أعضاء هيئة تدريس الجامعات المصرية

يتناول الموقع آراء ومقترحات أعضاء هيئة التدريس للتطوير

عندما يهان العلم والعلماء في معقلهم دون مراعاة لحقوق الإنسان أو أخلاقيات وآداب هذه المهنة العظيمة ... فإنني اعتبر أن ذلك تعد على تلك الحقوق وجحود للوفاء بالتزامات المواقع الوظيفية لمن يمارس تلك الإهانات ... لنا أن نسميه بأي اسم !! .... ولكن ... العلماء داخل الحرم الجامعي قادرون على الوصول إلى الأفضل بأي طريق ... واضعين نصب أعينهم التزاماتهم وحقوقهم المشروعة ... لأنهم عقل الأمة ... وعندما تصر الدولة والقيادات المتشبثة بأماكنها والمتغطرسة في مهامها على تلك الإهانات .... تهانُ الدولة بأكملها من قمتها إلى أخمص قدميها .. وتحقر ما فيها من حضارة وبشر وثقافة.

عندما يفقد الجالس على الكرسي هيبته نتيجة تعنته وتشبثه بمنصب زائل والالتفاف والتزوير والمكيدة والتنكيل وديكتاتورية الأداء ... فإنه يقلل من قدر نفسه ومكانته ومكانة الجامعة .. هنا لابد لنا أن نقف ونسأل سؤالاً، أين الكرامة مما أنتم فيه؟؟

تحضرني مواقف عجيبة من بعض عاشقي الكراسي أو المدعين بالحكمة أو من أطلقوا على أنفسهم الصفوة أو الحكماء ... عندما يجتمع حفنة من عاشقي السلطة والسيطرة ... ويُقررون الالتفاف على الشرعية مُستخدمين في ذلك أساليب العصابات والبلطجة ... ماذا تتوقع؟؟ ... عندما تعرض وجهة نظر مُدعمة بالوثائق والأدلة في موضوع يستحق التناول لمصلحة المؤسسة ورسالاتها ... ثم تقابل بجهل شديد من عالم جليل في مجاله .... لكنه لا يعترف بالتخصص ماذا تقول؟ ... عندما يَطلب منك عاشق منصب أن تزور في مُستندات رسمية فترفض .. يزداد إصراره ... ثم يأتي بالبديل الذي يقوم بهذا العمل الدنيء ... ثم يلتف ليطعنك في ظهرك ... بماذا تشعر؟؟ .... عندما تلتزم بمُتطلبات ما تقوم به من عمل تنهيه وتُعلنه للجميع ... فيجد بعضهم أن هذا يؤثر على مصالحهم الشخصية أو يستلزم منهم جهداً وفكرأ يبخلون به على عملهم ... فيضطرون إلى الإعراض عن ذلك والاختصار الشديد لما يقومون به مما يؤدي إلى تشوية المضمون والمعنى .. بل ويسيرون في الاتجاه المُعاكس ... بماذا تحكم؟؟  ... عندما يستخدم عاشق الكرسي القانون ... يُفسره لمصلحته الشخصية أو مصلحة فئة بعينها ... ماهو شعورك؟؟ عندما يُعاملك عالم من موقع الفوقية والاستعلاء ظناً منه أنه الأعلم والأحكم ... الكل يجب أن يستمع إليه وينصت ... دون إبداء أي رأي آخر يتعارض معه .. بماذا تتصرف ؟؟ عندما يُعاملك زميل على أساس أن ما هو موجود إرث علمي ورثه قبلك ... يجب أن ينال هو منه نصيب الأسد ثم يترك لك الفتات ... ظناً منه أن هذا حقه وذاك حقك ... بما تشعر؟؟

يتضح أن الجامعة تنقسم إلى ثلاثة فرق ... الأولى .. وهم الساقطون الانتهازيون المُتمسكون بالسلطة ... هؤلاء نقول لهم احترموا أنفسكم وكفى مهانة لكم ولتاريخكم وتقدموا باستقالاتكم طواعية من مناصبكم حتى لا تندموا أكثر وأكثر!! وعودوا للصف حتى تكملوا رسالتكم ... الثانية ... وهم الاستعلائيون المُتكبرون ... نقول لهم تعاملوا بشرف المهنة فالكل سواسية حتى يعم السلام وتتحقق المصلحة العامة ... سيادة الاحترام المُتبادَل هو شريعة المُتحضرين .. تعاونوا ولا تبخلوا فالعمل جماعي ... لأن الاستعلاء سيقابله ما هو أشد منه وهذا لا يليق!! ... الثالثة .... وهم المُعتدلون ... نقول لهم ... اصمدوا ... وواصلوا ... فالطريق طويل وصعب ... لكنكم في النهاية ستصلون إلى ما هو أفضل.

قال الحجاج بن يوسف الثقفي عن المصريين في وصيته لطارق بن عمرو فقال: لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل ، فهم قتله الظلمة، وهادمي الأمم ، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها ، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار اجف الحطب ، وهم اهل قوة وصبر ، وجلدة وحمل ، ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم ، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فأتقى غضبهم ولا تشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم ، فأنتصر بهم فهم خير اجناد الأرض واتقى فيهم ثلاثا: نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الاسود فرائسها ، أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم ، دينهم وإلا احرقوا عليك دنياك.

 هذه الكلمات مُوجهة للفئة العاقلة التي تقود قاطرة العلم والتعليم والبحث العلمي في بلدنا .. أما عن السلبيين والمتلونين فلا مناص من دعوتهم للانتماء لما يناسبهم حتى يتلونوا بلون ثابت نميزهم به ويسهل التعامل معهم ... كما تعلمون السلبية والتلون صفة عامة تنسحب على جميع القطاعات لكنها غير مرغوبة في وسطنا .... والاختلاف في الرؤى الجادة يُفيد في التقدم والرقي ...

hesmostafa

أ.د. مصطفى ثروت

  • Currently 52/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 321 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2011 بواسطة hesmostafa

أ.د. مصطفى ثروت

hesmostafa
هدف إنشاء الصفحة .. التواصل مع السادة الزملاء ومناقشة كافة الموضوعات التي تخص تطوير الأداء الجامعي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

134,087