محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

مائة عام على إنشاء محطة الأحياء البحرية متحف الأحياء البحرية

 إعداد/محمد شهاب

بمحافظة الإسكندرية فى عام ١٩١٨، عندما فكر الملك فؤاد الأول فى إنشاء معهد تابع لكلية العلوم بجامعة الملك (جامعة القاهرة حاليًا) وبدء العمل البحثى فعليا بها فى 1932 تحت رئاسة العالم الإنجليزى «سيريل كروسلاند» وكانت تلك هى المحطة الوحيدة على ساحل البحر المتوسط على مدار ثلاثين عاما، وأشهر من تولى رئاسة المحطة، الدكتور حامد جوهر، أشهر علماء البحار، فى 1934 ولمدة 40 عاما كاملة وأصبحت المحطة تقوم على البحث والتحنيط بل تقديم الاستشارات العلمية.

على بعد عدة أمتار من مبنى معهد العلوم البحرية، يجاوره مبنى يضم متحف الأحياء البحرية فى الطابق الأرضى، وشاهدنا إقبالا من الزوار يصطحبون أطفالهم، لزيارة المتحف الذى يضم مجموعة كبيرة من الأسماك الحية المتنوعة من مياه البحر الأحمر والمتوسط، ونهرى النيل بمصر و«الأمازون» بأمريكا.

اصطحبنا الدكتور حمدى عمر، أستاذ علوم البحار بالمعهد، فى جولة داخل المتحف للتعرف على أبرز ما يضمه من أسماك نادرة «لا نهدف للربح وإنما البحث العلمى والتوعية البيئية».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور حمدى حديثه عن دور متحف الأحياء البحرية، وقال: «منح الله مصر مساحات مائية مالحة تتمثل فى البحر الأحمر والمتوسط، ومياه عذبة تتمثل فى نهر النيل والبحيرات العذبة، وكان علينا استغلالها بالشكل الأمثل، فجاءت فكرة إنشاء متحف يضم أحياء بحرية حية، بأشكالها المختلفة وألوانها المتنوعة حتى يستمتع الزوار بمشاهدة الأسماك التى يصعب عليهم رؤيتها بعيدا عن البحار، مقابل تذكرة لا تتعدى الخمسة جنيهات للفرد الواحد، إضافة إلى أننا نلجأ إلى بعض الأسماك بغرض البحث العلمى».

داخل أحواض مائية بمساحات متقاربة، تتعايش مجموعة كبيرة من الأسماك الحية، جاءت من بيئات مختلفة، منها الشرس الذى يصيب الإنسان بالتسمم فى الحال، وآخر قد يلتهم الإنسان فى حال تضخم حجمه مثل سمكة «البيرانة» القادمة من نهر «الأمازون» جنوب أمريكا، ولا يخلو كل حوض من الشعاب المرجانية، حتى يستطيع السمك التعايش مع بيئته بشكل كامل، وبجانب كل حوض توجد لافتة توضح اسم السمكة، وبيئتها القادمة منها، فى محاولة من المتحف لترسيخ المعلومات البحرية فى ذهن الزائر.

وأشار عمر إلى ضرورة توفير جميع مقومات البيئة البحرية للأسماك، للتعايش بشكل صحى، وقال «نضع الشعاب المرجانية والصخور داخل الأحواض، ومن الأسماك التى يضمها المتحف سمكة الجيرانة وجئنا بها من نهر الأمازون بجنوب أمريكا، تتغذى على اللحوم والجمبرى ونموها سريع وفى حالة كبر حجمها قد تهاجم الإنسان، ونحرص على متابعة نموها بشكل مستمر، والتخلص من أسنانها، كذلك نمتلك الترسة البحرية وهى من أشهر الكائنات البحرية بالبحر المتوسط، نستقبلها من الضبطيات القادمة من شرطة السواحل البحرية، وتأتى فى حالة إعياء كبيرة، نعمل على رعايتها وعند التأكد من استعادة سلامتها بشكل كامل نعيدها مرة أخرى إلى بيئتها، ويضم المتحف سمكة الزبرا وبيئتها المياه العذبة، وهى من الأسماك الهامة التى نلجأ إليها فى الأبحاث العلمية ولتجربة أى عقار أو ملوث لأنها من الأسماك التى تتأثر بصورة سريعة جدا». يجذب انتباهك أشكال الأسماك المختلفة بألوانها البديعة، فداخل أحواض المتحف تجذبك سمكة «الوقار» وهى من أشهر أسماك البحر الأحمر، وسمكة «الأرنب» القادمة من البحر المتوسط، والتى تسبب مخاوف بعد انتشارها فى الأسواق، وهى المعروفة بسمومها، وحذر الدكتور عمر من خطورة تناولها لأنها تحمل السم داخل كبدها، وفى حالة فصل كبد السمكة عن جسدها بصورة خاطئة قد تصيب باقى الجسد بالتسمم فى الحال، وهو ما يشكل خطورة على حياة الإنسان.

وأشار عمر إلى وجود تنافس كبير موجود بين دول العالم على عمل متاحف الأحياء المائية، وعلى سبيل المثال بادرت دبى بإنشاء متحف للأحياء المائية بشكل مختلف، حيث إنها حبست الإنسان داخل غرفة وتركت السمك يعوم حوله، هذا المتحف مكلف للغاية، ولكننا نحاول مواكبة العالم وإنشاء متحف للأحياء المائية يضاهى الآخرين، هنا دخل معهد الأحياء البحرية بالإسكندرية وسعت الأحواض وزودت عددها، الأحواض تضم أسماكا ليست من البحر الأحمر أو المتوسط فقط، وإنما من مختلف دول العالم، ووضعت شاشات لعرض الأسماك عليها من أجل استمتاع الزائر بأكبر شكل ممكن.

ومن الأدوار التى يقوم بها المعهد، توفير «الزريعة» لأصحاب المزارع السمكية، لأنه يضم «مفرخ» للأسماك، تنتج أفضل الأنواع، بجانب أن العاملين بالمعهد يقدمون جميع الاستشارات العلمية لأصحاب المزارع من أجل الوصول إلى أكبر وأفضل إنتاجية من الأسماك.

فى عام ١٩٣٦ جاءت فكرة إنشاء متحف لعرض جميع الكائنات البحرية التى من الممكن تحنيطها، والتابع للمعهد، بهدف جذب الزوار وتوثيق دور المعهد، داخل ساحة متحف التحنيط ترى حوتا محنطا بطول ١٧ مترا، تم العثور عليه فى منطقة رشيد، فى شهر إبريل عام ١٩٣٦، قد تخطئ فى الدقائق الأولى من دخولك متحف الأحياء المائية المحنطة، وتعتقد للوهلة الأولى أنها حية، إلا أنه بعد تأملك بدقة تكتشف أنها محنّطة ولكن بطريقة حرفية مدهشة.

قال الدكتور عمر «نحنط الكائنات البحرية بمختلف أحجامها وأشكالها، ونضعها فى شكل مجسمات ونعرضها على الزوار بغرض الاستمتاع، فنأتى بفقرات العمود الفقرى للحوت، والترسة البحرية والاستاكوزا، والأنواع المختلفة من القواقع البحرية، والطيور المهاجرة من البحار، لتوثيق جميع الكائنات البحرية التى تعيش داخل البحار».

ويضم متحف الكائنات البحرية المحنطة عروس البحر، وتبدو كما سمعنا عنها فى الروايات القديمة، بذيلها القصير وجسم الأنثى، وحول قصة تحنيطها أوضح عمر أنها تعد من الثدييات البحرية، وموجودة فى منطقة حلايب وشلاتين وهى أكثر المياه عذوبة لأنها لا تعيش فى المياه الملوثة.

وعن كيفية الاعتناء بالمجسمات المحنطة، أكد عمر أن الأمر لا يتطلب سوى تلميعها على فترات متقاربة للاحتفاظ بالشكل لأطول فترات ممكنة.

المصدر: الهيئة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 129 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,894,106