العسل إحدى هدايا الشغالات فهي تمضي وقتا طويلا في الانتقال من زهرة إلى أخرى حيث تقوم بامتصاص رحيق الأزهار وهناك تحدث عملية كيميائية في بطنها فيتحول خلالها السكر الموجود في الرحيق إلى مادة صفراء تقوم النحلة بتخزينها في قرص الشمع . وقد تمكن الباحثون من معرفة التركيب الكيميائي للعسل فاتضح أنه يحتوي على فيتامين ب 6 بنسبة مرتفعة .. ولقد استخدم العسل في مجال الطب لعلاج كثير من الأمراض, فاستخدم في علاج مرض الروماتيزم المزمن وتصلب المفاصل . . كما لوحظ أثر العسل على الجراثيم والبكتريا .. كما أظهرت الأبحاث تنظيمه لضغط الدم . ويوجد للعسل أنواع متعددة تختلف باختلاف الأزهار التي تنتج الرحيق ولكل نوع آثار طبية خاصة به فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد عسل البرسيم يستخدم في زيادة طاقة الجسم وزيادة المقاومة الطبية وعسل البرتقال يستخدم في علاج التشنج والأرق والإمساك .. وعند إصابة الجهاز الهضمي بالقرحة ينصح بتناول العسل مذابًا في الماء الدافئ ويفيد فى علاج الإسهال المزمن غير المعروف السبب. كما أن خليط العسل والليمون وزيت الزيتون يفيد في حالات أمراض الكبد والحوصلة المرارية.
وقد كان قدماء المصريين ينصحون بتغطية الجروح بقماش قطني مغموس بالعسل لمدة أربعة أيام، وقد جربت حتى الأن تلك الوصفة وثبت أنها تأتى بنتائج مذهلة في تضميد الجروح ؛ حيث إن احتواء العسل على عناصر غذائية يلعب دورًا واضحًا في التشكل السريع للأنسجة النامية، كما إنه يعمل على تهدئة الجروح الملتهبة والمتقيحة بطيئة الالتئام، كما يستعمل العسل كذلك في حالات الإصابة بالرصاص؛ حيث إن العسل يزيد كمية إفراز "الجلوتاثيون" في الجرح مما يساعد في عمليات التأكسد والاختزال وينشط نمو الخلايا وانقسامها؛ فيسرع بالشفاء، ويسرع العسل من التئام الجروح خاصة إذا أُخِذَ عن طريق الفم. كما يستعمل العسل كمهدئ للأعصاب وضدالسعال والأرق والتهاب الشعب الهوائية والمغص وتقلص العضلات.
ينصح كثير من الأطباء الطفل الذي لا يستطيع التحكم في عضلات المثانة البولية بعد سن ثلاث سنوات بتناول ملعقة عسل قبل النوم حيث يجذب العسل سوائل الجسم؛ فيريح الكلى في أثناء الليل؛ حتى يتعود الطفل على عدم التبول ليلاً، بل إن كبار السن ينصحون بتناول العسل قبل النوم لوقايتهم من النهوض في الساعات المبكرة للتبول.
كما ثبت أن له تأثير نافع على كثير من السيدات الحوامل في الثلث الأخير من الحمل الأول عند ظهور بعض الأعراض المرضية مثل انتفاخ الجسم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الزلال في البول وازدياد نسبة اليوريا في الدم، وترجع هذه الأعراض إلى نقص مادة "بروستاجلاندين" في الدم، ومع تناول السيدة الحامل للعسل صباحًا ومساءً يؤدي إلى تأثيره المهدئ وإدراره للبول بالإضافة إلى احتوائه على الدهنيات الفوسفورية الأساسية لمادة "البروستاجلاندين
".والعسل يُعتبَر من مصادر الجمال؛ فكان يُستخدَم كمحلول للوجه مع اللبن؛ حيث يغذي العسل الجلد ويزيده بياضًا ونعومةً، ويقيه من الميكروبات، كما يعمل العسل على شدِّ الجلد المرتخي والمتشقق، خاصة الشفتين ويعتبر العسل وعصير الليمون أحسن المواد لعلاج ضربة الشمس وتهيج وتبقع الجلد.
الغذاء الملكي
لا يقتصر أهمية الغذاء الملكي على أنه أكثر قيمة غذائية من لبن الثدييات، بل يزيد أنه ذو تركيب خاص يجعله يتمثل بأكمله في الجسم، ويمر في الدم بدون حاجة إلى عمليات الهضم، بالإضافة إلى احتوائه على كثير من المواد السكرية والبروتينية والدهنية والعناصر المعدنية والفيتامينات، ومواد أخرى لم يُقَّدر بعضها حتى الآن. كما يحتوي غذاء الملكات على أسيتيل كولين الذي يوسع الأوعية الدموية ولهذا يستعمل في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم. وثبت أن الغذاء الملكي يعمل على تنشيط أعضاء الجسم ويزيد سرعة التحول الغذائي، ويشفي حالات الإرهاق والهبوط، وينشط الغدد، ويؤدي إلى زيادة النشاط الجنسي، سواء كان الضعف ناجمًا بسبب السن أو بمسببات أخرى. كما يفيد الأطفال في تحسين الشهية وزيادة الوزن وتنظيم ضربات القلب وزيادة مقاومتهم للأمراض المعدية. كما وجد النساء اللواتي يتناولن غذاء الملكات في سن اليأس تختفي لديهم أعراض اليأس ويصبحن قادرات على الانجاب مرة أخرى. ولوحظ انه ينشط الغدد الصماء التي بدورها تنشط القوة الجنسية. ويفيد في علاج أمراض القلب حيث أنه يخفض الكوليسترول في الدم. وينظم عملية التغيرات الكيميائية بالخلايا التي بها تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات والنشاطات الحيوية والتي بها تمثل المواد الجديدة للتعويض عن المندثر منها. و ينظم وظيفة الغدد الصماء.
سم النحل
مستحضر بيولوجي معقد يؤثر على الجسم بأكمله ويزيد قدرته على المقاومة إذ يتركب من حمض الأيدروكلوريك والفورميك والأرثوفوسفوريك والكولسين والهستامين والتبوفان وفوسفات المغنسيوم والكبريت. كما يحتوى رماده على آثار النحاس والكالسيوم وعلى نسبة كبيرة من البروتينات والزيوت الطيارة وهى التي تحدث الألم عند اللسع الذي تحدث تأثيره السام كأي مادة بروتينية تحقن في الجسم .
فسمّ نحلةِ هو تركيبُ معقّدُ من الإنزيماتِ والبروتينات وأحماض أمينية. وهو سائل عديم اللون، قابل للذوبان في الماءِ. وهو في الحقيقة صنف من أصناف العقاقير، ويَوجد أكثر من أربعة وعشرون منتج يحتوي على سّمِّ النحلةِ.
وقد ثبت بالتجارب أن معظم الذين يصابون بلدغ النحل " بسم النحل" فإنه بمنجاة من الحمى الروماتيزمية ، وكذلك يشفي من حالات التهاب الأعصاب وعرق النسا، وكذلك يفيد في بعض الأمراض الجلدية مثل الطفح الدملي، ومرض الذئبة، وكذلك علاج الملاريا
.يعود استخدام لسعات النحل وسمومها إلى العهدين اليوناني والروماني عندما كان الناس يكيلون المديح للفوائد العلاجية والصحية لسم النحل وعسله. ولم تتوقّف المشاعر الإيجابية تُجاه هذا المنتج الطبيعي حتى الآن، بل ازدادت وتنوَّعت طرق استخدامه لعلاج أمراض التهاب المفاصل حيث يحتوي سمّ النحل على مواد فعالة أهمها مادة "ميليتين" المضادة للالتهاب والتي تبلغ قوتها 100 ضعف قوة دواء "هايدروكورتيزول" الذي يستخدم في علاج حالات الالتهاب التي يتعرّض لها الجسم. كما يحتوى السم على مادة "أدولابين" المضادة للالتهاب والمسكنة للأوجاع، وكذلك مادة "أبامين" التي تساعد على تواصل الإشارات العصبية، وموادّ أخرى معظمها من البروتينات التي تقاوم الالتهاب وتلطف الأنسجة. ويحتوى سمّ النحل أيضًا على كميات محدودة من الموادّ الكيماوية التي تلعب دورًا في نقل الإشارات العصبية، من أهمها الـ"دوبامين" و"سيراتونين" و"أبينفرين".
العكبر
يعرف العكبر باسم صمغ النحل أو غراء النحل ويقال أن أرسطو هو الذى سماة prapoils وهى كلمة لاتينية تعنى " أمام الحصن"
والعكبر مادة غروية صمغية ذات لون بنى مخضر وذات رائحة ذكية تشبة رائحة الفانيلا ينتجها النحل بجمع الصمغ من اللحاء والبراعم الزهرية لبعض الأشجار مثل البلوط والحور والصنوبر ثم يفرز عليها لعابه ليصنع منهما العكبر , الذى يقوم بإضافته الى الخلية لتثبيتها وأغلاق الثقوب والفوهات , ويستعملها فى الخلية أيضا كمادة حماية حيث تقف سدا منيعا ضد الجراثيم والفطريات , كما يستخدمها لتحنيط الحشرات مثل الدبابير والفئران الغازية للخلية فبعد قتلها بوخزها بالسم يقوم النحل بتغطيتها لمنع تحللها أو تعفنها داخل الخلية وذلك باضافه العكبر عليها بعد تغطيتها أولا بطبقة من الشمع فى عملية تسمى capsulation
يتركب العكبر من مركبات صمغية وبلسم بنسبة 55% وشمع نحل بنسبة 30% وزيوت عطرية بنسبة 10% وحبوب لقاح بنسبة 5% , أما تركيبة الكيميائى فمعقد جدا حيث يحتوى على أكثر من 300 مركب أهمهم البولى فينول والفينول الدهيد والكينين والكومارين والأحماض الأمينية بالأضافة الى احماض البنزويك والكافيك والسناميك والفينوليك , كما انه غنى بالفلافينويدات مثل الأبيجينين والغالانجين والكامفرول والتولين والبنوسمبرين
اجتمع العلماء على أن للعكبر خواص دوائية عديدة منها فعاليته كمضاد للجراثيم وكمضاد للفطريات ومضاد للالتهابات ومرخيا لتقلص الأمعاء ومضاد للأكسدة والسرطان
وعلى الرغم من أن العكبر يستخدم فى علاج قروح الفم والألتهابات الجلدية وغيرها إلا إنه لم يسجل حتى الأن كدواء فى الموسوعات الدوائية بالرغم من دخوله فى كثير من المستحضرات الجلدية مثل متحضرات التجميل والدهانات والمراهم والشامبو ومعاجين الأسنان
وبعد .. أليس عجيبا أن يخرج من بطون النحل خمس مواد مختلفة فيها شفاء للإنسان ؟ العسل والغذاء الملكى والشمع والعكبر والسم وصدق تعالى حين قال " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ{68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{69} سورة النحل.
ساحة النقاش