نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

authentication required

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....إنشاء الله تكونوا جميعا بخير...

كل مايظهر على السطح الآن، يثير فينا كثيرا من علامات الإستفهام، ويجعلنا نرى المستقبل بشيئ من الخوف والتحفظ ، وكثيرا منا غير راض عن الذين وصلوا إلى قمة الإنتخابات، وكثيرا منا لا يعرف من ينتخب، وكثيرا منا أكلته الحيرة، وكثيرا منا ضاع منه ما كان يرجو...

الآن نحن في سوق كبيرة للكلمات، من كل أنواع الكلمات، كلمات السب، وكلمات التشكيك، وكلمات الرعونة، وكلمات الياس، وكلمات بغير معنى، وكلمات الإنتقام، وكلمات التشفي، وكلمات التوعد، وكلمات الشماته، وكلمات التهديد، وكم هائل من الكلمات الرهيبة...

وهذا مما يجعلني أرى إن الأمة في حاجة ماسة وشديدة للتغيير، والتغيير الآن قد وصل إلى مرحلة خطيرة تتطلب جهد كبير، لأن شباب مصر والعالم العربي ولا أقول العالم الإسلامي، قد نشأنا على عادات كلامية سيئة للغاية، منها ما يدخلك في الشرك دون ان تدري، فقد قرأت كتابا عن الشرك كاتبه قام بحصر الكلمات التى يقع قائلها في الشرك بالله دون أن يدري، وقد وجدت الغالبية العظمى من المصريين يستعملون هذه الكلمات.

لهذا جاء أمر الله لكل من به آمن:

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا

أصبحنا الآن في ملعب واحد... كل الناس.. وقد دخلت شياطين الإنس والجن في اللعبة من بعيد، يقذفون بكلماتهم النارية ليزداد الموقف إشتعالا..

لذلك جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسما لمثل حالتنا هذه.. يقول صلى الله عليه وسلم:

لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه.{ الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني }.

.أنا اتكلم عن خبرة طويلة تعاملت فيها مع كل أصناف الناس، الشباب على القهاوي والنساء في البيوت والكل يتكلم بغير إنقطاع، والآن على النيت،  وهذا الكم الهائل من الكلمات يصب في أحد مصبين وضحهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي.

هكذا فإن الكلمة لها وقع خطير في حياة الناس، حتى بعض الأمهات قد تدعوا على ابنها، والله يعلم ما في قلبها من حب له، ولكن الطفل قد تؤثر فيه الدعوة وتقتل فيه اجمل ما في الإنسان، قدرته على الإبداع والرقي وإظهار ملكاته، وقد تسبب له شعور بأنه غير مرغوب فيه، وقد تجعله يشعر بالإحباط، وقد ينشأ ويكبر مع كثير من العقد النفسية.  لذلك أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم بأمر قاطع فاستمعوا له:

وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء

إن التغيير يجب أن يكون من الأساس.. واللسان هو كمقود السيارة، يتوجه بك حيث يكون مسار كلماتك، أنت تتكلم والكلمة تعرف مقرها الأخير فهي إما لك وإما عليك.وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا ، و إن اعوججت اعوججنا}

الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي { خلاصة حكم المحدث: صحيح }.

وهذا يجعلنا نعود لأول نداء من الرحمن لعباده الكرام الذي بدأ يعلم من به آمن خُلق من أهم أخلاق القرآن، ألا وهو خُلق اللسان....{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104 البقرة }.

أول ما بدأ به الله سبحانه وتعالى مع المؤمنين الأوائل، ومع أبناء عصرنا هذا، هو خُلق اللسان، أدب الكلام، وأدب اختيار الكلمات المناسبة لكل مقام، فلكل مقام مقال....

أحبابي في الله... نحن في حاجة شديدة لأن نعتني بما نقول، ونحن في حاجة شديدة لتغيير ما قد تعودنا عليه من كلمات نابية تغضب الرب علينا، قد يقول الأب لإبنه يا أبن الكلب، أو يا حيوان، أو يا قرد،  وهو يعتقد أنه حر في أن يسب ابنه لأنه ابنه، أنت خاطئ، وابنك سيفعل نفس الشيئ مع أولاده، فتموت أنت وتعود إليك سيئات أحفادك.

كما إني أذكر نفسي وإياكم أن نلبي نداء ربنا الذي تكرر 88 مرة في القرآن الكريم، فبعد حفظ ما تحفظون من القرآن عليكم بأخذ نداء واحد كل اسبوع، تتطبقونه في حياتكم اليومية ، وحياة من يحيطون بكم من أقارب وأصدقاء وجيران،  لقد جعل الله النداءات في كتابه الكريم لأهل هذا العصر، فقد اصبحنا نعاني من ضيق الوقت، ودخلت أزمة الثقة في كل مانرى ونسمع إلى نفوسنا وتأصلت واستوطنت بها...

لذلك جعل الله برحمته وتفضله علىينا نحن ابناء هذا العصر، نداءات تحمل في طياتها جذور الثقة في الله العلي العظيم وفي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم... بعد أن اهتزت ثقتنا في كل من حولنا...نداءات تردنا إليه سبحانه، يمحو بها الله ما قد اصابنا من سوء، قد نفذ إلي نفوسنا وعشش في عقولنا وسكن قلوبنا..

عودوا إلى الله ولبوا نداءه، ففيه نجاتنا... بالله عليكم لا تهملوا نداء ربكم فنضل ونشقى، واطمأنوا واعلموا أن الله معكم وسيكشف الضر عنا وكونوا على يقين بأن النصر آت لا محالة، ولكن قليلا من الصبر، وكثيرا من الدعاء والصلاة، والتغيير الشامل الكامل لك ما هو سيئ في حياتنا من كلمات وأفكار وأفعال ومشاعر...

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قائلا: { قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ، و من شر بصري ، و من شر لساني ، و من شر قلبي ، و من شر منيي. }الراوي: شكل بن حميد العبسي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع.

هذا وأضيف التصنيف الذي صنفه المولى عز وجل للكلمة في محكم آياته:

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25).  وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم

فالكلمة إما طيبة تدل على فكرة ونية طيبة، وإما خبيثة تدل على فكرة ونية خبيثة.. فلنفكر مرتين قبل أن نغضب ربنا بما نقول.

هذا واستغفر الله لي ولكم وادعوه مخلصا له الدين مقيما له وجهي ونفسي وقلبي أن يقينا سيئات أعمالنا وأن يردنا إليه ردا جميلا وان يختم بالبقيات الصالحات أعمالنا، وأن يزيح عنا الغمة ولايولي علينا من لا يخافه ولايرحمنا، اللهم كل من اراد سوءا بنا فإنا عبادك توكلنا عليك ولا نعبد إلا إياك، اللهم ولي علينا ربنا من يخافك ويرحمنا، وخذ بيدنا ونجنا من المهالك ياكريم يا حنان يامنان يا أكرم من سُئل يا أرحم الراحمين، آمين وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين.  والحمد لله رب العالمين.

 

 

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

235,728

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »