جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
توجد حالة من عدم التأكد في حياتنـا اليومية وفي حياتنا العامة بشكل لم يسبق له مثيل . فنحن نناقش كل ما توارثناه عن آبائنا وأجدادنا من أفكار وتعليم ,ونطلب إجابة علمية على كل ما نوجهه من أسئلة مثل : هل توجد علاقة بين التدخين والسرطان ؟ وهل فعلا يتناقص الميل الحدي لاستهلاك الفرد كلما زاد دخله ؟ إننا نقرأ إجابات لمثل هذه الأسئلة ولكنها في الغالب تكون إجابات مماثلة لآراء أصحابها واعتقاداتهم الأمر الذي يفقدها الصفة العلمية . وحتى نستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها إجابة علمية صحيحة يجب أن نتبع المنهج الإحصائي. ويعتبر الإحصاء أداة للتخطيط بالغة الأهمية في تخليص الاقتصاد من التطور العشوائي وعدم التوازن في نمو قطاعا ته المختلفة وفي تسريع عجلة التقدم . وقد تأثر نمو اقتصاديات البلدان المتقدمة والنامية بتطور جمع ودراسة البيانات الإحصائية وتحليل نتائجها ، وأصبحت الإحصاءات القاعدة المتينة التي تبني عليها سياسة الدول في كافة المجالات . ومن هنا فقد اهتمت الدول في عالمنا المعاصر بخلق كادر ذى خلفية علمية متينة متفهم للأساليب الإحصائية المختلفة في التحليل بشكل يؤهله للمساهمة الفاعلة في عملية تخطيط وتنفيذ البرامج الإنمائية . وتتجلى أهمية الإحصاء في التعرف على المجالات الحيوية التي تعتمد على الأساليب الإحصائية في البحث والتحليل . وكذلك تبرز أهمية علم الاحصاء في البحوث حيث إنه يساعد على تقديم أدق نوع ممكن من الوصف للمعطيات , إذ الوصف والموضوعية من سمات العلم الحديث .
دور المنظمات الدولية في تطوير الإحصاء
بدأ الاهتمام بالإحصاء من خلال المؤتمرات الدولية، وهي تنظيمات عالمية شبه رسمية انضم إليها خبراء الإحصاء وممثلو الأجهزة الإحصائية الحكومية، وكان الغرض من عقد تلك المؤتمرات توحيد الأساليب الإحصائية الحكومية في عمل التعدادات. ويعود الاهتمام بالإحصاء السكاني على النطاق الدولي إلى أواسط القرن التاسع عشر عندما عقد أول مؤتمر دولي للإحصاء عام 1853 ف في بروكسل وصار يعقد كل سنتين أو ثلاث سنوات حتى عام 1878ف . ولقد لعبت تلك المؤتمرات دورا كبيرا في تطوير الإحصاء من الناحيتين النظرية والتطبيقية . وساهمت منظمة الأمم المتحدة في هذا التطور ، واستمر الاهتمام الدولي بتأسيس المعهد الإحصائي الدولي ، وقد بلغ هذا الاهتمام ذروته في عام 1974ف حيث اعتبرت المنظمة الدولية هذه السنة سنة دولية للسكان لجذب الاهتمام العالمي بالمشكلة السكانية، وقد دعت إلى عقد مؤتمرات إقليمية في مناطق مختلفة من العالم . ولعله من نافلة القول التأكيد على أن وجود جهاز إحصائي كفؤ في أية دولة يعتبر أحد مؤشرات تقدمها الاقتصادي والاجتماعي ، ويعبر عن مستوى إلمام ومعرفة تلك الدولة بالواقع الذي يعيشه مجتمعها في كافة النواحي الحياتية .
أهداف علم الإحصاء
لعلم الإحصاء أهداف متعددة يمكن حصرها في الآتي :- 1- تبسيط البيانات الإحصائية بعرضها في جداول أو رسومات بيانية ، وذلك لتسهيل فهمها وتحليلها . 2- التعبير عن الحقائق بصورة عددية واضحة ودقيقة بدلاً من عرضها ، والتعبير عنها بطريقة إنشائية . 3- مقارنة المجموعات المختلفة وإيجاد العلاقات القائمة بينها . 4- التنبؤ ببيانات مستقبلية مما يساعد عملية التخطيط . 5- استخلاص النتائج واتخاد القرارات المناسبة بقدر كبير من الصحة ، وذلك بعد قيام الباحث في أي فرع من فروع العلوم المختلفة بتحليل البيانات المتوفرة لديه .
|
|
|