إنها صومعة النوبيين في ذاك الزمـان والأمـان من قـدر الأيـام
كانت تأخذ عدة أشـكال هندسيـة في التصميـم منـها ما هـو
حلزوني كالأنبوب ومنها مـاهو كمثري الشكل ، حيث تـبــدوا
منتفخة في القاعـدة وتضيـق طـولا حتى غـطاء الرأس لتأخـذ
أكبـر قدر من المخزون ، ولـكم أن تتـخيلوا مـا هـي الســعــة
التـخزينية لـهذه القسيـبة الضخمة ؟ مـع ملاحـظـــة اختـلاف
الأوزان مـن منتـج لآخـر حبـوبا كانت أم تـمور .. أمـا فوهــــــة
القسيبـة هـذه الدائـرة العـجيـبة التـي لا يـزيـد قـطـرها عـن
15 سـم يسمح بـدخول وخـروج اليـد لتـأخذ قـدر حاجتها مــن
المخزون ، فهـي إن سـدت بالطيـن والحـجارة الصغيـرة دليــل
أن المخزن لم يستخدم بعد وإياك أن تفتـحهـا لأن ما بـداخلهـا
إن كان قمحا سيأتك منهمرا كالسيـل الجـارف وستفشل كـل
محاولاتك لإيقافها حتى تفرغ ما بداخلها ، وياوليـك من جـلدة
حارة من جدتك ، وإن ســدت بالحـجارة دون الطيـن فهي قيــد
الاستخدام ، وتلك التي نقصدها ونملأ منها جيوبنا من التـمـر
أو نأخذ مقدار طاسة أو طاستين للدكان لنبدله بما نـحتاج مـن
حلوى أو شدة أو شرك ، امـا الحالة الثالثة أن تـكون مفتـوحـة
تتسرب منها أشعة الشمـس التـي تـزاورها من أعتلى عنــد
منتصف النهار لتقضى ما بداخـلها من سـوس وأرر حتى تتهيـأ
لاستقبال منتـج جديـد كانت القسيـبة إحـدى مـكونات البيت
النـوبي مثـلها مثـل القـوقة والسيـداب والمـراح ، وكانت تأخـذ
نـصيبـها مـن التجديـد والتـبييض والتلييس كـلمـا أطـل فـرح.
بوابة النوبة
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع