الآثار الإجتماعية الناجمة عن الاتجار بالأطفال (1)

ترتبط عمليات الاتجار بالأطفال التي عرفت تصاعداً سريعاً في السنوات الأخيرة بقيمة الإنسان , ومستوى المجتمع الذي ينتمي إليه ورغم الخصائص الذاتية لهذه العمليات وأهمها السرية , والتنظيم المحكم  إلا أن البيانات التي تم التوصل إليها حول حجم الظاهرة تنذر بخطر جسيم يحدق بالأمم والشعوب حيث ينشأ عن هذه  الظاهرة القديمة والمعاصرة مشكلات , وأثار عديدة تستحق الدراسة بالعمق المناسب.

وسأتناول الآثار الإجتماعية لظاهرة الاتجار بالأطفال بالنسبة للمجتمع بعامة والضحايا خاصة كما يلي :

النوع الأول : الآثار التي تمس المجتمع :

أبرز هذه الآثار هي :

<!--إضعاف السلطة الحكومية ، حيث يؤدى الإتجار بالأطفال إلي إضعاف الأمن العام لتصبح بعض الحكومات غير قادرة علي حماية الأطفال كما إن الرشاوى والفساد من شأنها أن يدفعاً العاملين بالحكومة على التأهل مع التجار مما يؤدى إلى أضعاف السلطة الحكومية.

<!--اختلال القيم الاجتماعية نتيجة لإهدار المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان حيث ينتشر الجنس التجاري , أو تجارة الجنس.

<!--زيادة معدلات الولادة غير الشرعية.

<!--انتهاك القوانين , والنظم الخاصة بالدخول , والعبور وحقوق الإنسان حيث العمليات اللوجستية  (النقل ,الإدارة ) للتجارة بالأطفال.

<!--ارتكاب بعض رجال الأجهزة الرسمية جرائم ضد الأشخاص الذين يتم ضبطهم عندما تلجأ السلطات الرسمية للتضحية بهؤلاء الأشخاص لتفادى وضعهم غير القانوني.

<!--انتشار منظمات إدارة وممارسة تجارة الجنس والبغاء وتشعب العمليات المتصلة بها , إضافة إلي ظهور خط جديد من جرائم خطف الأطفال.

<!--تغيير نمط وهياكل الاستهلاك في القطاع العائلي خاصة فيما يتعلق بجنس الموضة والسفر للخارج والاتصال بالمواقع الإباحية على شبكة المعلومات وهو موضوع له بعد اجتماعي و اخلاقى على الأسرة العربية.

<!--استدراج المرأة والطفل كسلعة , وتحول مفهوم النظام السياحي في المجتمع إلى نظام يقوم على تشويه الإنسان , وعلي بيعة وشرائه بما يخالف القيم الانسانيه.

<!--انتشار المثلية الجنسية ( السحاق واللواط ) وجرائم الاغتصاب.

<!--انتشار ظاهرة الانتحار بين النساء و الأطفال للشعور بفقدان قيمة الحياة.

<!--انتشار ظواهر اجتماعية غير مرغوبة بين الأطفال تم الاتجار بهم مثل التسول ومايستلزمه ذلك من أعباء تتمثل في ضرورة تزويدهم بمأوى امن وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية.

<!--رفض الأسرة والمجتمع التوافق النفسي والاجتماعي مع من سبق الاتجار بهم الأمر الذي يلقي على المؤسسات الرسمية وغير الرسمية مسؤولية القيام بدور الأسرة المؤقت بالنسبة لهم.

<!--زيادة المشكلات التربوية فضلا عن ارتفاع نسبة الأمية بين أفراد المجتمع.

<!--تباين السلوك الاجتماعي والأخلاقي خاصة بين الناشئة في ضوء المتغيرات الجديدة وتجليات العولمة حيث يصادف طفلا من كل خمسة أطفال أثناء البحث على شبكة الانترنت رسائل من مجهولين تغريه بعروض جنسية(*).

(*)  أكدت جمعية رعاية الأطفال الدولية (Child) التي تعمل على جعل شبكة الانترنت مكاناً أمناً للأطفال الذين تعرضوا للاعتداءات الجنسية عبر الانترنت 30%خلال ثلاثة أعوام مما ينذر بخطر جسيم يهدد الطفولة لذلك لجأت ثلاثون دولة إلى إبرام أول اتفاقية دوليه لمكافحة إجرام الانترنت كما أغلقت شركة  Microsoft غرفاً أو مواقع الدردشة المجانية في 38 دولة بسبب انتشار تجارة الجنس وتزايد الهجمات الإباحية بالبريد الالكتروني والتي وصلت عدد صفحاتها إلى 260 مليون صفحة.