فى رأيى الخاص هذه اللوحة واحدة من أجمل لوحات أوجست رينوار، رسمها سنة 1881. ألوانها الحية و الدافئة تبعث فى نفسى ،بطريقة ما، الشعور بالراحة و الانبساط. و ضربات فرشاة الفنان بالغة الدقة و الجمال مثال القوارير الزجاجية و الورود على قبعة الشابة، و ملامح الوجوه، بخلاف المتعارف عليه فى المدرسة الانطباعية حيث الفرشاة و الخطوط السميكة مثل لوحات كلود مونيه و فان جوخ.
بالرغم من انتساب هذه اللوحة إلى المدرسة الإنطباعية، لاحظت أن رينوار فى هذه اللوحة متأثر بمدرسة فن الروكوكو، الذى انتشر قبل عصر رينوار بقرنين فى العصر الباروكى، و قد كنت مهتما بهذه المدرسة لشدة رقة و رقى أسلوبها. عندما بحثت فى قصة حياة رينوار وجدت أنه فعلا كان مهتما جدا بمدرسة فن الروكوكو بالذات الروكوكو الفرنسى، و قد أعلن أنه متأثر بصفة خاصة بالفنان جون أونور فراجونارد Jean-Honore-Fragonard و فى تواضع منه قال أنه قد استقر على إسلوب فنى يشبه أسلوب فراجونارد إلى حد أن أطلق على نفسه النسخة المصغرة من فراجونارد.
لاحظت أيضا كيف أن هذه اللوحة تحكى لنا قصص قصيرة عن أبطالها، هذه الشابة التى تلاعب كلبها ببراءة، و هذا الرجل الذى يكشف عن نوايا غير بريئة بالتفاف يده حول خصر الشابة على أعلى يمين اللوحة، و الشابة على اليسار تتكئ على سور المركب تنظر إلى المجموعة بتأمل يمكن أن يدل على الإعجاب بشخص ما أو الانصات إلى حديث ما، وهذا الرجل على اليسار شارد الفكر و لكن لا يبدو عليه إطلاقا علامات الضيق أو الضجر و إنما يمكن أن تكون اللوحة بألوانها و إسلوبها و أشخاصها و تفاصيلها تبعث فى نفسه الشعور بالراحة و الاستجمام تماما مثلما أشعر عندما أشاهد هذه اللوحة الرائعة، "لوحة حفل غذاء المركب ".