قالوا إنه لايزال صغيراً إذ إنه شخص عابث لايحسن التعامل ولايقدّر ظروف الناس. إحساسه بتملك السلطة زاد من تعاليه فمفهومه " انني شيخ بن شيخ" جعله لا يرى من حوله إلا بالعيون التي تطبع في مخيلته أنهم عبيداً لا أكثر. ثار الجميع, أحرقو الاطارات , نصبوا الخيام , تجمهروا أمام مبني المولد الكهربائي, إمّا أن يرحل من إدارة المشروع وإلاّ فسنبقى هنا. جاءت الوعود بزيارة مرتقبه لوكيل المحافظه للتسويه , تتم الزياره, وتُسلّم إدارة المشروع للشباب_ حسب مايقولون_ شكلاً لا مضموناً. دخلت المديريه إلى حياة الظلام مجدداً. مدير المشروع الجديد يشتكي ميزانية فارغه ونقص حاد في الوقود, إضافة إلى ذلك, افتقاره إلى الخبره ومعرفة الأشخاص الذين يتعامل معهم كونه لأول مرّه يتسلم هكذا مشروع. انصرم الاسبوع الاول , كثرت الوعود, ويمضي الاسبوع الثاني والثالث وتزداد المعاناة وكما يقولون ,,, المصائب لا تأتي فُرادى ,,فقد اجتمعت هنا الأزمات, الوقود, التيار, والماء...... بلغت المعاناة الذروه هذه المرّه, تحركت أفواه الناس بالتقوّل, وجد المروّجون مادّه دسمه هنا يحسنون تقديمها للجهله والأميين. تراجعت المواقف إذ أن من بني الانسان من يريد التغيير للافضل ويريده في غمضة عين وبدون تضحيه مع العلم ان تغيير من هذا الصنف تلزمه كلفه باهضة. بدأت الأقاويل, اشتكى المدير الجديد من وجود أيادي عابثه تحاربه من تحت الطاوله هدفها زيادة معاناة الناس لكي يترحمون على أيام المدير السابق. وفعلاً, بدأ البعض من الناس يطالبون بعودة المدير السابق . بدأ التخاذل في المواقف يظهر جليّاً, يفكر المدير الجديد بتقديم الإستقاله بعد ان عجز عن توصيل شاحنة وقود إلى المديرية. تتحسن الأمور نسبياً, ترى المديرية النور من جديد ولو لساعات قليله من الليل. ظن المواطن أن اللعبه انتهت عند هذا الحدّ مكتفياً ببعض الساعات من النور في الليل ولكن للأسف إستمرت .
يأتي الشهر الكريم, وتزداد حاجة الناس إلى التيار, يقرر أصحاب القرار مواصلة معاناة المواطن , ليبرهن هؤلاء ولو للجهله أنهم الأفضل وبلامنازع وحتى يزرعوا الأشواك أمام كل مطالبً بحقٍ في المستقبل. نعم, لم تؤتي تلك التجمهرات ثمارها كما يقولون , بل زادت الطين ِبلّه لأسباب منها أنّ من بين من هؤلاء, َمن لايحملون همّ الكهرباء أصلاً وانما تجمهوروا لمصلحة وكذلك عدم التخطيط المسبق لها . لم تندمل الجراح بعد, ثم نُفاجأ بزياده في سعر البنط الكيلو وبدون توضيح أسباب الارتفاع. فإذا كانت هذه الأسباب تعسفيه _ كما يُردد , فأنا لا أستبعد ثورة أخرى تلوح في الأفق , ستكون أفضل بكثير من سابقتها بل وستأتي أُكلها هذه المرّه بلاشك. فلقد علّمتنا مدرسة الحياه أن الإستهانة بالبشر- مهما كانوا- عاقبتها الندم وأن البشر مهما صمتوا وتحملّوا لن يصمتوا الدهر كله وستكون صرختهم مدوّيه بحجم طول صمتهم ولكم في الهدوء الذي يسبق العاصفة أكبر برهان...