قبل الحديث عن علم التغذية، نود أن نبدأ بنبدة تاريخية عن الطماطم بأمريكا حث أن الأمريكيين القدامى كان لديهم اعتقاد أن الطماطم فاكهة مسمومة، لذا كانوا ينصحون بطبخها قبل أكلها ليقتلوا هذا السم المزعوم. أما عن كون الطماطم فاكهة فهو طرح صحيح حسب تصنيف علماء التغذية، لأنها ثمار تأتي من الأرض وليس من شجرة، ولأنه تستهلك طازجة وبقشرتها أو على شكل عصير، لكن الناس لم يعتادوا على وضع الطماطم ضمن طبق الفاكهة.

والطماطم فاكهة المناخ المعتدل وتتطلب دراية بزراعتها وتمتاز دول الأبيض المتوسط بإنتاجها بسهولة، وكذلك شواطئ المحيط الهادي، وهناك إنتاج هائل بأمريكا الجنوبية، ومدينة سكرامينتو الأمريكية سميت بهذا الاسم لأنه مدينة الطماطم والاسم مشتق من ساكري تومايتو sacred tomato والذي تحول في ما بعد إلى سكراماينتو. وننصح باستهلاك الطماطم مرات عديدة في اليوم، لأنها تحتوي على مادة الليكوبين المسؤولة على اللون الأحمر للطماطم، وهذه المادة تقي من مجموعة من الأمراض الخطيرة مثل السرطان وعلى الأخص سرطان البروستاتا وسرطان النخاع الشوكي. وتحتوي الطماطم أيضا على عامل يدعى 3p يحول دون تجلط الدم وضد سرطان الرئة، بل يساعدها على تحمل بعض الروائح الكريهة والسامة مثل غازات الأوزون، إضافة إلى مساعدتها على تصلب الشرايين والحماية من أمراض القلب وكبح تجمع الكوليستيرول، ومادة اللايكوبين تقاوم شيخوخة الجلد والبصر، بحيث تحافظ على لمعان العين. هناك أيضا الألياف الخشبية التي سبق وتحدثنا عنها في خضر أخرى، وفايتمين س وأ والبوتاسيوم والحديد واليود والزنك والمنغنيز وحمضيات أمينية مهمة مثل الغليسين.

وتوجد هذه المكونات في الطماطم بجميع أشكالها، وهذه خاصية تتميز بها الطماطم إن لم نقل تنفرد بها، فهي لا تفقد هذه المكونات تحت أي تأثير سواء الحرارة أو التجميد أو التعليب أو التجفيف أو القلي أو الطبخ، وكل الأشكال التي تستهلك عليها الطماطم تضمون الاستفادة الغذائية.

يوجد 500 نوع من الطماطم على أشكال وألوان مختلفة وبمكونات مختلفة ومدة تخزين مختلفة أيضا فمنها ما يتلف بعد يومين ومنها ما يتلف بعد أسبوعين، لكن الأنواع المتداولة في السوق هي ثمانية أو عشرة، ونوع الطماطم ليس هو المهم بقدر ما هو مهم معرفة المحيط الجغرافي الذي زرعت فيه والتقنيات المستعملة في الإنتاج، لتفادي كل تلوث كيماوي على الخصوص، والتحري من تقنيات التغيير الوراثي الذي شمل الطماطم من جملة الخضر التي تناولها هذا النوع من التقنيات الخطيرة.

ونحن نتخوف بشأن المستقبل وليس بشأن الخضر، فما دمنا لا نستهلك مواد معدلة وراثيا فلا خوف على المستهلك، إلا أننا بالمقابل نستورد البدور، و إذا لم يعد في السوق الدولية سوى البدور المعدلة وراثيا فلا مناص لنا من استعمالها، وهذا هو محط الجدال العنيف الدائر اليوم على المستوى الدولي بين جمعيات حماية المستهلك والمنتجين، وهو جدال لا يروق بعض الدول. وبالنسبة للأضرار الصحية التي يمكن أن يتسبب فيها التغيير الوراثي للمواد الغذائية، فإن في ظاهر الأشياء لم يتوصل الطب بعد إلى إنباتها، لكنها موجودة ويكفي أن نعرف أن الخضر والفواكه الطبيعية تباع بأثمان مضاعفة عن الأخرى. ويبقى أيضا مشكل المبيدات التي تزرع مع الطماطم والتي تطرح تخوفا جديدا فإذا كانت الطماطم تهددتها الذبابة البيضاء فإن المبيدات التي استعملت للقضاء عليها هي شديدة جدا. بالنسبة للطماطم كمادة فهي قد تؤدي عند أكلها إلى الحساسية خصوصا عند بعض الأطفال بحيث يظهر احمرار على الجلد، يمكن أن تسبب أيضا في الإكزيما لدى بعض السيدات عند تقشير الطماطم ولمسها باليد، ولكن هذه أعراض تبقى خفيفة ولا تظهر أمام الفوائد الصحية الجمة للطماطم.

 

hedralandscape

....

  • Currently 111/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 671 مشاهدة

ساحة النقاش

شركة هيدرا لاعمال اتصميم الحدائق

hedralandscape
»

البحث في الموقع

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,106,698

Sciences of Life


Sciences of Life