جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
كعيدنة اتيتك باشتياق * وجئتك سائرا سير البراق
لقد عانقتها لما حوتني * عناقا لايشبه بالعناق
لثمت ترابها من فرط حبي * وقبلت المشاتل والسواقي وأرسلت الدموع على ثراها* فأروت تربها والجفن ساقي
لانت دمي تفجر في عروقي * وشربي في اصطباحي واغتباقي
ظننتك في النماء قطعت شوطا * فإذبك في جفاف واحتراق
يعز علي انك في احتضار * وروحك نزعها بلغ التراقي
فهاأنذا عليك أنا حزين * وحزني صار تذرفه المآقي
سماؤك قد رأيت البدر فيها * بلاضوء مصابا بالمحاق
شموخك لاتظلله ظلال * وعزك في العراء بلا رواق
عرفتك كنت رأسا يوم سبق * لماذا صرت ذيلا في السباق
عرفت شيوخها كانوا فحولاً * فصًيرهم سهيلُ كالنياق
سوى شيخين لم يخشوه يوماً * وهل يخشى الهزبر من العناق
كعيدنة اعاتبها وإني *لأحمل حبها ضمن السياق
لماذا الحر صار بها غريباً * يلاقي من اذاها مايلاقي
وأضحت المرارة تحتسيها * وكانت قبل طيبة المذاق
تدين لأسرة صارت عليها * مهيمنة كحجاج العراق
أذلتها وقد ظلمت بنيها * وما ظلم الظلوم بمستطاق
تعطلت الحياة بها فأمست * بلا رأس بلا قدم وساق
يلوح بها ظلام من مآسٍ * وتبدو مثل إنسان معاق
تكدر عيشها بعد اختلافٍ * وهل عيش يطيب بلا وفاق
لقد أخذت " كعيدنة " اغتصابا * وزفت للظلوم بلا صداق
فأشقاها وعاث بها فساداً * فعاشت في عناء واختناق
فيا أحرارها أنتفضوا وهبًوا * وثوروا في الشوارع والزقاق
أعيدوها وليس هناك شيءُ * يعيد الحق كالبيض الرقاق
إذا ابناؤك الاحرار ثاروا * سيجبره بنوك على الطلاق
" كعيدنة" أظن غداً سيأتي /* لها بالخير يهطل باندفاق
لأني قد وجدت بها شباباً * كريم الاصل كالخيل العتاق
قد انتظموا صفوفا باتحادٍ * كدرً قد تألف باتساق
ويجمع بينهم هدف عظيم * يقيهم من خلاف أو شقاق
شبابك يامليحة قد تلاقوا * على ود وحب واتفاق
شبابك انبلُ الشبان طهرا * وهم لك في الشدائد خير واق
كمثل الورد رفَ ندىَ وعطراً * وهمتهم رقت أعلى المراقي
فيا تلك المليحة لا تخافي * غداً تتحررين من الوثاق ويرسي العدل فوقك خير ناس *شباب مفعم بالخير راق زمان قد أظلك يافتاتي * ربيعيً قويً الانبثاق سيُذهب عنك عهد الظلم قسراً * ويزرع فيك فجر الانعتاق فلا قد كنت يازمن التردَي * ولا عُمٌرت يازمن النفاق
كعيدنة " جعلتك لي خيالاً * به جنحت للسبع الطباق
لكل هوى دواءُ من سلوً * وما لهواك من آسِ وراق
سيفني الحب من قلبي ولكن * كعيدنة هواها العمر باق
أفارقها وفي قلبي ا لتياعٌ * فما اقساك يا يوم الفراق
المصدر: ابو زكريا