عواصف غاضبه
*************
اصحي كعيدنتي من السكر المثار
ودعي التوهم والدوار
أنت الإطار...
أنت الموائد فوقها الهذر المدار
يا حرة مغصوبة
يا ظلمة في سطعة الأنوار
أعقبها انكدار
يا فجرنا الموءود
يا ليل السهاد
يا محنة الأمل المجدد
والضرار
مهما اقتربنا من ذواتك تنفرين
تدني نصيفك عنوة تتحجبين
وتخمري الوجه المتاح
تلقي الثياب على الوشاح
لا تهربي منا
ولا تعطي الفرار
أنت المصيبة والعصيبة والثرى
أنت الذرى
أنت مصاعدنا إلى غزو النجوم
أنت المزار
يا شمعة الأحرار
لا تذوي ولا تنوي الكرى
فعلى مشاعلك انبرى
فجر وطوقه الحصار
يا زهرة فوق الغصون تفتحت
وذوت على أوراقها الحمراء
أشواق ونار
يا فسحة العمر الطويل
ويا تباريح الضنى
يا دوحة خضراء
جللها الغبار
القي إلى أحرارك الأمناء
ألفاظ اعتبار
هيا افصحي بالاعتذار
واستبسلي من اجل إنقاذ
الديار
ألقي مساحيق العنا
وتبسمي كمحارة خضراء
في كهف الإسار
فالأسد تزار في العلا
ترقي الذرى
يعلوا مراقدها الشرار
تسموا عزائمها بأشواظ السرى
تعلوا علاك
تريد أوج الاعتراك
تمضي وتقبض بالقرون
وبالزنود
وتشدها تلك الجنود
تريد تبصم في علاك
وفوق نهديك هناك
تريد تكتب لوحة التحرير
في عينيك
فوق جباهك الشماء
تبرز باقتدار
هيا اركبي فوق الحصان
هيا استوي فوق السروج الشامخات
سوقي الخيول الضامرة
لا تقلقي من اختبار
ولتظهري في مسرح الأمجاد
فوق العز
في أقصى انبهار
* * * *
مهلا كعيدنتي
أيا فحوى الخطاب
يا جدولا في مهجتي أعطى
وقدم واستذاب
يا موئل الأصحاب
ياحبر الكتاب
كيف لذتي بالفرار ؟؟
واخترت عيشا للأسيرات
وعبأت الجرار
واخترت عن عمد ركوبك
للحمار
هذا زمان العز والثورات
فاختاري المسار
هذا زمان عواصف الريح الغضاب
وهنا الشباب
إياك لا تتلعثمي
فإليك اصرخ فاسمعي
فتقدمي
لا تعثري بقميصك المنسوج
من وشم الشنار
وتكبري فوق الكبار
هيا اهدمي سور المخاوف
والمذلة والخلاف
ألقي يكل مهانة التاريخ
من فوق الجدار
ما كنت يوما أمة الأنذال
يملك بضعك المبذول
أبناء الضرار
أنت لست بضاعة في سوق
أبناء المزاد
تتوزعين على المخازن
باحتراس واحتكار
أنت لست هاهنا مالا
يورث باقتدار
ولست في الغبراء
أغناما
وأبقارا
وأجمالا
ولست لهم عقار
* * * *
مهلا كعيدنتي
أترضين الصغار ؟
كيف الحياة على مراحيض الأذى
ترمي القذى
وتبركن البلوى
تطبع في حياة الناس
عدوى الاجترار
كيف اقتنعتي بالمواجيد
التي ترمي الكرى
وتمنهج الحكم المسيس
بالمضار
كل الدوائر في يديه
وكل عارية عشار
فهناك فوق موائد الثكل
المضرج كم تدار
ريح المطامع والهوى والذل
من صوت الزحار
تعطي وتكرم للورى
نبل الأذى والاحتقار
قد أفسدت في نهجها التعليم
ألقت في مبادئه الشنار
كل المدارس في انهيار
قد أحقنت بشوائب الفوضى
وآفات البوار
ذهل المعلم واكتوى
بالاضطرار
بالجهل صار
ورأى العوائد والقرارات
الكبار
إن يكون الدرس منكوبا
على وجه الجدار
* * * *
لكن أبناء (( المعيدي )) يدرسون
يقرأون ويكتبون
ودروسهم في البيت
تحلو بانتظار
أستاذهم من فضله أعطى
وطار
وصار من خفته النشوى
إطار
حاكى وهش وارتقى فوق
الجدار
وهم الكواكب والنجوم
من حوله يتواثبون
ويمنحون الأمنيات
منح هبات
ويسافرون من المطار
إلى مطار
هناك في باريس
في لندن
في اليابان
في كل الديار
ويرجعون بالشهادات
الكبار
* * * *
ونحن بالجهل ندار
وعلى الفتات نعيش نبقى
في مناحي الاحتقار
حب السلامة قد تضخم
في البطون وفي العيون
ومضى يطوق كل أعناق الرجال
مثل السوار
من اجل نبقى هاهنا
الأتباع
والأعوان
والجند الصغار
نبقى الرعاع المؤمنون
بانحناءات الهوان
ننشق الدخان عمدا
في دواوين المزار
نبقى نرضى الاحتقار
ونعيش العمر في سجن الإسار
ثم نرضى بالفتات المر
نجتر الأسى
نجتدي الشكوى
ورد الاعتبار
ثم نرضى بالقرار
باعوجاج الحكم بالصلح الممنهج
بالضرار
ثم نرضى بالخيار
نرتقي نسعى ونحمي الاحتضار
ثم نسعى نحو أسواق الشجار
ونوالي كل من يؤذي الجوار
كل من فرق بين الزوج والزوجة
بالتطليق جار
كل من امن ذاك القاتل المأجور
أعطاه الشعار
كل من أهدر أودى بالمساكين
وأعطى شلة الظلام
أحكام القرار
*****
صبرا كعيدنتي
سنمحى كل عار
سنعدل الخط المعوج باقتدار
سنعلم الناس الثبات
على المبادئ لا الفرار
سنقدم الحل ونعطي أنفس الأحرار
آمالا كبار
سوف نعلي العلم الأكبر
منصوبا على هام الديار
سوف نعطي كل أفواه الآسارى....
ننطق الصم
ونهدي في مساعينا الحيارى
نسمع البكم
أناشيد انتصار
سوف نرمي بالنضال الامتهان
وندوس الذل
نهوي بالهوان
سيتوب الناس من خفض الرؤوس
وانحناءآت الجبان
نرفض التقبيل للكفين
نسموا بمعانينا عن الوصف المهان
وعن التسليم بالأفواه فوق الركبتين
نصنع الأحرار
نأبى فكرة التطبيع للأقوى
وبلوى الانكسار ...
