الجهل بالقانون لا يعفي من العقاب

سمعت لغطاً من بعض اللئام وعاشقي السلطة مفاده:

1- أن عضو هيئة التدريس المرشح ليكون عميداً للكلية لابد وأن يكون قد أمضى 5 سنوات في الأستاذية

2- أن عميد الكلية هو الحاكم بأمر الله في الكلية ويعاونه في الحكم السادة الوكلاء.

3- أن رئيس القسم هو الحاكم بأمره في القسم ولا يعاونه غير فكره الخاص.

4- أن القرارات الفوقية تجب القرارات التحتية بالكلية.

الاستناد إلى قانون 49 لسنة 1972

بالطبع القانون براء من هذا الافتراء من هؤلاء ... ولكن الجهل بالقانون لا يعفي من العقاب ... فقد وُضع القانون لتنظيم العمل بالجامعات في جميع المحاور وحدد كل صغيرة وكبيرة في مصلحة العمل وليس لمصلحة فئة بعينها ... للأسف استغل البعض ذلك لمصلحته الشخصية للابتعاد بقدر الإمكان عن المُساءلة والمُحاسبة وفبركة ما يرونه مُناسباً لهم ... كما كان مبارك وحاشيته ... وحين تتكلم في حق مشروع يتم استخدام فزاعة قانون الجامعات .... وكأنك تخرق القانون مما يستوجب الإحالة للمُحاكمة ... وطبعاً نحن في غياهب الجهل بالقانون!!؟؟

اعلموا

مادة 10- يتولى إدارة كل كلية

(أ) مجلس الكلية

(ب) عميد الكلية

يتولى إدارة كل قسم من أقسام الكلية

(أ) مجلس القسم

(ب) رئيس مجلس القسم

...... ستلاحظون أن الإدارة تكون من مجلس المؤسسة/ مجلس القسم والمجالس الفنية ... ودور جميع القيادات هو رسم السياسات ثم مناقشتها في المجالس المختلفة (تحديد السياسات التي تهدف لتطوير الأداء والتي تنبثق عنها الأهداف العامة للمؤسسة في يد المجالس ولا تأتي بالفرض من الجهات الفوقية) يتبعها متابعة تنفيذ الخطط التنفيذية ... مُحددة الزمن والمسؤولية .... للإنجاز والتصحيح من القيادات .. مادة 44 ... (المساءلة والمحاسبة تعني مكافأة المجتهد الجاد المنجز المبدع وعقاب المقصر المهمل ... وفي كلتا الحالتين الهدف هو التقويم وليس العقاب أو الشماتة أو التشويه) ... اختصاصات المجالس منصوص عليها بالقانون ... مادة 41 .. من هنا المحرك الأساسي بالمؤسسات التعليمية (التعليم العالي) هم أعضاء هيئة التدريس ... مع مراعاة الصالح العام بالمؤسسة... دون شلالية أو محسوبية ... ووضع المستفيد النهائي من العملية التعليمية والبحثية في الصدارة.

مادة 43 - يُعين عميد الكلية من بين الأساتذة العاملين بها لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. (بدون تحديد مدة شغل الأستاذية).

مادة 44 - يقوم العميد بتصريف أمور المؤسسة وإدارة شؤونها العلمية والإدارية والمالية، ويكون مسؤولاً عن تنفيذ القوانين واللوائح الجامعية، وكذلك عن تنفيذ قرارات مجلس الكلية ومجلس الجامعة والمجلس الأعلى للجامعات.

مادة 45 - يقدم العميد، بعد العرض على مجلس الكلية أو المعهد، تقريراً إلى رئيس الجامعة في نهاية كل عام جامعي عن شؤون التعليم والبحوث وسائر نواحي النشاط في الكلية.

مادة 49 - يشكل المؤتمر العلمي للكلية برئاسة العميد وعضوية:

(أ) جميع أعضاء هيئة التدريس في الكلية أو المعهد.

(ب) ممثلين عن المدرسين المساعدين والمعيدين في الكلية أو المعهد.

(ج) ممثلين عن الطلاب، على أن يكونوا من المتفوقين.

....... تلاحظون أن نمط الإدارة في مؤسسات التعليم العالي هو النمط الديمقراطي ... كما تلاحظون أن الوكلاء شأنهم شأن أعضاء هيئة التدريس ولم يفرد لهم القانون حيثية منفردة ... فهم يقومون بمتابعة ما يسند إليهم من مهام تبعاً للهيكل التنظيمي المتفق علية والموثق من مجلس المؤسسة إضافة لممارسة مهام أعضاء هيئة تدريس .... وما يحدث هو الاصطفاف في المنصات أمام جمع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والتحدث عن انجازات خاصة بكل قيادي على حده بعيدة عن هدف المؤتمرات وخلافه.

مادة 50 - يختص المؤتمر العلمي للمؤسسة بتدارس ومناقشة كافة شؤون التعليم والبحث العلمي فيها ، وتقييم النظم المقررة في شأنها ومراجعتها وتجديدها بما يحقق انطلاقها لملاحقة التقدم العلمي والتعليمي ومطالب المجتمع وحاجاته المتطورة (نمط ديمقراطي جبري وليس اختياري).

 ...... ستلاحظون أن المؤتمرات صورية ... محظور فيها النقاش أو التدارس أو التقييم ... لا نعلم السبب .... هل هو تهرب القيادات من المواجهة .. أو تقاعس الحضور عن المناقشة ..... أو كلاهما معاً (هذا ما يطلق عليه نمط قيادة ديكتاتوري).

 مادة 58 - يشرف رئيس مجلس القسم على الشؤون العلمية والإدارية والمالية في القسم في حدود السياسة التي يرسمها مجلس الكلية ومجلس القسم ... وفقاً لأحكام القوانين واللوائح والقرارات المعمول بها ..... الإشراف هنا لا يعني بأي حال من الأحوال الهيمنة على أشخاص أو موارد أو خلافة ... كما أن القانون حدد مناحي هذا الإشراف (محدداته مذكورة).

 وما نقصد بالعقاب هو تقبلكم دون اقتناع لما هو مفروض عليكم قهراً أو جبراً .... الإدارة لكم فيها نصيب .... فهي لا تسير بوجهة نظر واحدة ... تناقشوا وتحاوروا بقوة ومنطقية وحيادية واحترام ... في وجود أسانيد ومرجعيات قوية لنقاشكم وآرائكم .... فالحجة تبطل الحجة ... هذا ما تعلمناه من أساتذتنا بالدول المتحضرة.

..... تحياتي