قبل ثلاثه أيام من بدء إمتحانات الشهاده, ماذا أعدّ الطالب لدخول إمتحانات المحك؟؟ أتمنى ..على الأقل أن لا يتكرر منظر السنه الماضيه, فهو بصراحه عامُُ للنسيان. أنا لا أنكر أنني كنت طرفاً في ذلك المنظر السيء , شاركت فيه لأنني رضخت لطلب أصدقائي الذين طلبوا مساعدتي فوافقت على مضض علماً أنها كانت المرّه الأولى لي أن شارك في هكذا مهزله. نعم , إنها المره الأولى والأخيره لأنني ندمت بعدها أيّما ندم لم أندم على شيء فعلته كذلك الندم . لقد وصلتني الكثير من رسائل التوبيخ والعتاب منها من يقول بأننا أهنّا التعليم, ومنها من يقول بأننا تعلمنا التغشيش فقط في الجامعات , والبعض يقول بأن ماقمنا به هو قمّة الفساد وأنا مقتنع تماماً بأنني مشيت في الطريق الخطأ الذي لا أريده أن يتكرر.

...... لكن في المقابل , لا تزال المشكله قائمه في ظل لامبالاه من الطالب, قصور واهمال من المدرس الذي ربما لايقع عليه كل اللوم لأنني أثق بأن الطالب هو من يحفّز المدرس والعكس أيظاً صحيح, فعندما يجد المعلّم طالباً ذكياً متابعاً فسيبذل المدرس حتماً قصارى جهده في التحضير والبحث والإطلاع والإستزاده في مادته العلميه. كما أن دور الرقابه ضعيف جداً ولايُفعّل ولهذا نجد تأخر المناهج العلميه ونقص كبير في الأنشطه المكمّله للمنهج فلا يحصل المعلم في الكثير من المدارس على دليل المعلم الذي يُعتبر جزءاً لايتجزّأ من المنهج وأداه ضروريه للمعلم يستمد منه الأفكار والحلول. إن المنهج العلمي بنسخته الجديده , هو منهج متسلسل ومترابط ولهذا فلابد أن يلتزم المعلم بخطّة إنهاء المقرر خلال الفصل إبتداءً من الصفوف الأساسيه حتى لاتحصل فجوّه لدى الطالب حينما يصل للمراحل العليا بدون هضم الأساسيات التي أُهملت إمّا بسبب ضيق الوقت أو بسبب الوصول المتأخر للمناهج أو أسباب أخرى سببها القصور والإهمال. وهذا سائد في كثير من مدارسنا لاسيّما الإعداديه والثانويه منها حيث يريد المعلم التخلّص من جزء كبير وضروري من المنهج. غياب التنافس الشريف والتشجيع في المدارس الى تسرّب الملل لدى الكثير من الطلاب الذين لم يعد همهم الإستفاده والتحصيل العلمي المرموق بقدر مايكون الحصول على شهاده فقط والبعض يذهب إلى المدرسه للفسحة فقط ولقاء الأصدقاء.

وبماأن الطالب هو محور رئيسي في العمليه التعليميه, وهو الضحيّه في كل الأحوال فعليه أن يُدرك بأن الأمر لن ينتهي فقط عند حصوله على الشهاده, وأن مجرد حصوله على الشهاده لن يضيف له الكثير, بل ستتضاعف المتاعب عند مواصلته الدراسه وسيكتشف حينها أن المساعده المزعومه (( التغشيش)) لم تكن سوى محاولات لرميه إلى المجهول. عليك عزيزي الطالب أن تحاول تصحيح الوضع بداية بنفسك لأنك أنت ستكون الضحيه, لابد أن تبدأ التصحيح بنفسك , انتظم , ذاكر أول بأول, إسأل , ساعد على توعية زملائك بمخاطر التغشيش. عليك أن تعلم أن حصولك على معدّل 70 بمجهودك الخاص سيكون أفضل بكثير من حصولك على معدل 90 نتيجة الغش فهناك الكثير ممن حصلوا على معدلات عاليه وهميه ومن تم ابتعاثهم عادوا خاليين الوفاض.

إنني أدرك أن التغيير لايمكن أن يحصل في ظرف سنه أو سنتين طالما وأصبح الغش ثقافه , لكن إذا ماوجدت النيه الصادقه للتصحيح وتكاتف الجميع, تربيه, مجتمع, أولياء أمور, معلمين, طلاب فإن هذه الظاهره ستختفي وحينها سينشأ جيل معتمد على نفسه ينافس على المنح الدراسيه وفي أرقى الجامعات.