‏11‏/05‏/2012

قرأت لكم اليوم شيئا عن الحكمة:

الحكمة مثل المياه و الغضب مثل النار إن زادت الحكمة داخل النفوس إنطفئت نار الغضب و إن زاد الغضب داخل النفوس تــَبــَخـــَرت مياه الحكمة .

والله يا موني كلام جميل
الحكمة مثل المياه.... هذا مثل حكيم ومن الواقع.. لأن الماء نشربه ... فيروي فينا طمأنا للمعرفة... فتنبت في أعماقنا جذور الحكمة... ولكل نبتة أوشجرة لابد لها من رعاية، فهنيئا لمن شرب من الحكمة ورعى بداخله شجرتها..
والغضب مجموعة مشاعر تهتاج وتشتعل فتحرق كل ما بداخلنا من حلم وأدب وصبر.
لذلك قال المولى عز وجل في محكم آياته
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)البقرة
سأقول لكم سر من أسرار الحياة...علمه لنا سيدنا رسول الله
إذا غضبت فغير مكانك... إتركه واذهب لتتوضأ.... فإن الغضب نار والماء يطفئ النار..
ثم بعد ذلك عود نفسك ألا تغضب لنفسك قط
هذا ما كان يفعله سيد الخلق كلهم اجمعين
صلى الله عليه وسلم
إذا ما غضبت لله رفعك الله وأيدك بنصره
وإذا ما غضبت لنفسك خفضك الشيطان وأيدك بسمومه
وكلما وجدت نفسك في حاجة إلى الصبر
فقل إنا لله وإنا إليه راجعون
فإنها بلسم ضد السموم
ولو تدبرت الكلمة لوجدت أنها من الحقائق أصل
فإنك لله وأمرك كله بيديه
وأنت دائما إليه راجع
فهنيئا لمن عرف من أين قد أتى
وإلى من سينتهى مساره
ومن الحكمة أن نرى أن كل شيئ مصيره إلى زوال
وأول ما يزول عنا وبلا رجعة هو العمر
وعمرنا هو ثروتنا الحقيقة والتى لا تقدر بمال
فلا تنفقه في اللهو فتثقلك السيئات
ولكن كن لله ذاكرا فتمتلئ صحيفتك بالحسنات
واستعن بالله ولا تحنث
فإن الله هو خير معين
وهو الجواد الكريم ذو الجلال والإكرام
فارفع إليه قلبك وما فيه من أشجان
يطيبه لك وتطيب معه حياتك

وفي كنف الله كن مرابطا

ولا تغفل عن ذكره ... فينشغل قلبك بما هو سقيم

فالذكر راحة وطمأنينة وحب ووصال

وهو أي الذكر من أقرب طرق السعادة وراحة البال

وعلى مولاك توكل فإنه نعم المولى ونعم النصير

ولا تركن لبنى البشر فتسمع منهم ما لا يطيب

ولا تصحب غير تقي وإلا كنت كمن يجاور نافخ الكير

وخذ بيد كل من تراه لتصل به إلى من حباك بالإيمان

ولا تكن للأنانية مرتعا فإنها للعلو ليس سبيل

وكن لله عابد ينصاع لك الكون بما فيه

واجعل دينك لله خالصا يخدمك بعينه العدو قبل الصديق

ولا تكن للخسيس مصاحبا أو مستمعا

وبرأيه فاضرب به قفا الشيطان

ولا تضحك من مسكين فربما كنت يوما في مثل مكانه

ولكن مد له يدك بالعون فيعينك الرحمن

ولكل أجل كتاب والحسنات يذهبن السيئات

فلا تنم عن سيئة وباب الرحمة مفتوح

ولا تهتم بأمر الدنيا فإن مسيرها لا يغفل ولاينام

وإذا عرفت الحب يوما فاذهب به لمن في طريقك ألقاه

وقل له ربي إني بما وهبتني سعيد وممنون

أنت الرحمن وأنت الكريم وأنت الجواد

فهب لي شكرك وحمدك كما وهبتنى كل ما لدي من النعم

وخذ بيدي ياكريم ولا تتركني فإن الطرق في هذا الزمان تداخلت

والنفس عرضة بضعفها وهلعها للتواهان

فكم من حكيم تاه عندما ترك ذكر الرحمن

رب إنعقد لساني... والحمد لله أنك بما نفسي عليم

قلبي قد أضناه الفراق..

لا أجرؤ إلا أن أقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين