الإرادة الحرة القوية شيء موجود بداخلنا منذ أن جئنا إلى الدنيا فقط علينا أن نكتشف ذلك

----

إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا

النساء 149

إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ
هناك أشياء كثيرة نقوم بها بحكم العادة، ونقوم بها بصورة تلقائية ، وعندما تتغير هذه الأشياء لا يدرك عقلنا الباطن أنها تغيرت .. مثال على ذلك :
كان عندي في المطبخ جهاز ميكروايف وبه ساعة إليكترونية، وكنت دائما أنظر إلى الساعة كلما دخلت المطبخ، واستمر ذلك لسنوات طويلة، ثم قامت زوجتي بنقل الجهاز إلى مكان آخر، وظللت فترة طويلة من الزمن أنظر إلى مكان الجهاز لأعرف الساعةـ
هنا فقط أتذكر أننا غيرنا مكان الجهاز، وهذا التغيير لم يحدث في ذاكرة الإدراك، لذلك يجب علينا أن نُحدث أنفسنا بأننا قمنا بالتغيير أو سنقوم به بإذن الله .. وهذه العملية يسمونها Actualización ..
يعني مثلا عندما نقرر عدم التدخين، يجب أن نحدث أنفسنا وعقلنا الباطن بهذا القرار، هنا ستقوم النفس بمناورات ومناقشات وتحاول أن تجعلنا نعتقد أن هذا مستحيل، فقط علينا أن نقول لها :
أن الذي أعطاك القدرة في رمضان على الصيام وترك الحلال خلال نهار رمضان هو نفسه  الذي سيمنحك الإرادة اللازمة لترك التدخين إذا نويت ذلك بصدق.
[إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا]
عندما تتكون لدينا فكرة عن شخص معين يقوم عقلنا الباطن بفتح ملف لهذا الشخص ويخزن فيه كل أفكارنا نحوه.. هكذا قال علماء النفس.. وقد تمضي الأيام والسنين ويتغير الشخص من حال إلى حال ثم يظهر من جديد أمامنا، وهنا يقوم العقل بفتح ملف هذا الشخص فورا من الذاكرة، وبالتالي نتذكر كل ما كان منه في الماضي .. ويستمر حكمنا عليه كما هو بدون تغيير..
ذلك لأننا لم ندرك أنه قد تغير كثيرا في الفترة التى غاب فيها عنا.. ولا نكتشف ذلك إلا عندما نتعامل معه من جديد .. فندرك أنه تغير ربما إلى الأفضل أو إلى الأسوأ، لذلك قد وضع لنا ربنا قانون ثابت لا يتغير حتى تقوم الساعة:
 

خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ