رحمك الله يا عمي العزيز ابو محمد

ان من اصعب الامور على المرء فقدان الاعزاء الاوفياء الذين يخطفهم من بيننا الموت في صمته المعهود وجبروته الذي لا يستطيع احد ان يرده او يصده او يوقفه
قال تعالى «فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» صدق الله العظيم.

لقد مضى اربعون يوما على فراقك لنا بعد حياة حافلة كلها عطاء فما اروع ان يكون الانسان طبيبا مخلصا يزيل انين الحياة عن الاجيال جيلا بعد جيل وكأني بك وبكل الأطباء المخلصين من امثالك كالشموع التي تذوي وتذوب تحت وطأة الحرارة التي تبعث الدفء والنور لكل من يراها ويتعامل معها لتنير لهذه الاجيال دروب الحياة المليئة بالالام والامال والمليئة بمفاجئات الزمن الذي لا يرحم.

لقد رحل عنا الرجل الذي ما نطق يوما الا بالحكمة والوطنية وحب الارض وتقديسها بعد الله سبحانه وتعالى 
عمي العزيز كأني اسمع همسك وانت تردد قول عز من قال «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى» صدق الله العظيم.

على الرغم من ان الموت قد غيب جسدك عنا فما زالت روحك الطاهرة المليئة بالحب والوطنية وحب الناس جميعا وخدمة الضعفاء والمحتاجين ، تبعث فينا الامل بان هذه الامة لم ولن تفنى ما دام فيها امثالك من المخلصين.

ان كنا ننسى فلن ننسى طموحك في تلقي العلم والحصول على اعلى الدرجات العلمية ، من خلال عصامية قل مثيلها لتزداد علما على علم ولتفيض بعلومك على ابنائك ليزدادوا «نورا على نور يهدي الله لنوره من يشاء».

ورحم الله الشاعر الذي يقول:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

لقد عملت جاهدا حتى ترى فلذة كبدك وهو يحمل الدكتوراه ... غير ان مشيئة الله قضت ان لا تكون بيننا ، وعزاؤنا في هذا انك انجبت لنا رجلً على دربك هو سائر وهو نعم الخلف لخير سلف فله منا الدعاء بالنجاح والتوفيق لاتمام امنيتك التي طالما سعيت لها وهو اهل لذلك.

وفي الختام لا يسعني الا ان اتقبل مشيئة الله الذي يقول في محكم التنزيل وهو اصدق القائلين: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» رحمك: الله يا ابا محمد وتغمدك بواسع رحمته واسكنك فسيح جناته انه سميع قريب مجيب.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 8 مايو 2012 بواسطة ibrahimafnan

ساحة النقاش

ابراهيم قاسم محمد عفنان

ibrahimafnan
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,698