- من الذي يستطيع أن يدرك الشباب إذا فات الشباب، والكهولة إذا انصرمت الكهولة، أو أن يحتفظ بالحياة نفسها إذا أَزِفت ساعة الموت؟!.. فلا يفوتنك أن تأخذ من كل مرحلة من مراحل حياتك، أوفى وأفضل ما يمكن أن تأخذ لدنياك وآخرتك!.
- إن الذين ينظرون إلى الناس ولا ينظرون إلى الله, وينظرون إلى الواقع ولا ينظرون إلى الواجب، وينظرون إلى الحاضر وحده ولا ينظرون معه إلى المستقبل.. لا يمكن أن يكونوا أبدا رسل إنقاذ لأمتنا وبلادنا، وحملة رسالة حقيقية في الحاضر والمستقبل.
- كلما هبت نسائم ربيع جديد، وظهرت البراعم في الأغصان، وازدان وجه الأرض بالألوان، وتفتحت الأزاهير والوِراد، ودبت الحياة في سائر المخلوقات.. تردد في قلبي هذا السؤال :
متى يأتي ربيع أرواحنا وقلوبنا وعقولنا، متى يعود إلينا ربيع إيماننا وإسلامنا، وحريتنا وكرامتنا، وإرادتنا وشجاعتنا والشعور المؤرق المتوثب بمسؤولياتنا وواجباتنا الكبرى؟..
متى تدبّ فينا الحياة كما تدب في سائر الموجودات، فنحن - إلا من رحم الله - أموات أموات من زمن طويل!
ويا ويلنا إن انقضت حياتنا الدنيا ونحن أموات، لا يؤدون رسالتهم في الحياة قبل أن تتصرم الحياة!.
- من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحاول أن ينمو وأن يسمو وأن يرتفع إلى أعلى ما يستطيع.. لينمو بنموه، ويسمو بسموه، ويرتفع بارتفاعه المسلمون إلى مستوى إسلامهم ومهمتهم وعالمهم وعصرهم، وحاجاتهم وآمالهم، وحاجات الإنسانية كلّها في هذا العالم والعصر.
- إن لم يكن هناك تخلّف يؤلمنا فنثور عليه، وظلم يُرْمِضُنا فنثور عليه، وفساد يُؤَرِّقنا فنثور عليه، وفرقة تُمزقنا فنثور عليها، وهزيمة تُذلنا وتُعذبنا فنثور عليها وعلى أنفسنا.. كيف يمكن أن يكون هناك تحوّل وتقدّم وإصلاح وصلاح ووحدة وانتصار؟!.
- هل تشعر عندما يُظلم أي بريء أنك أنت المظلوم، وعندما يستغيث أي مستغيث أنك أنت المقصود، وعندما تغرق البلاد في البؤس والفساد، ويهرب الناس من حمل المسؤوليات والتبعات، أنك أنت المسؤول؟..
إن كنت تشعر بذلك حقا وصدقا، فأنت مرجو لقيادة البلاد والعباد، أو الإسهام في قيادة البلاد والعباد، إلى الخلاص والنجاة، والعدالة والإصلاح، والنهضة الحقيقية المأمولة، إذا استكملت ما ينقصك من الصفات والمؤهلات والوسائل، وأخذت الأمور بقوة وجد ووعي وصدق وإخلاص.