النمل من أرقى الحشرات الاجتماعية، ففي مجتمع النمل انضباط لا يصدق، اختصاص لا يصدق، قد يعجب له الإنسان، فمجتمع البشر فيه تقصير وتسيّب، وانحرافات وجرائم وقتل، ومجتمع النمل كماله يكاد لا يصدق وهذا لان نظام البشر بأمر تكليفي، ونظام النمل بأمر تكويني! ففى الأمر التكليفي لك أن تخالف، مثل لو وضعت لافتة مكتوب عليها "ممنوع المرور" بأول طريق، فهذا ليس معناه أنك لا تستطيع أن تمر وتخالف، وإذا خالفت قد تعاقب فقط، أما لو وضعت مكعبات إسمنتية بأول الطريق فلن تستطيع أن تمر في هذا الطريق ويصبح الأمر تكويني، فنظام النمل المعقد انضباطه الشديد بأمر تكويني، بينما نظام الإنسان بأمر تكليفي، حيث الجزاء والعقاب، والجنة والنار، أما مجتمع النمل فمجتمع راقٍ جداً، (بأمر تكويني)، ليس به تكليف، وليس هناك ثواب ولا عقاب. ولقد برزت مشكلة النمل الأبيض كنتيجة مباشرة لمحاولات الإنسـان الدؤوبة في تغيير العمليات المألوفة للطبيعة وتسخيرها لاستخدامه الشخصي. وفي الأزمنة البعيدة ولفترات طويلة جداً ..كان من الطبيعي تقـبل وظيفـة النمـل الأبيض الأساسية مع بعض الكائنات الدقيقة الأخرى المرافقة له أو المـتعايشة معه في التخلص من الأخشاب بكافة صورها والبقايا النباتية الأخرى وكذلك المواد السليولوزية عموماً لإعادة مكوناتها الأولية لكل من التربة والهـواء حفاظاً على الـتوازن المـحكم للطبيعة فجل صنع الخالق .  وأوضحت الدراسات الحديثة أنه يعيش اليوم أكثر من آلفي نوع من حشرات النمل الأبيض في مختلف أنحاء الكرة الأرضية، يستوطن أكثر من (90%) منها في المناطق الاستوائية، وتتدرج حول الاستوائية شمالاً وجنوباً، في حين لا نجدها في الدائرتين القطبيتين الشمالية الجنوبية.   وصـف الحشـرة  : ·   النمل الأبيض كسائر الحشرات الأخرى له ثلاثة أزواج من الأرجل (ست أرجل) في كافة مراحل تطوره. والجسم مكون من حلقات تشكل ثلاث مناطق رئيسية هي الرأس والصدر والبطن. ·   تشبه حشرات النمل الأبيض الصراصير في مراحل نموها الأولى وهي ليست نملاً بالمعنى الحقيقي حيث يتميز النمل الحقيقي بوجود خصر فيما بين الصدر والبطن بينما يتصل الصدر والبطن في النمل الأبيض مباشرة وبدون خصر. وبخلاف أن النمل الأبيض حشرة كانسة فأنه يتميز بحياته السرية وتغذيته الأساسية على السيلولوز ومعيشته في مستعمرات تتنوع فيها الطوائف التي تختلف في بنيتها ووظيفة كل منها. ·   وفي حين تبدو الحشرات في أغلب مراحل تطورها باللون السمني أو الأبيض إلا أنه من الصعوبة رؤية هذه الأطوار إلا عن طريق الحفر بالتربة في المناطق المصابة أو كسر الأخشاب المصابة. أما الأفراد المجنحة من النمل الأبيض (الأفراد التناسلية) المهاجرة فأنها تبدو بلون بني غامق يميل عادةً إلى السواد وذو أجنحة معتمة وهو ما يساعدها على إمكان التعرض للضوء لعدد قليل من الساعات في فصل الهجرة حيث تبزغ من الأرض أو المشغولات الخشبية المصابة لتتزاوج في الجو ومن ثم تعيد دورة الحياة . ·   تنقسم طوائف النمل الأبيض بصفة عامة إلى قسمين رئيسين فهي أما أن تكون منتجة أو عقيمة وكلاهما يشمل أفراد من الجنسين والأفراد المنتجة قد تكون مجنحة أو غير مجنحة أما العقيمة فتشمل الشغالات والعساكر (الجنود). ·   تعيش الملكة في بعض الأنواع لأكثر من عشرين عاماً ويرافقها الملك حيث يقوم بالجماع عدة مرات. وقد تحتوي المستعمرة على زوجين من المنتجين الأوائل أو على 2-3 ملكة مع ملك واحد. أما الطبقات العقيمة فتعيش من 2-3 سنة ·   الطاقة القصوى لوضع البيض تضمحل بعد 3-4 سنة. وتضع الملكة عدداً منخفضاً من البيض في البداية 15-50 بيضة يأكل الأبوين بعضه ثم تزيد خصوبة الملكة فتضع من خمسة آلاف إلى 36 ألف بيضة في العام تقريباً ويكون البيض فردي أو في مجاميع .   طوائف مستعمرة النمل الأبيض : 1- الشغالة وهى المسئولة عن جميع الأضرار الناجمة عن إصابات النمل الأبيض حيث تتغذى وتقوم بتغذية جميع طوائف المستعمرة, وتمثل حوالى 97 % من تعداد المستعمرة ولونها باهت وعقيمة وعمياء. 2- الجنود وهو المسئول عن الحراسة وحماية المستعمرة له فكوك قوية ومسننة والرأس لونها قاتم وتمثل ثلث طول الجسم وباقى الجسم لونه فاتح باهت, ويصل عدده من 1 – 3 % من تعداد المستعمرة والحشرة عقيمة وعمياء. 3- الأفراد الجنسية الخصبة المجنحة تظهر فى الخريف والربيع لونها قاتم ولها عيون ترى وأجنحة وهى خصبة وتتحول إلى ملكات وملوك لإنشاء مستعمرات جديدة . 4- الملكة : وهى ناتجة من الأفراد الجنسية الخصبة ويوجد ملكة وحيدة فى المستعمرة وتعمل على ربط أفراد المستعمرة جميعاً وإنتاج البيض حيث تضع حوالى 6 بيضات فى الدقيقة الواحدة , ويعيش معها ملك واحد فقط فى المستعمرة . النمل الأبيض والدور الإيجابي:  يظن الكثير من الناس يظن أن هذه الدويبة لا هم لها إلا الهدم والأمر ليس كذلك فللأرضة دور هام ورسالة عظيمة تؤديها في الطبيعة ومن ذلك ما يلي : § فهي من الناحيتين البيئية والإحيائية تلعب دورًا هامًّا في دورة المادة العضوية فمن رحمة الله أن تتضافر الأرضة وكائنات أخرى لتتخلص من أكوام النفايات والمخلفات خاصة تلك التي تشتمل على مواد سليلوزية (سعف النخيل والأخشاب والكرتون) حيث تحلل المواد التالفة وتعيد عناصرها الأساسية إلى التربة مرة أخرى مما يساعد في تقوية التربة وإثرائها بالمعادن والعناصر الهامة. § في أثناء مهاجمة الأرضة للمواد السليلوزية داخل التربة من أخشاب وجذور نباتية وجذوع الأشجار تحدث أنفاقًا وممرات ومن ثم تساعد في تهوية التربة. §  تحسن من خواص التربة وتركيبتها الميكانيكية للتربة وتيسر تخلل الماء داخلها. §  تفسح المجال لدخول الديدان الإسطولنية والفطريات والبكتريا إلى داخل التربة. §  إفرازاتها ونفاياتها تساهم في تحسين الخواص الكيميائية للتربة.   أضرار النمل الأبيض الاقتصادية : الاحتياج الاساسى لحشرة النمل الابيض الظلام التام والرطوبة المرتفعة والسليلوز ليتغذى عليه المتواجد فى الطبيعة بصور كثيرة (لهذا نوصى بضرورة وجود فتحات تهوية مناسبة وإضاءة كافية فى حجرات المنزل) وعلى سبيل المثال تتضح الاضرار الاقتصادية المختلفة فيما يلى : 1- المنازل والمنشآت يهاجم المنازل المبنية من الطوب النيىء وكذا الأسمنتية وفى الأولى يقوم النمل الأبيض التحت أرضى باستخلاص أجزاء التبن من داخل الطوب ويعمل على تفريعها من الداخل مما يؤدى إلى إنهيار المبنى, كما أنه يمكنه مهاجمة ممتلكات الإنسان من خلال الحوائط مثل الدواليب والمواد المخزونة والأقمشة والأبواب والنوافذ الخشبية وغيرها. أما فى حالة المبانى الأسمنتية فيقوم بمهاجمة أخشاب الأبواب والشبابيك والأثاث الخشبية والأرضيات (الباركيه) وذلك من خلال اختراقه للحواجز الأسمنتية والطوب الاسمنتى المفرغ او من خلال الفراغات التى توجد فى الحوائط وحول مواسير المياه والغاز وغيرها. 2- الشون والصوامع يسبب خسائر كبيرة فى فقد الحبوب التى يتغذى عليها كذلك الأجولة الحاوية عليها وفى الوجه القبلى يهاجم التمور والأذرة والمحاصيل التى تنشر على الأرض بغرض التجفيف تحت أشعة الشمس أو بحرارة الهواء . 3 – الأشجار  يهاجم أشجار النخيل وأشجار القاكهة بأنواعها ويسبب جفاف وموت الأشجار أو الحصول على محصول منخفض القيمة والكمية . 4- المحاصيل يهاجم جميع أنواع المحاصيل المزروعة فى الأراضى المصابة بالنمل الأبيض , وتتركز مثل هذه الإصابات فى مناطق الوجه القبلى مثل قصب السكر والذرة والقمح والسمسم . كما يهاجم المحاصيل المخزونة مثل الأرز والبلح والقمح وغيرها . 5- مصادر أخرى مثل الكتب والأوراق والسجللات وفلنكات السكك الحديدية وأعمدة التلغراف والتليفون والكرتون والملابس والأبسطة . . وغيرها . مظاهر الإصابة بالنمل الأبيض تختلف مخلفات النمل الابيض عن باقى حشرات الاخشاب حيث ان مخلفات الاولى تشبه الى حد كبير الرمل العجمى (حبيبات رملية بيضاء خشنة تتحول الى درجات اللون البنى مع الوقت) بينما مخلفات باقى الحشرات دقيقية غير خشنة، ولابد من معرفة (النمل عامة كحشرة اجتماعية عند حد معين من الكثافة العددية ينشأ اجنحة لبعض افراد الخلية لتخرج وتهاجر لتكوين عشائر اخرى فى اماكن اخرى) انه ليس كل نملة طائرة (تملك زوجين من الاجنحة) تعتبر نمل ابيض ومن الممكن لغير المتخصصين كشف الفروق بينهم ومعرفة ما اذا كانت الحشرة الطائرة التى تهاجم منازلهم وممتلكاتهم نمل ابيض من عدمه حيث ان افراد النمل الابيض ليس لها خصر (حلقة ضيقة بين الصدر والبطن) مثل النمل العادى وكذلك فان طول زوج الاجنحة الخلفى اقصر من مثيله الامامى فى النمل العادى بينما الزوجين متساويين وبطول ضعف طول الجسم فى النمل الابيض.  أولاً : نمل الخشب الجاف (الخشب المصنع فى الموبيليا وغيرها)  : تعيش الحشرات داخل الكتل الخشبية المصنعة والغير مصنعة وتجمعات السيلولوز التي تسمح بعمل أنفاق للحشرة بداخلها كالملابس القطنية المرصوصة أو الكتب أو لفائف أوراق التواليت وما يشبهها … وهي تعيش بحيث لا تتعرض للضوء فتترك طبقة رقيقة معتمة باستمرار وتتغذى في الداخل وتتضح الإصابة مما يلي  : ·  وجود ما يشبه الرمل باستدارة أكثر وهي عبارة عن فضلات الحشرات التي تنساب من بعض الثقوب من الخشب المصاب. ·    وجود أجنحة متكسرة شفافة في بداية الإصابة . ·    ظهور الأفراد المجنحة في مواسم الهجرة (الربيع والصيف). ·    أما في حالة استفحال الإصابة فقد ينهار تماماً الجزء المصاب وتظهر الأنفاق والحشرات بالداخل . ·  ويمكن متابعة البحث عن الاصابة عن طريق النقر على الخشب الذي نتوقع وجود إصابة به حيث من السهل تمييز الصوت الناتج في أماكن الإصابة (خشب مفرغ بصوت رنان) عن الأماكن السليمة .

ثانياً : النمل تحت أرضي :

نظراً لظروف حياة هذه الحشرة وضرورة اتصالها بالتربة بصفة دائمة واستقرار الملكة تحت سطح الأرض في مركز المستعمرة وهي المهيمنة على كافة الأنشطة داخل هذه المستعمرة وضرورة قيام الشغالات أو الحوريات بالبحث عن الغذاء السلولوزي أينما وجد … مما يضطر أفرادها إلى اقتحام المباني المتواجدة بالمنطقة عن طريق أي ثقوب صغيرة أو فتحات أو تشققات بالأساس بينما يلجأ في المناطق المكشوفة إلى عمل سراديب خارجية من الطين يصل فيها ما بين الفتحات والثقوب المختلفة . تهاجم هذه الحشرات مصادر غذائها في اتجاه من أسفل لأعلى غالباً وبطريقة سرية لا تتضح إلا بالصدفة أو بعد استفحال الإصابة فيتم مهاجمة المشغولات الخشبية كالأبواب والشبابيك من المناطق السفلية المتصلة بأرض المبنى أو أرض الدور المتواجدة فيه كما تهاجم ; m
  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
21 تصويتات / 1048 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2007 بواسطة iashmon

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

12,489