نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

أنظر إلى عظمة الخالق .. كم هو رحيم .. كم هو ودود .. أنظر إلى جمال طفلك .. أنظر إلى براءته.. وإلى دموعه عندما يبكي،أجمل ما فيها أنها صادقة.. ثم أنظر إلى سعادته الحقيقية وهو يبتسم.. ثم أنظر إلى بداية خلقه في بطن أمه.. ثم أنظر كيف أجرى اله غذاءه في ثدي أمه، ثم اسمع معي هذه الآية الكريمة :

أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) ..

لقد جعل المولى عز وجل فينا شيئا في قلوبنا لا يهدأ ولا يرتاح إلا بين يديه سبحانه.. أهو الحب؟ أهو الود؟ أهي الرحمة المهداة...

    قال المولى عز وجل في محكم آياته:

تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

ربما قد فهمنا الآن الحكمة الكامنة في قول الدكتور النابلسي في أن الحظوظ في الدنيا إبتلاءات { أي إمتحان } ..كل ما منحنا خالقنا من حظوظ متفاوته هي إبتلاء لنا لنعلم اين نحن من الله ... هل سننشغل بالنعمة عن المنعم .... هل سنوجه قلوبنا وحبنا وولائنا واهتماماتنا إلى النعمة وننسى المنعم؟ هل سنحب النعمة أكثر من المنعم سبحانه  الذي قال : {{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}} .. ولكن ياترى ما هو شكر النعمة؟؟ هذا والله سؤال كبير... هل مجرد أن تقول الحمد لله فقد شكرت ؟

قرأت لكم آية صغيرة فيها الإجابة عن هذا السؤال ... الآية تتحدث عن صنفين من الناس .. صنف يشعر أنه محظوظ جدا ويقول الحمد لله.. وآخر يشعر أنه سيئ الحظ جدا، ويشعر أنه مهان من الله لأنه لم يعطيه من حظوظ الدنيا شيئ .. والله سبحانه وتعالي يجيب علي الإثنان بما يلي :

{{ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا }} ... الله يرد عليهما بكلا القاطعة ... إن عطاء الله ليس دليل كرمه، كما أن منعه ليس دليل إهانة، ولكن هناك واجبات للعطاء، وأخرى للمنع .. وهي كما سيلي في الآية

كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18).. هذان للغني الذي قال ربي أكرمني.. أما عن الآخر فيقول له المولى عز وجل :

{{ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) }}

أنت يا من تشعر بالإهانة وسوء الحظ .. عليك أن ترضى بما عندك فنعتم الله عليك لا تعد ولا تحصى.. ولا تنظر فيما عند الآخرين فهو ليس إلا إبتلاء.. فكم من تقي أفسده المال... وكم من ولد كان سببا في تعاسة والده ..

فرغ قلبك من كل شيئ دنيوي ... فرغ قلبك من كل ما هو زائل... وعمره بحب الذي لا يغفل ولا ينام ... فكل ما على وجه الآرض زائل ولا يبقي غير : {{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}} الرحمن.. واعلم أخي في الله أن الله يحب المحسنين ويحب المتطهرين والمتقين ... فاستخدم نعم الله لتفوز بحب الله، وذلك بأن تجعل كل نعمة أنعم الله بها عليك في خدمة عباده وجميع خلقه... لهذا قد ابتلانا مولانا بالحظوظ في نعم الدنيا الزائلة  لنفوز بحظوظ الآخرة الأبدية والتى لا زوال فيها ...

هذا والله أعلى وأعلم

 

 

 

المصدر: محاضرة لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي القرآن الكريم .
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 860 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2012 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

235,726

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »