انفلونزا الطيور تدق ناقوس الخطر من جديد

منذ اخر ظهور له فى يوليو الماضى عاد مرض انفلونزا الطيور للظهور مرة اخرى ليدق ناقوس الخطر من جديد .

ففى تايلاند توفى ثلاثة اشخاص و هم سيدة و ابنتها و طفل اخر يشتبه بانها عدوى بانفلونزا الطيور , و كان 8 اشخاص قد توفوا فى الموجة الاولى من تفشى المرض فى بداية العام الحالى فى تايلاند , كما توفى 19 شخصا فى فيتنام , ليصل عدد حالات الوفيات فى اسيا بسبب المرض الى 28 فضلا عن اعدام عشرات الملايين من الطيور .

و يثبت تفشى المرض من جديد فى الاونة الاخيرة فى كل من الصين و تايلاند و فيتنام بأن الفيروس مازال موجودا بالمنطقة و انه مازال خارج السيطرة .

و يتخوف العلماء من انتقال المرض الى البشر عن طريق تحول هذا المرض الى سلالة يمكنها الانتقال بين البشر وهو ما ينذر بعواقب وخيمة , اذ حذر هيتوشى اوشيتانى المستشار الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية للامراض المعدية فى منطقة غرب المحيط الهادئ من احتمال اصابة ما يصل الى 30 فى المائة من اجمالى سكان العالم بعدوى فيروس انفلونزا الطيور اذا ما تحول الى فيروس له القدرة على الانتقال من انسان لاخر .

و ارجع اوشيتانى ذلك الى ان فيروس انفلونزا الطيور قد ينتشر دون ظهور اى اعراض للاصابة به , لكنه اشار فى الوقت نفسه الى انه اذا كان انتقال العدوى من شخص لاخر يتم بشكل ضعيف , فانه من الممكن الا يتحول هذا المرض الى وباء .

و فيروس انفلونزا الطيور مرض يصيب الطيور و خاصة الفراخ و البط و قد عرف هذا المرض لاول مرة منذ مائة عام حيث تفشى هذا المرض بايطاليا و بعدها ظهر بصورة غير منتظمة بمناطق اخرى من العالم .

وقد وجدت حالات اصابة بالمرض لدى الخنازير حيث اعلنت الصين اكتشاف نوعا قاتلا من الفيروس لدى الخنازير وقامت فيتنام باجراء فحوصات على الخنازير و التى اكدت اصابتها بالفيروس المسبب لمرض انفلونزا الطيورمما يبين امكانية انتقال المرض الى الحيوانات ايضا ، و قد يثير هذا قلقا اخر حول امكانية انتقال الفيروس من الخنازير الى الانسان .

و يعتبر مرض الانفلونزا احد اسواء الامراض التى خلفت ورائها العديد من الضحايا من بنى البشر اذ قضت الانفلونزا الاسبانية فى عام 1918 على اكثر من 20 مليون شخص فى عام واحد ،و هناك العديد من الاماكن التى اصيبت بمرض الانفلونزا الا انها سببت عدد اقل من الوفيات عما حدث فى اسبانيا فكانت هناك انفلونزا البط التى اجتاحت جنوب الصين عام 1957 و قضت على ما يقرب من 70 الف شخص و انفلونزا هونج كونج عام 1968 و انفلونزا الخنازير عام 1976 و الانفلونزا الروسية عام 1977 .

 

و

 

انفلونزا الطيور تحدث ارتباكا للمصريين

ما ان تم الاعلان عن ظهور حالات إصابة بمرض انفلونزا الطيور فى مصر فى ثلاثة محافظات هى القاهرة والجيزة والمنيا حتى بدأ المرض فى الانتشار وظهر فى عدة محافظات اخرى.

ومصر كغيرها كبقية الدول التى ظهر فيها المرض والذى انتشر فى عدة دول فى العالم مثل نيجيريا وبعض الدول الاوربية إلا أن اللافت للنظر ان المرض قد تسبب فى احداث حالة من الارتباك بين صفوف المواطنين.

فبمجرد ظهور المرض ومحاولة الاهالى التخلص من الدواجن التى لديهم فأن السلوك العلمى للتخلص من هذه الدواجن كان غائبا بينهم، فبرغم التحذيرات من عدم التعامل او اللمس المباشر للطيور المصابة إلا ان المواطنين كانوا يحملون الطيور ويتخلصون منها بدون اى إجراءات وقائية، وزاد من الطين بلة ان لجأ الاهالى الى التخلص من دواجنهم النافقة فى الشوارع والمجارى المائية ومقالب القمامة.

وقد يرجع ذلك الى عدم وصول المعلومات الصحيحة إلى العامة ، فضلاً على ان المصريين لم يالفوا مواجهة مثل هذه المواقف وكانوا من قبل يشاهدون عبر الاجهزة الاعلامية ضحايا المرض من البشر والطيور عندما فتك بجنوب شرق اسيا، ولم يتوقعوا أن يكون المرض بين ظهرانيهم وفى عقر دارهم.

ومن المعروف ان تربية الطيور ذات انتشار واسع فى مصر ليس على المستوى التجارى فحسب ولكن على المستوى الشعبى ايضا، فأن كثيرا من المصريين يربون الطيور فوق اسطح المنازل والبلكونات والمناور، ناهيك عن انتشارها فى المناطق الريفية.

ولم يخل الامر من العاطفة ايضاً، فبعدما وجد الاهالى انفسهم أمام قرار لا ثانى له وهو التخلص مما لديهم من طيور إما ذلك وإما خطر التعرض للاصابة بالمرض، ونتيجة لذلك اجهش البعض فى البكاء عندما اضطروا الى ذبح ما لديهم من طيور.

اما على الصعيد التجارى فكانت الطامة أكبر اذ تاثرت صناعة الدواجن بشكل ملحوظ وشُلت حركة البيع وتاثرت المطاعم وشركات الاغذية، ولتخفيف الضرر عرضت الحكومة شراء الدواجن السليمة والتى بحوزة التجار ، الذين وجدوا انفسهم يواجهون كساد ويواجهون خوف، كساد تجارتهم وبوار بضاعتهم وخوف من التعرض للاصابة بالمرض نظرا لانهم يتعاملون مباشرة مع الدواجن.

وزاد الامر ارتباكا ان ترددت شائعات عن تلوث مياه النيل بفيروس انفلونزا الطيور نتيجة القاء الطيور النافقة فى النيل، واخذت سيارات نصف نقل تجوب شوارع القاهرة والجيزة وبعض المحافظات لتحذر المواطنين من شرب مياه النيل ولمدة ست ساعات، كما اذاعت احدى القنوات الفضائية الشائعة مما زاد من حالة الهلع والارتباك بين المواطنين.

إلا ان الوزراء والمسئولين سارعوا الى تكذيب هذه الشائعة ونفوا ان تكون مياه النيل قد تلوثت، وشدد الدكتور محمود ابو زيد وزير الموارد المائية والرى ان التحاليل التى اجريت تؤكد خلو مياه النيل والترع والمصارف من فيروسات انفلونزا الطيور.

ووصف الدكتور عبد القوى خليفة رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى هذه الشائعات بأنها عارية من الصحة وقال ان استخدام الكلور فى عمليات التعقيم كفيل بالقضاء على اى ميكروبات او فيروسات.

واتهم احد المسئولين احدى شركات المياه المعدنية بترويج هذه الشائعات حتى تروج لمنتجاتها. وبالفعل فبسبب هذه الشائعات تم بيع اعداد ضخمة من زجاجات المياه المعدنية التى هرع المواطنون الى شرائها.

 

 

اعداد /حازم ابوحبيشي

المصدر: موقع الاذاعة والتلفزيون
hazemabdrad

حازم ابوحبيشي

  • Currently 199/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
64 تصويتات / 593 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2009 بواسطة hazemabdrad

ساحة النقاش

حازم علي بكرحبيشي

hazemabdrad
الباحث الاجتماعي/حازم ابوحبيشي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

592,308