قلَمِي ، كتابي - للشاعر المبدع مصطفى رومية ( مجلة همسات الشعراء)

مصطفى روميه
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
قلَمِي ،كتابي يفْهمُ التّصْرِيح
أوْكُنْتَ فِكْرًا سَاقَ منكَ اللُّوحُ
~
نَشَأَتْ بفِطْنَتِهِ العقولُ وقارعَتْ
عَجَمًا منَ الأفْذاذِ لوْلاالرُّوحُ
~
ما حالُهُ ناقشْتُهُ فَتَقرّحَتْ
نَدبَاتُهُ وحشَاىَ والمجروحُ
~
وجَفَى وما خَفَتَا سَنَاهُ فجَاءَنِي
نِسْرٌ يهَمْهم والطيورُتصيحُ
~
فُهِمَ السّطورُ ولاأَصَابَ حَفِيظَتِي
يُثْنِي المدادَ فيَنْبَرِي ويُطِيحُ
~
وجَثَى ولا أمَلِي ثَنَاهُ فعابَنِي
قِزْمٌ يُقَطّعُ والنّزَالُ جروحُ
ْ
لَمّا تَحَيّنَتِ الظنونُ تَوَجّعَتْ
رَوْحِي غَدًا وكَأنّهُنّ قرُوحُ
~
وعَلَتْ منازِلُنا إليكَ وعَفْوُنا
كُرْهُ العنادِ وصابَ أنْتَ مديحُ
~
وفَمٌ وألْسُنَةٌ وكفٌّ لاعِبٌ
ويَدًا تتوبُ وإصْبِعٌ مذْبُوحُ
~
تَفِدُ النسورُ يبِيتُ طيري والهَوَى
ظَفَرَ الغرابُ إلى النقيعِ يَبوحُ
~ 
وأرَاكَ ماشَبِعَ الغرابُ بدلْوِهِ
في دَلْوه لأَطاحَ لاسأطِيحُ
~
فارِقْتُهُ سكَبِ الغرابُ رأيْتُهُ
كأْس الفراقِ ثَنَاهُمُ التّلْوِيحُ
~
لوْلا الهجومُ مآثرِي ومحامدي
ما لَوّحَتْ حَذَرًا وَقُدَّ مليحُ
~
وسقَى يدِي وكفى المُلَوّح كَأْسهُ
فأَراحَ بي ولهُ الغرابَ قبيحُ
~
قُمْنا وما فُهِمَ الكتابُ كلامَهُ
طَوَى يقولُ وما سَقَتْه الرُّوحُ
~
مَدْعِوُّ مصْلحَةٍ يحومُ نِكايةً
مذبوحُ طَيِّ دفاتري مسْفوحُ
~
وبَكَى على وَثَنِ الهلاكِ وما عَفَتْ
نفْسي عدًى وكأنّهُنّ شَرِيحُ 
(شريح من كفار قريش كان يتصنت على بيت النبوه)
~ 
لوعلّمَ القلَمُ المُحَكّمُ نُلْتُهُ
في العلْمِ لم يكُ في العلوم مسيحُ
~
لوْ كُنْتَ علْمًا لم يكنْ لكَ جاهلٌ
في الجهْلِ لم يكُ في العلوم قبيحُ
~
يحْفو الجهول إلى الجهول ندامةً
ينْأَى الثناء إلى الغبِي ستصِيحُ