أعضاء هيئة تدريس الجامعات المصرية

يتناول الموقع آراء ومقترحات أعضاء هيئة التدريس للتطوير

عندما نتحدث عن ثقافة تحرير العقل والفكر والإرادة ، يجب أن نضع في الاعتبار أن ديننا الحنيف حرر الإنسان من قيود الحجر العقلي ، ورباه على حرية الفكر واستقلال الإرادة ، كما حرره من الجهل ، لأن الجهل يقتل مواهب الفكر والنظر ، ويميت عناصر الحياة والقوة في الأفراد والأمم ، كما أنه دعا إلى عدم طاعة الأهواء ، والانقياد الأعمى ، وعبر هذه السطور سنحاول أن نوضح كيف واجه ديننا الحجر العقلي:

<!--[if !supportLists]-->-   في مواجهة الحجر العقلي حرر ديننا الإنسان من ذلك ، كما حرره من سيطرة التبعية العمياء ، ورباه على حرية الفكر ، واستقلال الإرادة ، ليكمل عقله ، ويستقيم تفكيره ، وتكتمل شخصيته وإنسانيته ، لأنها أسس صحة العقائد ، واستقامة التدين ، ورقي الأخلاق ، والتفرقة بين الحق والباطل ، أشار إلى ذلك رسولنا الكريم حينما قال: "ما اكتسب رجل مثل فضل عقل ، يهدي صاحبه إلى هدى ، ويرده عن ضلال" [متفق عليه].

 

<!--[if !supportLists]-->-  الإيمان والدين لا يتمان حتى يكتمل العقل ، وقد عني ديننا ببناء هذه الدعامة ، من عدة زوايا:

أولاً: البرهان أساس الإيمان

البرهان أساس العقيدة ، وكل اعتقاد ، أو عمل لا يقوم على دلائل مردود على صاحبه ، وقد أنذر قرآننا الحكيم الذين يجادلون في الله ، وفي آياته بغير علم ولا هدى بقوله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:17]  وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحج: 8 - 9]

ثانياً: ضلال القادة والكشف عن ضلالهم ، عند انحرافهم عن العهود والمواثيق المأخوذة عليهم ، والافتراء على الله كذباً ، والمتاجرة بالدين والعقيدة ، وانتحالهم حق التشريع والتحليل والتحريم إرضاءً لأهوائهم ، ومصالحهم الدنيوية ، ولشهواتهم ، وتلبيساً على الناس في دينهم. قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187] وقال عز وجل: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79] ويقول جل شأنه: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل: 116] . كما قال تعالى: {وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]

ثالثاً: دعوة البشر جميعاً إلى كلمة الحق ، التي هي جوهر الخير ، والتي يستجيب لها كل ذي قلب سليم ، وعقل رشيد ، لم يختلف فيها نبي مرسل ، ولا كتاب منزل .. قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]

رابعاً: الدعوة إلى استنهاض العقول

استنهض ديننا العقول ، ووجه الأفهام ، وأيقظ الحواس ، ونبه المشاعر ، بالتعقيب على بيان الآيات الكونية والتشريعية ، وذلك بقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم: 24]، وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد: 3]،  وقوله تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى} [طه: 54] ، تعبير (أُوْلِي النُّهَى) ورد في الآية (128) من سورة طه أيضاً. يقول تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: 67]،  يقول تعالى : {وَيُبَيِنُ آياته لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221]،  يقول تعالى : {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [الرعد: 19]، و(أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) أصحاب العقول الراجحة ، الفاهمة ، الواعية ، المدركة ... ورد ذكرهم في القرآن الكريم (16) مرة.

خامساً: نظرة الناقد البصير

لقد دعا الإسلام البشر جميعاً إلى أن ينظروا إلى ما يستمعون من أقوال نظرة الناقد الواعي البصير ، الذي يستطيع أن يقيم الأمور تقييماً عقلياً ، فيتبعون منها ما يدل على الحق ويهدي إلى الخير ، هؤلاء هم الذين يستمعون إلى القول ، فيسيرون على طريق الهدى ، ولما لا؟ ، وقد هداهم الله ، لأنهم أصحاب العقول . قال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ(17)  الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 18]

سادساً: الذم للغافلين

لقد ذمّ الإسلام الغافلين المتبلدين ، ونعى عليهم غفلتهم ، وإعراضهم عن دلائل الآيات التي يشاهدونها ، ويرونها رؤية العيان ، وهم عنها غافلون ، معرضون ، هذه الآيات المعجزة بدلائلها ، وهم كما يقال: لا حياة لمن تنادي!، فتكون لهم قلوب يعقلون بها ، أو أذان يسمعون بها؟، حقاً وصدقاً: إن الأبصار لا تعمى ، ولكن القلوب التي في الصدور ، أساس المشاعر والأحاسيس ... هؤلاء الذين في غفلة وإعراض عن الدلائل لهم قلوب لا يفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم أذان لا يسمعون بها ، حقاً أنهم كالأنعام ، بل هم أضل منها ... قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105]

سابعاً: في مواجهة أسرى التقليد

لقد عاب الإسلام على أسرى التقليد إعراضهم عن الحق ، وجمودهم على إتباع ما يوجهون إليه ، وهم إذ يرتكبون ذلك باسم الدين ، يفعلون ذلك تعصباً للتبعية العمياء المخالفة للعقل والمنطق السليم.

قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ج أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} (المائدة: 104) هؤلاء إذا قيل لهم اتبعوا منهج الله ،  ، ردوا : بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا ، حتى لو كان القائمون عليهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ... وعليهم أن يدركوا أن الله تعالى لا يأمر بهذا ، إنهم يقولون على الله ما لا يعلمون!، الله سبحانه وتعالى يوضح عاقبة التبعية العمياء ومدى جنايتها على الناس ..يقول تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا. وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلارَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا.} [الأحزاب: 66 - 68]

- تحليل ظاهرة التقليد الأعمى:

التقليد الأعمى أكبر شر يبتلى به الأفراد والجماعات ، لأنه يميت مواهب الفكر والإبداع والابتكار ، ويقف في طريق النظر الواعي ، والتفكير السليم ، يجمد قدرات الإنسان الفكرية ، وطاقاته الإبداعية ، ويجعلها راكدة ... مما يجعله لا يميز بين الحق والباطل ، ولا الصواب والخطأ ، ولا التقليد في الخير والتقليد في الشر ، ويحمل أهله على الإعراض عن الحق ومعاداته ... يدعو إلى الوقوف في طريق الإصلاح والمصلحين ، ويدعو إلى الجمود ، أضف إلى ذلك التعصب الجماعي لحمايتها ، لأن قيام العقائد على أساس التقليد دون وعي ، يضفي عليها قداسة تستحوذ على عواطف التابعين ، وتصرفهم عن التفكير السليم في صحتها ، أو بطلانها.

إن التقليد الأعمى يدفع دفعاً إلى التعصب الجماعي لحماية الأفكار ، والإبقاء عليها ، ومعارضة كل ما يخالفها أو ينتقص من قدسيتها ، حتى لو كان الإصلاح أساسي وجوهري لخير وصالح الناس ... أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقائق في آيات كثيرة كقوله تعالى في شأن معاداة الأمم لدعوة رسلهم: {وكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ. قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ } [الزخرف: 23 - 24]

- أثر التقليد الأعمى:

التقليد الأعمى ضار للأفراد والجماعات ، تقدس فيه المعتقدات ، قيام المذاهب والعقائد على أساس التقليد الأعمى ، دون دراسة أو تحليل ، يضفي عليها هالة من التقديس الزائف ، مما يؤدي إلى الانصراف عن التفكير السليم لفسادها وبطلانها ، بالتالي يأتي التعصب الجماعي الأعمى من أجل حمايتها من كل ما يخالفها ... علمنا ديننا التسامح ، وعدم التعصب ، وقبول الآخر لأن الجميع له حق في الحياة  ، علمنا احترام الرأي والرأي الأخر ، الحوار بالتي هي أحسن.

الإسلام يؤمن بالتعددية الفكرية ، ويرفض الرأي الأحادي ، وينادي بالأخذ والعطاء ، والحوار المفيد بين الثقافات ... خلقنا الله تعالى لنتعارف ونتفاهم ، من أجل واقع أفضل للبشر ، بتبادل الأفكار والآراء ، والمنافع والخبرات ، وليس بالصدام والخلاف.

إنّ الأمم والطوائف التي تتمسك بالعقائد والمذاهب ، رغم أنها لا تستند إلى نظرة صحيحة ، ورؤية سليمة ، يكون مصيرها الجمود والتخلف والتأخر ، لأن ما تتمسك به لا يقوم على أسس سليمة ، وما يعتمدون عليه هو التقليد القائم على التبعية العمياء ، وتقديس مواريث وفقط ، دون أدنى إعمال للعقل والفكر.

- القضاء على القيادات الضالة:

في سبيل تحرير الإنسان من الحجر العقلي ، وسيطرة التبعية العمياء ، والدفع نحو حرية الفكر ، والإرادة ، قضى الإسلام على سلطة القيادات الضالة المضللة ، وخلع عنهم رداء القداسة التي انتحلوها لأنفسهم ، وموهوا على الناس بأنها رفعتهم فوق النقد أو الجرح والتعديل ، وأجرى عليهم من أحكام المسؤولية والجزاء كسائر الأفراد ... بين الإسلام أن العبادة والتشريع إنما هي حق خالص لله تعالى وحده ، ودعا بأسرى التقليد والتبعية العمياء ، أن يحرروا أنفسهم من الأغلال المكبلة لعقولهم ... واقر حق الإنسان في حرية الفكر والاعتقاد ، وحرية الرأي ، واستقلال الإرادة ... وفتح طريق التحرر الفكري ، والاستقلال الإرادي ، ورفع منزلته اللائقة بإنسانيته وكرامته ... كما عرف الله سبحانه وتعالى الإنسان بأنه لم يخلقه عبداً يقاد ، كما تقاد بهيمة الأنعام ، ولم يجعل لمخلوق مهما كان ، حق السيطرة على عقله وفكره وإرادته ، إنما خلقه حراً مالكاً لقياد نفسه ، وعبداً لربه الواحد فقط ، جعله يفكر بعقله ، ويسترشد بمواهبه وقدراته ، ويعمل باختياره وإرادته ، ويهتدي بنور العلم في مسيرته الحياتية ، واتخاذ قراراته المصيرية ، وأداء أعماله.

عرف الله الإنسان وعلمه ألا يظهر بمظهر العبودية إلا لخالقه ، ولا يدين في عقائده وسلوكه إلا بدين الحجة والبرهان.

التقليد المقصود

هو ذلك التقليد الذي يسبب آثاراً سيئة على الأفراد والجماعات ، وينطلق من الجمود ، والثبات دون إعمال العقل للتبعية العمياء ، ومحاربة كل جديد يخالفه ، ولو كان الجديد فيه صالح الناس ، أو هو أقوم طريقة وأهدى ... التقليد الذي لا يميز بين التقليد في الخير ، والتقليد في الشر ، عليه فهو لا يفرق بين إتباع الحق وإتباع الباطل من القيادات الضالة المضللة ، أصحاب النزعات التي يسيطر عليها الأنانية والمصالح الخاصة.

هذا هو التقليد الذي ذمّه الإسلام وشدد عليه ، أما تقليد أهل الخير ، والحق ، من الأئمة ، والعلماء المعتدلين الذين استمدوا أفكارهم ، وعلومهم ، ومذاهبهم من كتاب الله والسنة النبوية ، تقليد ليس من قبيل التبعية العمياء التي لا تنظر ولا تفكر فيما تقلد ، إتباع هؤلاء من قبيل القدوة الواعية ... من واجبنا أن نتبع أهل العلم والمعرفة إن كنا لا نعلم أو لا نعرف ... يقول تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، ويجدر القول أن تعبير (أَهْلَ الذِّكْرِ) ورد في القرآن الكريم مرتين ، أما كلمة (الذِّكْرِ) فقد وردت (19) مرة ... نحن نعرف قول الرسول (ص) الذي جاء في حديث العرياض بن سارية: "فإنه من يعش منكم بعدي ، فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين" (متفق عليه) ، نقول: إن طريق العصمة من ضلال الرأي ، والنجاة من التفرق والاختلاف والتمزق والخروج من الجهل ، هو الاعتصام بالكتاب والسنة. 

الحرية المقصودة

هي حرية الفكر ... رائدة التفكير السليم للاهتداء إلى الحق والخير ... هي الحرية التي تطلق عقولنا وأفكارنا من قيود التحجر العقلي والكبت الفكري والتقليد والتبعية.

حرية دعا إليها الإسلام ، فالإنسان حر دائماً وأبداً ما لم يضر الآخرين ، مع مراعاة أن قيادة التوجيه والإرشاد يجب أن تكون قيادة بناء وإصلاح وتربية وتعليم ، لا قيادة هدم وتضليل ، قيادة تحكيم الحجة والبرهان ، مع التحري في الفهم والاستدلال بقوانين النظر والفكر ... لأنه عند توكيل الأمر إلى الناس ... يفهمون ويستنبطون كما يريدون ويشتهون ، ما يؤدي إلى اختلاف موازين الصواب والخطأ ... عند غياب الحقائق ، فالعقول متفاوتة ، والأهواء والنوازع متحكمة ... والذين يشتاقون إلى الكمال أو يتطلعون إليه في كل زمان ومكان قليلون.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب قال : حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب ، أما إني إياك آمر ، وإياك أنهى وإياك أعاقب ، وإياك أثيب .


http://www.youtube.com/watch?v=V-9PaU6nNWM&feature=share

hesmostafa

أ.د. مصطفى ثروت

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1083 مشاهدة

أ.د. مصطفى ثروت

hesmostafa
هدف إنشاء الصفحة .. التواصل مع السادة الزملاء ومناقشة كافة الموضوعات التي تخص تطوير الأداء الجامعي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

134,088