*******سجن القصيدة****
فوق طاولة الانتظار
تنتظر القصيدة قراءها
تسحبها يد القراء بلطف
وتحتضنها فراشة جميلة
فتطير معها في الهواء
غارت تلك اليمامة
من فراشتنا المحلقة
فاخدت تغرد وتغنى احلى الالحان
فهامت معها قصيدتى وركبت ضهر الحصان الطائر
لقصيدتى جناح الفراشة وصوت البلبلة
ولكن اشترتها نملة
لمن تغنى النملة اشعارها
بصوتها الخافت
لم يسمع همسها احد وتعالت تصفيقات الصمت الجالسة في مدرج الحفل
لم تستسلم النملة فنادت جيشها ليغنى معها
فتغنت القاعة بكلمات الدمار الشامل
فوصل الصدى الى الحجرة المجاورة
وتراقصت النوتات الموسيقية الحزينة
في المدينة واشتهرت قصيدتى
وزادت لعنتى
فاكتئبت السماء من بوح قصيدتى
فروتها للنبتة فجاء الحصاد بدمعة سنبلة
امطرت السماء بأوراق قصيدتى
فتهافت النمل لالتقاطها
وتهافت النحل لتوزيعها
ولكن الاسود الضارية هجمت عليها
وسجنتها في قفص ملك الغابة
احتج النمل وسال عن سبب اسرها
فأجاب الاسد فقال بسبب جمالها احتفظ بها
فسجن الوحش كل شيء جميل ومنها قصيدتى
وقص جناحها
وربط خيالها
فلا حلقت بعدها كلماتى مع فراشة
ولا تغنت مع النملة ولا النحلة ولا البلبلة
وباتت مجرد حكاية ترويها الطبيعة الام لصغارها
كل ليلة وسمتها حكاية الوحش الذي سجن الجميلة.
بقلم شاعرة النثر....سعاد سحنون.....