يبقى الابتكار “جينا” اصيلا فى جينات الشعب المصرى برغم كل شيئ .. هذا مااثبته فريق من الشباب المصرى الواعد اللذين قادوا ثورة فى عالم الاختراعات المعاونة لذوى الاعاقات عندما فكروا للوهلة الاولى ان يقدموا اختراعا يضيف ويخدم فئة معينة من البشر على وجهة التحديد .. فكانت “العصا الناطقة “لمساعدة وتوجيه المكفوفين.
فقد نجح فريق من الطلاب في كلية الهندسة قسم الإلكترونيات والاتصالات بجامعة المنصورة في ابتكار عصا ذكية للمكفوفين (smart blind stick)، كمشروع تخرجهم في العام الماضي (2012)، وفازوا بالمركز الثالث على مستوى الجامعات المصرية في مسابقة الابتكار التي نظمتها وزارة الاتصالات .
الاختراع الجديد يخدم ضعاف البصر والمكفوفين، حتى يعتمدوا على أنفسهم ومساعدتهم على السير في الطرق وحدهم دون التعرض لإصابات ودون انتظار معونة الغير، وأيضا تفادي مخاطر الطرق التي أصبحت مليئة بالحفر والمطبات.
طلاب فريق العمل هم: أحمد حلمي رضوان، أحمد معوض أبو العينين، نسمة زين العابدين، أيمن محي الدين محمد، آية جمال عثمان، وفاطمة أيمن محمد، وقام بالإشراف على المشروع الدكتور محمد عبد العظيم الأستاذ بقسم الإلكترونيات والاتصالات بجامعة المنصورة.
أحمد حلمي، أحد الطلاب المشاركين في المشروع (23 عاما)، شرح فكرة المشروع وكيف جاءتهم قائلا: «عندما جلسنا لنفكر في فكرة مشروع التخرج الذي سنتقدم به، أجمعنا على ضرورة أن يكون هذا المشروع ذا فائدة للمجتمع، وضرورة أن يقوم بحل مشكلة منتشرة به. وبعد النقاش والتفكير، قررنا التركيز على الفئات التي لا تحظى باهتمام كبير في المجتمع وتقديم ما نستطيع من مساعدة لهم، فجاء قرارنا الأخير بالتركيز على المكفوفين الذين يقدرون بنحو أربعين مليون كفيف حول العالم حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2012. منهم مليون كفيف بمصر يعانون مشاكل حياتية والكثير من الإهمال واللامبالاة. ومن هنا، قمنا بعمل استبيان وقابلنا متطوعين من المكفوفين وضعاف البصر لتحديد المشاكل التي يواجهونها وترتيب أهميتها، بعد ذلك قررنا ابتكار عصا ذكية للمكفوفين تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم».
وعن الآلية التي تعمل بها العصا، أوضح حلمي أن العصا تعتمد على استخدام مجسات فوق صوتية ultrasonic sensors لاستشعار العوائق وقياس المسافات، حيث تثبت هذه الحساسات على محرك يقيس المسافات في ثلاثة اتجاهات مختلفة (الأمام، اليمين، اليسار)، ومن هنا يتم تحديد الاتجاه الذي به أكبر مسافة ويكون هو الاتجاه المناسب للكفيف للتحرك، ويتم إصدار أوامر صوتية لإرشاده لهذا الاتجاه مثل (قدم أمامك) أو (اتجه يمينا).
مشروع هؤلاء الطلاب لم يقتصر على تحديد الاتجاهات للمكفوفين، بل اهتم أيضا بمساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم في التعرف على الأدوات المنزلية، وذلك عن طريق وضع ملصق label على الأدوات المراد التعرف عليها، بمجرد اقتراب العصا منه ستخبر الكفيف صوتيا بماهية الأداة المرفق عليها هذا الملصق، وأوضح الطلاب أن هذه الخاصية يمكن أن تفيد الكفيف في التعرف على الأدوات داخل المطبخ مثلا، فإذا تم وضع هذه الملصقات على السكر والملح والشاي، سيفرق الكفيف بينها بسهولة، ويمكنه الاعتماد على نفسه في إعداد طعامه.
المشروع نجح في الفوز بالمركز الثالث على مستوى الجامعات المصرية والمركز الأول على مستوى جامعة المنصورة في مسابقة ابتكار لعرض مشروعات التخرج المتميزة لعام 2012 التي نظمتها هيئة صناعة تكنولوجيا المعلومات، التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يوم 19 يناير (كانون الثاني) من هذا العام، وتمت برعاية كبرى شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل «نوكيا» و«مايكروسوفت» و«إنتل» و«بلاك بيري».
وحصل الطلاب على مكافئة مالية مقدارها ثلاثة آلاف جنيه من هذه المسابقة، إلا أن طموح هؤلاء الشباب لا يقتصر على الفوز بهذه الجوائز، حيث أوضحوا أنهم يطمحون إلى تبني الحكومة المصرية لمشروعهم حتى يتم تنفيذ المشروع على نطاق واسع، ويتم توفير هذه العصا لأكبر عدد من المكفوفين وضعاف البصر في مصر حتى يحسوا بأنهم قدموا شيئا مفيدا لبلدهم، بدلا من أن يتم تنفيذها .
ساحة النقاش