إبراهيم أحمد

الأسرة، المعرفة، الحياة

الدين و الأخلاق و التحضر. بالرغم من تداخل الثلاثة إلا أن وجود أحدهما في المجتمع ليس بالضرورة مشروط بوجود الآخرين. يمكن وجود تحضر في مجتمع بلا دين. و يمكن وجود أخلاق في مجتمع بلا دين أو تحضر. و يمكن وجود الدين في مجتمع قليل الأخلاق. الإسلام رسالة لكل المجتمعات على كافة مستوياتها الأخلاقية و الحضارية ولذلك نرى أن الإسلام يضع الأحكام المنظمة لحياة الفرد و بناء المجتمع و لكن يترك للمجتمع التدرج في الترقى حتى يكتمل الدين بالأخلاق و التحضر. و نحن نعانى من ذلك فى مجتمعاتنا. فالدين عند البعض مجرد من الأخلاق و التحضر. و كما ورد فى الحديث الشريف أن الدين ثلاث درجات.. الإسلام، و الإيمان و الإحسان .. يوجد حد أدنى من الدين و لا يوجد حد أقصى من الإحسان.. فيمكننا أن نترقى كيف شئنا.. إن أردنا ذلك.

و لكن.. يوجد مشكلة.. أيصلح تعلم الدين و التفقه فيه مع بقاء النفوس ضعيفة و مريضة. أترى أن الرجل ذو الخلق الحسن أولى بتمام خلقه بالتفقه فى الدين عن أصحاب النفوس الضعيفة المتدينين. كما ورد فى الحديث الشريف "خياركم فى الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا".

و تحضرنى قصة تكمل هذه الفكرة..

ثلاثة من قرية مجاورة لنهر يخرجون كل يوم للتزود بالماء، أحدهم بإناء متسخ، والآخر بإناء مخروم، والثالث بإناء نظيف، فيعود الأول بماء عكر ويزداد اتساخ الإناء بالماء، ويعود الثاني بغير ماء، ويعود الثالث بماء نظيف..

فأما الإناء فالنفس، وأما الماء فالدين، فمن كانت نفسه مريضة ازدادت بالدين سوءا، ومن كانت نفسه في صحة ازدادت بالدين بهاء، ومن كانت نفسه ضعيفة لم يستفد من الدين بشيء.

فالأولى قبل إصلاح الدين إصلاح النفس ولنا في القرآن عبرة، فسيدنا إبراهيم دعا ربه بأن يبعث فينا (رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم)، فجاء الرد القرآني (ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)، فجعل التزكية والتطهير التي هي إصلاح النفس قبل التعلم.

المصدر: إبراهيم أحمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 783 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2013 بواسطة ibrahim

الترجمة

عدد زيارات الموقع

822,685