نادي العضلات الإيمانية للقراءة والتنمية

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } هذا ما سوف نحاوله

 

 

أدب الإستماع هو المدخل الحقيقي لأدب الكلام

قال الله تبارك وتعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) <!--<!--<!--<!--إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

[ سورة الأنفال ]

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21)

نلاحظ هنا أن في النداء الأول أمرنا الله فيه بقل ولا تقل ثم ختم الآية بأمر واضح وواجب النفاذ   فقال سبحانه وتعالى: (( واسمعوا وللكافرين عذاب أليم )).

ثم ينادي علينا ربنا مرة أخرى في سورة الأنفال :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20)

في إطار راقي جدا ومحترم قد خاطبنا ربنا تبارك وتعالى وأمرنا بأن لا نتولى عنه وعن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع آيات الرحمن التى يخاطب بها أهل الإيمان.

<!--<!--<!--إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)

وصف راقي جدا من العزيز الحميد، يخبرنا فيه عن حال كل من لا يستمع إلى كلام الله تبارك وتعالى فهو دابة من شر الدواب والعياذ بالله.. والدابة تسمع وترى ولكن عندما يعرض الإنسان عن كلام ربه وتعليماته فهو أصم وأبكم وأعمى والعياذ بالله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)

لدينا قضية في منتهى الخطورة.. وهي قضية التسويف .. تسمع الآية أو أمر من أوامر الله ونهيه ثم تقول في نفسك سوف أفعل.. ويأتي الرد السريع من المولى عز وجل أن الله يحول بين العبد وقلبه لأنه أقرب إليه من حبل الوريد ..

وفي حقيقة الأمر أن التسويف يخرجنا من الإيمان كما قال العلماء لأننا لا تضمن عمرنا ثانية واحدة، فإن قلت غدا أفعل فهل ضمنت عمرك للغد؟

وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

عندما نتولى أو نُعرض عن أمر الله فسوف نلقى غيا وسنقع في الإبتلاءات والتى بدورها تتوالى وفي كل مرة يكون الإبتلاء أكبر من الذي قبله إن لم نتوب عن المعصية والإعراض.

وهذه هي نقطة الإنطلاق إلى النداء الثاني والذي سنصل إليه بعد أن نتأكد تماما من أننا استطعنا بحول الله أن نعيد برمجة حياتنا على أساس الإستماع إلى أمر ربنا وتنفيذ تعليمات صيانة الإنسان الذي خلقه الرحمن ثم علمه البيان.(( الأمر هنا يحتاج إلى إعادة برمجة إستراتيجية الإستماع والكلام)).

قال الله تبارك وتعالى :

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

[ سورة البقرة ]

هذا معناه أن الله تبارك وتعالى في كل مرة ينقذنا من الظلمات التى وقعنا فيها بسبب المعصية أو الإعراض سيقوم بتطهيرنا واختبارنا بالإبتلاءات فإن عرفنا وشهدنا وتًيقنّا أننا لله وإليه ترجع كل أمور حياتنا عندئذ سنشعر بالبشرى من الله تبارك وتعالى.

الآن أذكر نفسي وإياكم بقانون من قوانين الرحمن وتعليماته لصيانة الإنسان:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  

[ سورة الأحزاب ]

نستخلص من الآيات النقاط التالية فأرجو الإهتمام:

من نتائج الكلمة الصادقة الطيبة والتى ظاهرها مثل باطنها:

<!--يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ

<!--وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ

<!--وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

الآن نستعرض سويا  خطورة عدم الإستماع أو الإعراض عن كلام الله وأوامره ونهيه:

<!--إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا

<!--لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ

المنافق والمشرك يتوارى أي يختبئ وراء الكلمة فهو يقول ما لا يفعل ويظهر عكس ما يخفي.

لكن الذي آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم له باب للتوبة مفتوح دائما حتى آخر لحظة قبل الإحتضار:

وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا  

 

الآن ملاحظة صغيرة لنتعرف على أهمية النداء الأول:

نداء أطيعوا الله ورسوله رقمه في المصحف 45 .. والنداء إستجيبوا رقمه 46 .. والنداء قولوا قولا سديدا رقمه 66 .. وهي تُدعم النداء الأول ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ).

وأجمالي عدد النداءات 89 نداء في كتاب الله.. هذا لكي نتأكد من أهمية النداء الأول وأهمية الكلمة وأهمية الإستماع لكتاب الله وتعليماته.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 24 يناير 2019 بواسطة ibrahimelmasry

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

238,158

Ahmed Ibrahim

ibrahimelmasry
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)[ سورة يونس]. لنا في كتاب الله آيات وفي أنفسنا وفي الناس وفي الأحداث والأقدار وفي الأيام والليالي وفي قلوب الناس وأحوالهم، وفي السماء والسحاب والنجوم .. آيات إذا ما انتبهنا إليها وقرأناها فهي من »