المجلس القومي للطفولة و الأمومة
وحدة مكافحة الإتجار بالبشر ( النساء و الأطفال)
الحملة الثالثة لمناهضة زواج الأطفال بمحافظة الجيزة
أغسطس – سبتمبر 2011
في إطار حرص المجلس القومي للطفولة والأمومة علي مناهضة كافة أشكال استغلال الأطفال و الاتجار بهم، ينظم المجلس حملته المجتمعية للعام الثالث على التوالي في المراكز المستهدفة (الحوامدية – البدرشين – ابوالنمرس – منشأة القناطر) و ذلك في الفترة من أول يوليو و حتى نهاية سبتمبر2011 .
و تأتي هذه الحملة إستكمالا لسلسلة الحملات التي إنطلقت في عام 2009 بعد إعلان نتائج الدراسة بهدف رفع الوعي بخطورة زواج الفتيات الأطفال دون السن القانونية بصفة عامة، والزواج الصيفي المؤقت علي وجه الخصوص، بالمخالفة لتعديلات قانون الطفل والأحوال المدنية. و ذلك من خلال صديقات و أصدقاء الأسرة صديقات الأسرة المتطوعات بالمحافظة، وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية المشاركة، والقيادات المحلية والمتخصصين. و قد حققت الحملات في عامها الأول نجاحا كبيرا أسفر عن حراك مجتمعي وإعلامي تمخض عنه مساندة القيادات الطبيعية والإعلام وتنشيط ثقافة الإبلاغ عن أولياء الأمور، و السماسرة، والمأذونين، المتورطين في خرق القانون من خلال خط المشورة والإبلاغ عن زواج الأطفال 16021، كما أصدر المفتي أ.د علي جمعة فتوى مسئوله تعد الأولي من نوعها، حيث تدين ولي الآمر الذي زوج طفلته التي لا تتجاوز 14 سنة لثري عربي يبلغ من العمر 74 بعقد عرفي، آثر استطلاع النيابة العامة رأي المفتي في شرعيه هذا الآمر، والذي بدوره أرسل ردا مستفيضا على سؤال النيابة العامة، قال فيه «إنه لابد من عقاب الأب والأم والوسيط والمحامى والزوج، فى مثل هذه الحالات وأن يكون العقاب رادعاً لمواجهة هذه الظاهرة التي تنتشر بقوة فى بعض القرى والمراكز التابعة لمحافظتي ٦ أكتوبر والجيزة».واصفاً الأب الذي يزوج ابنته القاصر لرجل فى عمر جدها بالفاسق، وتسقط ولايته على أبنائه. ووصف المفتى ما حدث بأنه استغلال جنسي ولابد من معاقبة المتهمين. كما كان للتنسيق المستمر مع النيابة العامة ووزارتي العدل والداخلية بالغ الأثر في إنفاذ تعديلات قانون الطفل والعقوبات والأحوال المدنية، ساعد علي تغيير السياسات والبرامج ذات الصلة حيث قامت النيابة العامة بمراجعة جميع أعمال المأذونين علي مستوي الجمهورية، ومنع قرارات القضاة بمنح تصريح بزواج الفتيات الأطفال.
هذا و تشمل الحملة أربعة محاور رئيسية أولها: تمكين الأسر المستهدفة من خلال رفع الوعي وتغيير السلوك بالاتصال الجماهيري المباشر من خلال صديقات وأصدقاء الأسرة، أما المحور الثاني فهو تنمية المهارات الحياتية من خلال برنامج المرأة المصرية تتكلم وهو برنامج لتنمية المهارات الحياتية ومنها مهارات التفاوض واتخاذ القرار والمشاركة وذلك لتمكين الفتيات المنتفعات وتطوير قدراتهن، أما المحور الثالث فيتركز حول مكافحة الفقر والتمكين الاقتصادي عن طريق إنشاء مشغل متطور بالحوامدية للحرف اليدوية ذات الطابع العربي والمصري وذلك لتجفيف منابع الفقر كأحد أسباب زواج الأطفال، أما المحور الرابع و الأخير فهو تخصيص خط ساخن للإبلاغ عن زواج الأطفال (16021) يعمل على التنسيق بين الجهات ذات الصلة وتحريك المجتمع المدني والإعلام والقيادات الدينية لمناهضة زواج الأطفال.
وتتألف مجموعة عمل الحملة من صديقات وأصدقاء الاسرة بمحافظة الجيزة (400 صديقة) و أطباء بشريين و أطباء خط المشورة الصحية للأم و الطفل 16021 و عدد من المستشارين القانونيين، بالإضافة إلى فريق وحدة مكافحة الاتجار بالبشر. تستهدف الحملة عدد من الفئات منها الفتيات في سن الزواج أقل من 18 عام و أولياء الامور و رجال الدين و الأقلام الشرعيين و القيادات الطببيعية بالقري.
و قد تمكنت الحملة في عامها الثالث تنفيذ عدد (1263) ندوة توعية و عدد (28936) زيارة منزلية للأهالي من خلال صديقات الاسرة بمحافظة الجيزة، كما تم تنفيذ (10) لقاءات مع السيدات والرجال استهدفت 500 منتفع و منتفعة من أولياء الأمور بواسطة أطباء خط المشورة الصحية (16021)، بالإضافة إلى تنفيذ عدد (27) جلسة لتنمية المهارات الحياتية استهدفت 105 سيده ضمن برنامج المرأة المصرية تتكلم " سيدات كبار السن فوق40 سنة ، كما تم عمل 10 لقاءات عن الصحة والحقوق الإنجابية استهدفت 500 سيدة في الفئة العمرية (20 – 39) سنة، كما تم تنفيذ 10 لقاءات دوار مع القيادات الطبيعية والأهالي استهدفت عدد 500 قيادة طبيعية، و أخيرا تم هذا العام منع عدد 8 زيجات لفتيات أطفال من مسنين غير مصريين.
و لعل من أبرز التحديات و التوصيات التي واجهت الحملة كونها تعمل على رفع وعي الأهالي بمخـــــــــــــــــاطر زواج و الأطفال، و بمخاطر العادات و التقاليد، و الشائعات التي طالما قادتهم إلى تبعات و مشكلات إجتماعية و صحية، و هذا في حد ذاته عمل بالغ الصعوبة إذ يدور حول تغيير ثقافة متغلغلة بالمجتمع وراسخة منذ سنوات، يدعمها ويغذيها سماسرة وأصحاب مصالح، وسط الفقر والعوز والجهل بالمخاطر التي تحف هذه الصفقات.
ساحة النقاش