الجغرافي الأسيوطي الصغير

"ان السياسة هي بنت التاريخ، والتاريخ هو ابن الجغرافيا، والجغرافيا لا تتغير"إهداء الى روح جمال حمدان

السحب Clouds

السحب هي شكل من أشكال تكثف بخار الماء في الجو عندما يتكثف بخار الماء على شكل قطرات ماء أو بلورات جليدية في مستوى أعلى من مستوى سطح الأرض.

الطرق العامة لتكون السحب او الغيوم: Clouds Formation   

-     تتكون الغيوم من تكاثف بخار الماء على شكل قطرات ماء أو أحيانا على شكل بلورات ثلجية, وإن أهم الأسباب لحدوث التكاثف هو انخفاض درجة الحرارة دون درجة الندى ويحدث هذا عندما تجبر كتلة هوائية على الارتفاع للأعلى فتنخفض درجة حرارتها.

-     وحتى يبدأ التكاثف لا بد من وجود نويات كافية عند المستوى الذي أصبحت فيه الكتلة في حالة إشباع, واذا كانت درجة الحرارة عند ذلك المستوى أعلى من درجة التجمد, فالتكاثف يتم على شكل غيوم من قطرات مائية صغيرة

-      واذا كانت درجة الحرارة عند مستوى الاشباع وهي المرحلة التي بدأ  يحدث عندها التكاثف أقل من درجة التجمد فهنا تكون الفرصة مهيأة لتشكل الغيوم من بلورات ثلجية.

الأسباب الرئيسية  لتكون السحب:

ان السبب الرئيسي لتكون الغيوم هو رفع الهواء الرطب للأعلى, وان كمية الغيوم وانتشارها يتوقف على مدى وقوة رفع الهواء للأعلى .

العوامل التي تؤدي إلى رفع الهواء للأعلى

1-      صعود الهواء فوق التضاريس العالية  Geographic Ascent

 عندما يصطدم الهواء الرطب بالجبال أو الهضاب يضطرللارتفاع إلى أعلى مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارته (ذاتيا), فإذا كانت قوة الرفع كافية لرفع الهواء إلى مستوى الاشباع فإنه يحدث التكاثف وتتشكل الغيوم, وشكل الغيوم المتكونه يعتمد على:

1-      كمية الرطوبة في الهواء.

2-      درجة استقرار الجو

3-      طبيعة الحاجز الطبيعي

ويكون نوع السحب على النحو التالي:

أ‌-        في حالة الجو المستقر: تكون السحب من النوع الطبقي والطبقي المتوسط والطبقي المزني.

ب‌-     في حالة الجو غير المستقر: تكون السحب من النوع الركام  والركام المزني.

وبشكل عام فإن سحب التضاريس تتكون باستمرار على الجانب المواجه للرياح وأحيانا قد يحدث هطول في هذا الجانب.

2-      الغيوم الناتجة عن الاحتكاك أو عن الاضطراب الجوي Turbulent clouds

عندما يهب الهواء على سطح الأرض فانه يتعرض لقوى الاحتكاك وهنا يحدث الاضطراب ويظهر على شكل دوارات هوائية, وقد تتحول هذه الدوارات إلى تيارات هوائية صاعدة وهابطة, فإذا كان الهواء مستقرا ويحتوي على نسبة كافية من الرطوبة تصل إلى مستوى الاشباع بحيث أن أي زيادة بعدها تؤدي إلى تشكل الغيوم. ويختلف ارتفاع قاعدة الغيوم  باختلاف رطوبة الهواء, فكلما كان الهواء رطبا كانت قاعدة الغيوم منخفضة وتتصف هذه الغيوم بقممها الأفقية وأهم أنواعها ((SC .

السحب الناتجة عن تيارات الحمل Convection Clouds

عندما يسخن الهواء الملامس لسطح الأرض تنشأ تيارات الحمل فإذا ما تعدى مستوى  الإشباع تكونت الغيوم الركامية مثل الركام (Cu) , والركام المزني  (CB) وغالبا ما تحدث هذه الظاهرة بعد الظهر فوق اليابسة وتزول مساءً بينما تحدث ليلا فوق البحار وتزول صباحا.

 

الغيوم الناتجة عن الجبهات الهوائية والمنخفضات الجوية:

تختلف الغيوم الناشئة عن الجبهات والمنخفضات عن الأنواع السابقة حيث أنها تغطي مساحات واسعة بينما في الحالات السابقة تكون محلية وتغطي مساحات قليلة.

عندما يتكون المنخفض الجوي المصحوب بالجبهات, حيث أن هناك نوعين رئيسيين من هذه الجبهات وهما الجبهات الباردة والجبهات الساخنة, وفي الحالتين فإن السطح الجبهي يميل إلى أعلى فوق الكتلة الهوائية الأبرد ويقع الهواء الساخن فوق السطح الجبهي. وعندما تكون حركة المنطقة الفاصلة بين كتلتين هوائيتين بحيث يحل الهواء الساخن محل الهواء البارد تسمى الجبهة (جبهة ساخنة) وميل الجبهة يكون قليلا وينساب الهواء ببطء فوق الهواء البارد وتتكون السحب الطبقية, وفي حالة وجود رطوبة كافية تكون من النوع الطبقي المزني, الطبقي المتوسط, السمحاق الطبقي, السمحاق, على ارتفاعات مختلفة من الغلاف الجوي. وعندما تكون حركة المنطقة الفاصلة بين كتلتين هوائيتين بحيث يحل الهواء البارد محل الهواء الساخن تسمى بالجبهة الباردة, والسحب المتكونة مع الجبهة الباردة تتغير حسب الآتي:

درجة الاستقرار وعدم الاستقرار-كمية بخار الماء في الهواء الساخن-زاوية ميل الجبهة.

وبشكل عام فإن زاوية ميل الجبهة الباردة تكون أكبر من زاوية ميل الجبهة الساخنة والسحب المصاحبة للجبهة الباردة هي من النوع الركام والركام المزني.

تصنيف السحب:   أ-  من حيث الشكل: تقسم إلى قسمين:

السحب الركامية Cumuloform Clouds : وفيها تتجمع السحب في طبقات متراصة فوق بعضها البعض وعادة ما تكون منفصلة عن بعضها بمساحات صافية ويكون نموها الرأسي أكبر من الأفقي, وهي تتواجد في الجو غير المستقر.

السحب الطبقية Stratoform Clouds: وفيها تتكون السحب في طبقات متراصة تغطي مساحة كبيرة من السماء ويكون انتشارها واتساعها الأفقي أكبر من نموها الرأسي وهي تتواجد عادة في الجو المستقر.

ب- من حيث ارتفاع القاعدة: تقسم السحب إلى ثلاثة مجموعات مع العلم بأن ارتفاع قاعدة السحب يقل كلما اقتربنا                              من القطبين ويزيد هذا الارتفاع كلما اقتربنا من خط الاستواء.

1- السحب العالية             2- السحب المتوسطة     3- السحب المنخفضة

قياس كمية الغيوم :هي الكمية التي تغطي القبة السماوية مقسومة إلى ثماني وحدات والتي تحيط بمحطة الرصد الجوي, المقياس هو الثمن, أي أن الجزء الذي يراه الإنسان العادي مقسم إلى 8/8

فعندما تكون السماء صافية فهذا يعني أنه لا يوجد غيوم .

غائم جزئي السماء مغطى بـ 4/8 أو أقل من النصف بقليل.

غائم بشكل عام يعني أن أكثر من نصف السماء مغطى بالغيوم لكن يتخلله فجوات صافية.

غائم كلي أي أن السماء مغطاة كليا بالغيوم 8/8.

-          السحب الرعدية هي إحدى أنواع السحب ذات الطبيعة المميزة والخطرة وهي سحب ذات نمو رأسي ملحوظ ومن المناسب قبل الدخول في تفاصيل خواص هذه السحب أن نعطي نبذة عن أنواع السحب المختلفة ليتضح لنا وضع السحب الرعدية من بينها.
فالسحب تنقسم إلى نوعين رئيسيين - طبقا لطريقة التكون
1-  
السحب الطبقية stratified clouds   2-  السحب الركامية cumuloform clouds  

وهناك ثلاث طبقات مختلفة للسحب: 

-          السحب المنخفضة:ومتوسطة ارتفاع قاعدتها حوالي 300 متر من سطح الأرض .
 السحب المتوسطة: ومتوسطة ارتفاع قاعدتها حوالي 3000 متر من سطح الأرض
 السحب العالية: ومتوسطة ارتفاع قاعدتها حوالي 6000 متر من سطح الأرض  وبعض هذه السلالات ممطرة مثل السحب الطبقي stratus والركام الطبقي stratocumulus والمزن  الطبقي nimbostratus والطبقي المتوسط altostratus والبعض الآخر غير ممطر مثل أنواع السماحق  cirrius وأخطر هذه الأنواع على وجه العموم هي السحب الرعدية المسماة بالركام المزني  cumulonimbus  وهي السحب ذات نمو رأسي واضح إذ تكون قاعدتها على ارتفاع حوالي 500 متر  ويمتد بناؤها الرأسي حتى تصل قمة السحب إلى 6-8 كيلومترات في العروض الوسطى والعليا وعلى ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومترا في المناطق الاستوائية.

 أهم ما يميزها:

         1- البرق الناتج عن التفريغ الكهربائي الذي يحدث داخل السحابة .
2- الرعد وهو صوت التفريغ الكهربائي
3- التيارات الصاعدة والهابطة وما يصاحبها من قص للرياح ومن ثم اضطراب جوي.
4-  تكوين الثلج على هيئة كرات تسمى البرد
hail
ويعتبر الرعد هو العلامة الرئيسية الدالة على وجود السحب الرعدية حيث من الممكن ألا يرى البرق نهارا ولكن صوت الرعد يسمع ليلا ونهارا ويمكن تمييز السحب الرعدية بسهولة إذ أنها تظهر على  شكل خلايا من الركام قطر كل منها يتراوح مابين 2 إلى 5 كيلومتر وتقع قاعدتها على ارتفاع يتراوح  مابين 500 إلى 1000 متر وفقا لمناطق تكونها وتتميز قاعدتها بأنها داكنة اللون وتمتد الخلية في  السماء كالجبل الشامخ لارتفاعات تصل إلى 15 كيلومترا , وفي بعض خلايا السحب الرعدية يظهر  في مقدمة السحابة من أسفل جزء اسطواني يعرف باسم السحابة الملتقاه
Rool cloud وهو يحدث نتيجة للدوامات الهوائية الشديدة ويكون نذيرا للطيار بشدة العاصفة الرعدية كما يظهر في قمة  السحابة جزء على شكل سندل anvil عندما تبدأ شدة العاصفة في الضعف.

 شروط تكون السحب الرعدية:

-          هناك ثلاثة شروط أساسية يلزم توفرها لتكون السحب الرعدية :
1
-  وجود كمية ضخمة من بخار الماء
2-  وجود عوامل رفع الهواء مثل التسخين من أسفل أو التضاريس أو اختلاف الكتل الهوائية والذي  يؤدي إلى رفع الهواء الساخن فوق الهواء البارد .
3-  استجابة الغلاف الجوي لآلية الرفع فيما يعرف بحالة عدم الاستقرار

مراحل تكون السحب الرعدية 

المرحلة الاولى:cumulus stage

 

-          وتبدأ نتيجة لحدوث تيارات صاعدة تصل سرعتها الراسية إلى حوالي 90 كيلومترا في الساعة (50) عقدة وتحمل هذه التيارات بخار الماء والشوائب إلى ارتفاعات عالية وهذه الشوائب عبارة عن جسيمات صلبة مثل ذرات الرمال أو ذرات الأملاح المختلطة ببخار الماء الصاعدة من المناطق البحرية وتحملها الرياح الصاعدة وتنشرها في مناطق تكون السحب وهذه الجسيمات تعرف بالقر في قولة تعالى و(الذاريات ذروا , فالحاملات وقرا ) الذاريات الآيتان ( - 2 ) ويتم تكثف بخار الماء على الشوائب لتكون قطرات الماء المكونة لسحابة وكأن الرياح تقوم بتلقيح مناطق تكثف بخار الماء ليتكون الماء وبوصول التيارات الصاعدة إلى ارتفاع مستوى التجمد تبدأ عملية التجمد لمعظم قطرات الماء الموجودة بالسحابة لتكون قطعا وشرائح بلورات من الثلج في الماء نتيجة لعدم وجود شوائب كافية في الطبقات الجو العليا وهي ما تعرف بنوبات التكثيف nuclii of condensation وهي الذرات الصلبة اللازمة لتتراكم عليها قطرات الماء لتبدأ عملية التجمد . وعلى هذا نجد قطرات ماء في الحالة السائلة على الرغم من انخفاض درجة حرارتها إلى مادون درجة التجمد وقد وجد أن هناك بعض الحالات التي تظل فيها قطرات الماء في الآلة السائلة بالرغم من انخفاض درجة الحرارة إلى 30 مئوية تحت الصفر وتعرف في هذه الحالة باسم قطرات الماء فوق المبردة super cooled water droplets ومن الجديد بالذكر الإشارة إلى خطورة قطرات الماء فوق المبرد على سلامة الطيران فإن دخول الطائرات في السحابة الرعدية على ارتفاع فوق ارتفاع مستوى التجمد وحتى ارتفاع 7 كيلومترات في المتوسط يؤدي إلى تراكم قطرات الماء فوق المبرد بكميات هائلة على جسم الطائرة خاصة على الأجزاء المدببة من الطائرة باعتبارها عنصر جذاب ويمكن أن تلعب دور نويات التكثيف بالنسبة لهذه القطرات وتتجمد هذه القطرات بمجرد ملامستها لسطح الطائرة وتسبب تراكم الجليد الذي يغير من الشكل الهندسي للطائرة خاصة الأجنحة ومجموعة الذيل كما يسبب انسداد الفتحات الخارجية للأجهزة.

المرحلة الثانية:Mature stage

 

-          وهي مرحلة النضج السحابة ووصولها إلى القمة عنفوانها وتتميز هذه المرحلة بوجود تيارين هوائيين داخل السحابة أحدهما صاعد قد تحصل سرعتها إلى 90 كم/ ساعة والآخر هابط تصل سرعتها إلى 35 كم / ساعة وتصل السحابة إلى قمة حالة عدم الاستقرار ويتسبب الهواء الصاعد القوي في حدوث انفصال كل قطرات الماء المتعادلة مما يؤدي إلى انفصال كل قطرة إلى جزأين مختلفين في الشحنة الكهربائية ويحمل التيار الصاعد الفطيرات ذات الشحنة السالبة قرب قاعدة السحابة ومع زياد تراكم الشحنات الكهربائية يحدث تفريغ كهربائي وهو ما يعرف بالبرق وكما ورد ذالك في سورة النور الآية قول تعالى ( ألم ترى أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينة ثم يجعله ركاما قتري الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن ما يشاء يكاد سنا برقة يذهب بالأبصار) و يجدر الإشارة إلى إن فرق الجهد المصاحب لهذا التفريغ الكهربائي يصل إلى 380 إلف فولت ونتيجة للتفرغ الكهربائي يحدث صوت بهذه التفريغ وهو ما يعرف بالرعد.
يحمل التيار الهوائي الهابط بعض مكونات السحابة من برد وبلورات جليدية وقطرات ماء تصل إلى الأرض وتصطدم بة تسبب نفحة من الهواء تسبق عملية الهطول وتعتبر بشيرا له وهي ما تعرف الهبة الأولى , ويتميز الهطول من هذا النوع من السحب بشدته و احتوائه على أنواع مختلفة من الهطول والتي تتراوح عادة بين 10_ 20 دقيقة إلا أن كمية الإمطار الساقطة تكون كبيرة جدا فعلى سبيل المثال لو أخذنا خلية من هذه السحب نصف قطرها 3كم وارتفاعها 6 كم فإن تقدير المحتوى المائي في هذه الخلية يبلغ المتوسط نصف مليون طن من الماء والبرد وكأن هذه الخلية جزء من جبل سواء في الشكل أو في الثقل.

المرحلة الثالثة:Decay stage

 

-          وتعرف باسم الطور السندلي إذ يتكون في أعلى السحابة جزء على شكل سندل في اتجاه الرياح العليا السائدة وفي هذه المرحلة يضعف التيار الصاعد ويسيطر التيار الهوائي الهابط على معظم أجزاء السحابة ويؤدي ذالك إلى تفريغها من مكوناتها التي تسقط على شكل هطول وبالتالي تنتهي عملية التفريغ الكهربائي ويتوقف البرق والرعد وتنتهي فعالية السحابة وخطورتها .أخطار العواصف الرعدية على الطيران :

أولا: الطيران في قمة السحابة أو فوقها:منطقة قمة السحابة الرعدية وما يعلوها من ارتفاعات لا تمثل خطورة على الطيران لبعدها عن حالة عدم الاضطراب العنيفة داخل السحابة .
ثانيا: الطيران داخل السحابة:إذا كان هناك اضطرار للطيران داخل السحابة الرعدية فيجب أن يراعي الآتي :1- المرور في السحابة من ثلثها الأعلى مع اكتساب الارتفاع قبل الدخول في السحابة
2- تشغيل أجهزة إذابة الجليد بصفة مستمرة . 3- وقف القيادة الآلية.
4- إضاءة أنوار غرفة القيادة لتفادي حدوث العمى المؤقت قولة تعالى ( يكاد سنا برقة يذهب بالأبصار) النور الآية (43)  5- اختراق السحابة بالسرعة المخصصة للمطبات الهوائية .
6- مراقبة العدادات لاحتمال حدوث أخطاء بها نتيجة للعواصف الرعدية
7- عند دخول السحابة لا يتم إجراء أي محاولة للرجوع حيث أن إي دوران داخل السحابة يعرض الطائرة لخطر السقوط نتيجة لوجود التيارات الصاعدة والهابطة والتي تسبب مطبات هوائية شديدة

-        ثالثا: الطيران أسفل السحابة الرعدية : إذا كانت السحابة فوق منطقة بحرية أو أرض مستوية فأنة يمكن الطيران أسفل السحابة على ارتفاع منخفض في الثلث الأسفل من المسافة بين الأرض وقاعدة السحابة . أما إذا كانت المنطقة جبلية فيحظر الطيران أسفل السحابة وملاحظة أن الطيران يؤدي إلى زيادة الرياح المساعدة أو الرياح المعاكسة وفقا لوضع الطائرة تحت السحابة .

تعريف الرياح: الرياح هواء متحرّك عبر سطح الأرض. وقد تهب الرياح ببطء ولُطف شديدين، لدرجة تجعل من الصعوبة الإحساس بها، أو قد تهب بسرعة وعُنف كبيرين لدرجة تجعلها تدمر المباني، وتقتلع الأشجار الكبيرة من جذورها. والرياح القوية يمكنها أن تضرب أمواج المحيط العاتية، التي من شأنها أن تحطم السفن، وأن تغمر الأرض. وبإمكان الرياح إزالة التربة من الأراضي الزراعية، ومن ثم تتوقف المحاصيل عن النمو. وتستطيع ذرات التربة الناعمة، التي تحملها الرياح أن تُبلي الصخر، وتغير ملامح الأرض.الرياح أيضاً جزء من الطقس، فاليوم الحار الرطب قد يتحول فجأة إلى بارد، إذا ما هبّت الرياح من منطقة باردة. والسحب المُحَمَّلة بالمطر والبرق قد تتكون حيث يلتقي الهواء البارد بالهواء الحار الرطب. وقد تدفع رياح أخرى السحب بعيدًا، وتسمح للشمس بأن تدفئ الأرض مرة أخرى. ويمكن للرياح أن تحمل العاصفة الهوجاء إلى مسافات بعيدة.
تسمى الرياح وفقًا للاتجاه الذي تهب منه. فعلى سبيل المثال تهب الرياح الشرقية من الشرق إلى الغرب، والرياح الشمالية من الشمال إلى الجنوب.

أسباب هبوب الرياح :تحدث الرياح نتيجة التسخين غير المتساوي للغلاف الجوي، عن طريق الطاقة المنبعثة من الشمس. تُسخِّن الشمس سطح الأرض بطريقة غير متساوية، فالهواء الذى يعلو المناطق الحارة يتمدد ويرتفع، ويحل محله هواء من المناطق الأبرد. وتسمى هذه العملية دورة. فالدورة فوق الأرض بكاملها تسمى الدورة العامة، بينما تسمى الدورات النسبية الصغرى والتي يمكن أن تتسبب في حدوث تغيرات في الرياح يومًا بعد يوم، الدورات النسبية الشاملة للرياح. أما الرياح التي من الممكن أن تحدث في مكان واحد فقط، فإنها تُسمّى الرِّياح المحليَّة.

الدورة العامة للهواء حول الأرض: تنشأ الرياح السائدة من الدورة العامة للهواء حول الأرض، كما هو واضح في الرسم على اليسار، حيث نجد أن الدورة قد تم تبسيطها بدرجة كبيرة للغاية. وعند خط الاستواء تسّخن الشمسُ الهواء فيرتفع إلى أعلى كما يتضح من الأسهم الزرقاء، وفي طبقات الجو العليا يتدفق الهواء بعيدًا عن خط الاستواء، وعندما يعود الهواء إلى سطح الأرض، فإنه يتدفق عبر السطح كما هو واضح من الأسهم السوداء. وينتج عن هذا الهواء المتحرك على السطح ستة أحزمة حول الأرض. يتسبب دوران الأرض في إثارة الرياح لتهب نحو الشرق في أحزمة حيث يتحرك الهواء بعيدًا عن خط الاستواء. وفي الأحزمة التي يتحرك منها الهواء نحو خط الاستواء نجد أن الرياح السائدة تهب نحو الغرب.
الدورة العامة للرياح تحدث فوق قطاعات كبيرة من سطح الأرض، وتُسمّى هذه الرياح الرياح السائدة. وتتنوع هذه الرياح باختلاف خط العرض. فبالقرب من خط الاستواء، يرتفع الهواء الساخن إلى مايقرب من 18,000م. وينتج عن الهواء المتحرك على سطح الأرض، ليحل محل الهواء المرتفع، نطاقان من الرياح السائدة. ويقع هذان النطاقان بين خط الاستواء وخطيّ عرض 30° شمالاً وجنوباً. وتُسمّى الرياح في هذه المناطق الرياح التجارية. وسبب هذه التسمية أن التجار اعتمدوا عليها ذات مرة في إبحار السفن التجارية.ولا تهب الرياح التجارية مباشرة نحو خط الاستواء، بل تهب ـ نوعًا ما ـ من الشرق إلى الغرب. والجزء الذي يتجه نحو الغرب من حركة الرياح التجارية يحدث بسبب دوران الأرض حول محورها. فكل من الأرض والهواء حولها يدوران نحو الشرق معًا، وكل نقطة على سطح الأرض تتحرك حول دائرة كاملة كل 24 ساعة. أما النقاط القريبة من خط الاستواء، فإنها تتحرك حول دوائر أكبر من النقاط القريبة من خطي العرض 30° شمالاً وجنوبًا. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الأرض تكون أكبر عند خط الاستواء، ولذا فالنقاط القريبة من خط الاستواء تتحرك بدرجة أسرع.
وعندما يتحرك الهواء نحو خط الاستواء، فإنه يصل إلى نقاط سريعة الحركة على سطح الأرض. وحيث إن هذه النقاط تتحرك صوب الشرق بدرجة أسرع من حركة الهواء، فإن المرء الذي يقف على الأرض يشعر برياح ما تهب ضده صوب الغرب.
ولاتوجد رياح سائدة قريبًا من خط الاستواء، وعلى بُعد يبلغ مداه ما يقرب من 1,100كم على كل جانب من خط الاستواء، لأن الهواء هناك يرتفع إلى أعلى بدلاً من تحركه عبر الأرض. ويُطلق على هذا النطــــــــاق الهادئ منطقة الركود الاستوائي. وغالبًا ما تتقارب الرياح التجارية في منطقة ضيقة يطلق عليها منطقة التقارب بين المدارية.
ويعود بعض الهواء ـ الذي يرتفع عند خط الاستواء ـ إلى سطح الأرض بين خطي عرض 30° شمالاً وجنوبًا من خط الاستواء. وأما الهواء الذي يتحرك إلى أسفل في تلك المنطقة فلا تنتج عنه أية رياح. ويطلق على هذه المناطق عروض الخيل. ويُقال إن السبب في هذه التسمية يرجع إلى أن عددًا كبيرًا من الخيول قد نَفَقَتْ على ظهر السفن التي توقفت عن الحركة في تلك البقعة، بسبب النقص الشديد في الرياح.وهناك نوعان من الرياح السائدة ينتجان من الدورة الهوائية العامة. فالرياح الغربية السائدة. تهب ـ نوعًا ما ـ من الغرب إلى الشرق في نطاق يقع بين خطي عرض 30°، 60° شمالاً وجنوبًا من خط الاستواء. وتنشأ هذه الرياح نتيجة لهبوب الهواء بعيدًا عن خط الاستواء إلى مناطق بطيئة الحركة بالقرب من القطبين. وتحمل هذه الرياح الغربية السائدة خصائصها المناخية في اتجاه الشرق عبر جنوبي أستراليا ونيوزيلندا. أما الرياح القطبية الشرقية فإنها تهب ـ نوعًا ما ـ من الشرق إلى الغرب، في نطاق يقع بين القطبين، وبين خطي عرض 60° شمالاً وجنوبًا. أمَّا فيما يخص الهواء على سطح الأرض، والمتحرك بعيدًا عن القطبين، فإنه يتحرك في اتجاه الغرب عبر نقاط أسرع في الحركة باتجاه خط الاستواء.

الدورات النسبية الشاملة للرياح: هي حركات الهواء حول مناطق صغيرة ذات ضغط مرتفع وضغط منخفض في الغلاف الجوي. وتتكون هذه المناطق في نطاق الدورة العامة الأكبر، ويتدفق الهواء نحو المناطق منخفضة الضغط، وتُسمّى مناطق الضغط الجوي المنخفض أو الأعاصير. ويتدفق الهواء من مناطق الضغط المرتــــفع والتي تُسمى مناطق الضغط الجوي المرتفع أو الأعاصير المضادة. وبنظرة عامة نجد أن الرياح تتحرك باتجاه عقارب الساعة حول منطقة الضغط المرتفع وعكس اتجاه عقارب الساعة حول منطقة الضغط المنخفض في نصف الكرة الشمالي. وتنعكس هذه الاتجاهات في نصف الكرة الجنوبي.
وتتحرك كلٌ من مناطق الضغط الجوي المرتفع والضغط الجوي المنخفض ـ بشكل عام ـ مع الرياح السائدة. وعندما تمر ببقعة معينة على سطح الأرض يتغير اتجاه الرياح. فمنطقة الضغط الجوي المنخفض المتحركة في اتجاه الشرق عبر شيكاغو مثلاً، ينتج عنها رياح، من شأنها أن تندفع من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.الرياح المحلية. تنشأ هذه الرياح فقط في مناطق معينة ومحدودة المساحة على سطح الأرض. والرياح التي تنتج عن تسخين الأرض أثناء الصيف وبرودتها أثناء الشتاء تُسمى الرياح الموسمية. وهي تهب من المحيط خلال الصيف وصوب المحيط أثناء الشتاء. وتتحكم الرياح الموسمية في مناخ قارة آسيا، وينتج عنها فصول الصيف الحارة، وفصول الشتاء الباردة. أما الرياح المحلية الدافئة الجافة والتي تهب على أحد جوانب الجبال، فتسمى رياح الشينوك في غربي الولايات المتحدة الأمريكية.وتسمى هذه الرياح نفسها في قارة أوروبا رياح الفونة الدافئة الجافة. ومن الرياح المحلية رياح الهرمتان، ورياح السيروكو، ورياح السموم، والهبوب، والخماسين.

قياس الرياح تتميز الرياح بسمتين هما: سرعتها واتجاهها. ويستعمل كلاهما في وصف الطقس، والتنبؤ به.
سرعة الرياح: يمكن قياس سرعة الرياح عن طريق
جهاز يُسمى المرياح. كما تُستعمل في الوقت الحاضر عدة أنواع من المرياح. ومن أكثر هذه الأنواع شيوعًا على الإطلاق ذلك النوع الذي يتكون من ثلاثة أو أربعة أكواب ملتصقة بقضبان مثبتة على عامود دوّار. وتدير هذه القضبانُ العامودَ عندما تهب الرياح ويمكن الإشارة إلى سرعة الرياح عن طريق العامود الدوَّار.
اتجاه
الرياح. يُقاس اتجاه الرياح عن طريق جهاز يسمى دوّارة الرياح. ويتكون هذا الجهاز من ذراع مرتبطة بعامود يدور على محور مُثبت في أحد طرفيها. وعندما تهب الرياح في مواجهة الذراع يدور العامود حتى يمكن أن تصطف الذراع في اتجاه الرياح. ويمكن الاستدلال على اتجاه الرياح عن طريق سهم ملحق بالذراع أو عن طريق مؤشر كهربائي تتحكم فيه من بُعد دوّارة الرياح.وغالبًا مايُشار إلى اتجاهات الرياح بوساطة استعمال 360° موضحّة على دائرة. ويمكن الإشارة من هذه الدائرة إلى اتجاه الشمال، بدرجة الصفر، وتهب الرياح الشرقية من درجة 90°، والرياح الجنوبية من 180°، والغربية من درجة 270°. وغالباً ماتختلف الرياح في السرعة والاتجاه عند الارتفاعات المتعددة. فعلى سبيل المثال يلاحظ أن الدخان المنبعث من فوهة مدخنة قد يأخذ اتجاه الشمال، بينما تتجه السحب الأعلى في السماء صوب الشرق.
وتقاس الرياح التي
تهب عالية فوق سطح الأرض بإطلاق بالونات مملوءة بغاز الهيليوم، حيث يتحرك البالون بسرعة الرياح نفسها. وتقاس حركة البالون بالبصر أو عن طريق الرادار.
ويمكن
تحديد ارتفاع البالون، عن طريق ملاحظة الضغط الجوي، عندما يُقاس بجهاز قياس الضغط الجوي (البارومتر) المتصل بالبالون. ويمكن استخدام السحب التي تحدد حركاتها الأقمار الصناعية في تقدير اتجاهات الرياح فوق المحيطات، حيث يمكن إطلاق بضعة بالونات.
مقياس بوفورت لسرعة الرياح. وهو يتألف من سلسلة من الأعداد من
صفر إلى 17. ويستعمل للإشارة إلى سرعات الرياح. وقد صَمَّمَ هذا المقياس في عام 1805م العميد البحري البريطاني فرانسيس بوفورت. وقد حدد بوفورت مفهوم هذه الأعداد، وبخاصة تأثير الرياح المتنوعة على السفن الشراعية. ففي نص نموذجي ـ ويقدم هنا على سبيل المثال ـ نُشر في عام 1874م، يقرر المقياس أن الرقم 2 يشير إلى رياح فسَّرها على النحو التالي: رياح يمكن لبارجة مُجَهَزَّة بكل معدات الإبحار، وفي حالة جيدة، ومفرَّغة ـ تماماً ـ أن تبحر في مياه هادئة وصافية بسرعة من عقدة إلى عقدتين. أمَّا الرياح التي يرمز إليها الرقم 12 فهي تلك الرياح التي لايمكن أن يَصمد أمام قوتها أي شراع. وفي الوقت الحاضر يمكن تحديد مفهوم مقياس بوفورت الخاص بسرعات الرياح، والتي يمكن قياسها في نطاق 10م فوق سطح الأرض، كما يُستعمل هذا المقياس أحياناً في تقدير سرعات الرياح.

مقياس بوفرت لتبيان سرعة الرياح:أعداد بوفورت الاسم السرعة ميل في الساعة السرعة كم في الساعة التأثير على الأرض صفر هادئ أقل من ميل أقل من 1 هادئ ـ يرتفع الدخان رأسيا.
1 هواء خفيف 1 - 3 1 - 5
دوارة الرياح ساكنة، يتراكم الدخان مع الهواء.
2 نسيم خفيف 4 - 7 6 - 11 دوارة
الرياح ساكنة / يمكن الإحساس بالرياح على الوجه / وبحفيف ورق الشجر.
3 نسيم
لطيف 8 - 12 12 - 19 تتحرك أوراق الشجر والأغصان الصغيرة وترفرف الأعلام.
4 نسيم معتدل 13 - 18 20 - 28 تتمايل الأغصان الصغيرة تتكاثر الأتربة والورق الخفيف
.
5 نسيم منعش 19 - 24 29 - 38 تتمايل الأشجار الصغيرة/ تنكسر الأمواج على المياه
الداخلية.
6 نسيم قوي 25 - 31 39 - 49 تتمايل الأغصان الكبيرة / صعوبة استعمال
المظلات.
7 ريح معتدل 32 - 38 50 - 61 أشجار بأكملها تتمايل / صعوبة السير ضد
الرياح.
8 ريح (عاصفة) نشطة 39 - 46 62 - 74 تنكسر الأغصان الصغيرة من الأشجار
/ صعوبة السير ضد الرياح.
9 عاصفة قوية 47 - 54 75 - 88 تلف طفيف بالأبنية،
وتتطاير ألواح الخشب من السقوف.
10 ريح شاملة 55 - 63 89 - 102 تقتلع الأشجار
من جذورها، تلفيات كبيرة في المباني.
11 عاصفة 64 - 73 103 - 117 تلف واسع
الانتشار / نادر الحدوث.
12-17 إعصار 74 فما فوق أكثر من 117 دمار عنيف
.

أسماء الرياح وأنواعها :
البَليل : الريح الباردة ذات الندى .
الجَامِلة والدَّرُوج والنَّؤُوج : الريح السريعة المَرّ .
الجَنوب : التي تهبّ من نقطة الجنوب .
الحاصِبة والحَصْبَاء والحَاصِب : التي تجيء بالحصباء .
الحَرْجَف والحُرْجُوج : الريح الباردة الشديدة .
الحَرور والبَارِح : الريح الحارة .
الحَنون والمِهْدَاج : التي لها حنين"صوت".
الخَريق : الشديدة البرد تخترق الثياب .
السَّجْسَج ورَيْدَة ورَيْدَانَة : اللينة المعتدلة .
الرَّاعفة : الشديدة المطر .
السَّموم : الريح الحارة .
السَّمْهَج : الريح السَّهْلَة .
الصَّبَا : التي تهبّ من نقطة الشرق .
الصَّرْصَر والخازِم والعَرِيَّة : الريح الباردة .
العاصِف والهَيَج والنَّيْرَج والنَّوْرَج : الريح الشديدة .
اللواقِح : التي تلقّح الشجر .
العَقِيم : التي لا تقلع الشجر ولا تحمل المطر .
المُتَنَاوِحَة : التي تهبّ من جهات مختلفة .
النافخة : الريح التي تبدأ بشدّة .
النَّسِيْم : الريح بنفَس ضعيف .
النَكْباء : الريح التي وقعت بين ريحين .
المِعْجَاج والهَبْوَة : التي تثير الغبار .
الهَجُوم : الشديدة التي تقتلع الخيام .
الهَيْف والهَوْجَاء : الحارة التي تهبّ من جهة اليمين .
الشَّمْل والشَّمَل والشَّمَال : التي تهبّ من نقطة الشمال .
المِلاح : التي تجري بها السفينة وبه سمِّي الملاَّح ملاَّحاً .
الزوبعة : التي تهبّ من الأرض نحو السماء مثل الإعصار .
رَادَة : الريح الهوجاء التي تذهب بكلِّ الاتجاهات .
الإعصار : الريح التي تهبّ من الأرض إلى السماء كالعمود .
السَّينهوج والسَّيْهَج والسَّيْهَجَة والسَّهُوج والسَّيْهُوج : الريح الشديدة .
الزَّعْزاع والزَّعْزَع والزَّعْزَعَان : التي تحرّك أغصان الشجر بشدّة وتقتلع الأشجار.

  • Currently 114/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 4304 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2009 بواسطة hysam

هيثم محمد ثابت

hysam
مهندس مساحة وخرائط وصحفي وإعلامي مصري من مواليد مركز الغنايم بمحافظة أسيوط باحث بمرحلة الماجستير شعبة المساحة والخرائط بقسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة أسيوط وأمين م اتحاد طلاب كلية الاداب جامعة أسيوط لعام 2012 والطالب المثالي بكلية الآداب جامعة أسيوط :2012:2010 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,322,841

مواقع تهمك

   

TvQuran

TvQuran

TvQuran

TvQuran

TvQuran

TvQuran

أنت قادم من : <! > // -->


خريطة زوار الموقع الآن