلت ملبياً دعوة آخر:

كان هبوطى فى الشقاء صعود
مقالى لأن العاذلين رقود
أراه قريب الظعن وهو بعيد
ولم يبق لى بين الأنام عميد
له ألم عند الحبيب شديد
وفى كل حين للصفاء وعيد
أحب وهذا للقريض مجيد
من الوجد قالت ثابت ويزيد
ورقيب فى حيها لم يغادر
ثم سرنا فى الليل والليل  سائر
وقفت فى الطريق عيس المسافر
وصباى قد كان زاهى زاهر
ثم جئنا ديار هندام عامر
من غزال يأتى له الليث صامر
زارها فى صبيحة اليوم زائر
وأنيسى يراعتى والمحابر
وكحظى منهن سود الغدائر
قلت دعنى ولا تكن كالمكابر
أن هذى عندى لاحدى الكبائر
بين جنبى يوم تبلى السرائر
فأبانت تلك الدموع المحاجر
حسبتنـى بنعمـة الوصل كـافر

 

أفى كل يوم جفوة وصدود
إذا قلت أقصانى العذول كذبت فى
ولكن حظى مثل ليلة هجرها
لمن اشتكى حظى وقد مات منصفى
سواها وقد تهدى إلى تقلبا
ففى كل ميل ميلة وتقلب
كأنى جميل حينما قال للتى
إذا قلت ما بى يا بثينة قاتلى
بعد أن بانت مية خوف واش
قربت فاتخذت نوقى ورحلى
وشدا حادينا وغنى ولكن
وأرى ليلى شاب من هول خطبى
وقدى والعيس سارت سريعا
إنما أهل العشق قالوا عجيبا
ورقيب عنا ترحل لكن
فاختفينا عن العيون زمانا
فكفعلى منهن ضوء المحيا
وعذولى قد قال قم وترحل
كيف أرضى بالبعد عن نور عينى
سوف تبقى فى مهجتى وهواها
هى قد أوصلت وبنت فصدت
فعسـى مـن بهجرهــا عذبتنـى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقلت:

وأما الخلى المستبهد فقد لام
وسهدا وتشتيتا وصداً وإيلاما
وشهرة اسمى فى الورى بالذى هام
لهيب ولوعى بالرشاد إذا رام
ولا كاتم للسر عن جهره صاما
ولا رافع للود فى الناس إعلاما

 

تطاول ليل المستهام وما نام
ويارب أن كان الغرام تحسرا
وتعنيف لاح واستباحة مدمع
ولا مشفق يحنو على ويطفئن
ولا مؤنس يغنى المحب عن البكا
ولا صادق فى قوله ووداده

 

 

 

 

 

 

فلست لهذا العيش فى الناس لواما
ترينى سرورى والتواصل أحلاما

 

فيارب متنى استرح من مصائبى
لأنى أرى موتى ولا هجر ساعة

 

الباب الثالث عشر

فى خطـب الأفــراح

قتل خاطباً فى فرح:

من أجمل الأفراح والأعياد
ترتيل آى الأنس والإسعاد
كالبلبل الشادى على الأعواد
وشفى الغليل من المعنى الصادى
وتزيد وجدى نغمة العواد
وترافق الأصوات والأعواد
هام الرقيق بها من العواد
ومصفق طربا من الإنشاد
وأعيذه من أعين الحساد
كالبدر بين أزاهر أمجاد
ويتوجا تاجا من الإسعاد
فى ظل عباس وعهد رشاد

 

يا سادة قد شرفوا فرحا غدا
إنى سعيت وكنت فى شغف إلى
فرأيت (...) فوق تخت زاهر
وبصوته أحيا الفؤاد من العنا
جذب القلوب بجوقة محبوبة
رق الأنام لرقه  وغنائه
فكأنه ساق يدير مدامة
والناس بين مهلل ومكبر
ورأيتكم فى غبطة فأعيذكم
أما العروس فقد تجلى بيننا
فالله أدعو أن يديم عروسه
متسر  بلين بحلتين من الرفا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وقلت خاطباً:

أم غانيات نهدا أبكارا
واصلت من يرجوك ليل نهارا
وارضى الحبيب إذا نأى أوزارا
لما طرحت مع القناع إزارا
سجدت جفونى هيبة ووقارا
الله أكبر فاقت الأقمارا


 

أأرى شموساً أم أرى أقمارا
أم أنت يا شمس المحاسن والبها
أن كنت أنت حقيقة فتعطفى
فلقد علمت أيا مناى ومنيتى
وبدا لنا وضاح وجهك مشرقا
ولسان حالى كاد ينطق قائلا

مضنى جفى الواشى وعنه توارى
إذ كان دمع عيونه مدرارا
وأباح دمعى للعدا أسرارا
كذب العذول فقوله ما صارا
كم من حمار يحمل الأسفارا

 

يا منيتى ببديع حسنك واصلى
قضى ليالى البعد وهو مسهد
والقلب لم يدر السلو ولا القلى
حمل العذول إليك عنى فرية
لا تعجبى من حمل ذلك كذبة

***

إفكا وإنى أركب الأخطارا
حتى دعيت إلى السرور جهارا
حتى دعيت إلى السرور جهارا
كأس الحبور على الحضور أدارا
وقطفت من روض الصفاء ثمارا
يا قوم ما يستلفت الأنظارا
وسمعته كالكيروان مرارا
قد خامرت بلذيذها الأفكارا
عواده أن حرك الأوتارا
حتى يفوق بأنسه بشارا
هذا المكان ومن به والجارا
عدت فإنى أنثر الأشعارا
إذ كل حرف سمته دينارا
فتشت فى كتب السرور مرارا
أمست به قيناته أشجارا
وإذا العروس مشت دققن الطارا
قد زينو  بدل السمار الدارا
أأرى شموسا أم أرى أقمارا

 

يا من علمت بأننى لا أدعى
مازلت أرتقب الخيال عشية
ما زلت مرتقبا  خيالك خفية
فأتيت عرس محمد فى ليلة
إن كان يشبهه الرحيق شربته
ورأيت من هذا العروس وعرسه
إذ شمت .. كالهزار مغردا
فكأنه ساق يدير مدامة
ويحرك الشوق القديم بمهجتى
ودعوت ربى أن يديم عروسه
وكذلك يحفظ سادة قد شرفوا
أن ينثروا فوق العروس دراهما
والشعر غالى لا يباع بدرهم
ونظرت فى فهرست فكرى بعدما
فرأيت أن البيت أصبح روضة
يمشين كالغصن الرطيب تأودا
ورأيت كل الحاضرين أهلة
ولأجل هذا كان بدء قصيدتى

 

المصدر: إيمان مهران، ديوان القاضي ..مؤلِّف النشيد الوطني المصري ، مكتبة الأنجلو المصرية، 2015
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 156 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

61,064

د.إيمان مهران

imanmahran
فنانة تشكيلية وكاتبة »