محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

مضاعفة الاستزارع السمكى بأقل مياه

إعداد/محمد شهاب

على مدى يوم كامل٬ ناقش قطاع شئون البيئة وخدمة المجتمع بكلية العلوم فى جامعة عين شمس - برئاسة الدكتور عمرو يوسف - طرق التخلص من المخلفات الناتجة عن الأستزراع المائى لتجنب الآثار السلبية المحتملة على البيئة٬ وتقويم الأثر البيئى لهذه المشروعات٬ ومضاعفة إنتاج أسماك الاستز ارع باستخدام أقل كمية من المياه٬ بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية٬ والجمعية المصرية لتنمية الثروة السمكية برئاسة الدكتور عبداالله ابرهيم٬ وتحت عنوان «استخدام تكنولوجيا «البيوفلوك» فى الاستزراع السمكى»٬ بحضور مديرى المزارع السمكية وعدد من الباحثين وممثلى الإدارة العامة للبحوث وأساتذة البئية والتنمية.

استهدفت الندوة تحسين خواص البيئة المائية فى الاستز ارع السمكى٬ وتقليل تكلفة التغذية٬ ومقاومة الأم ارض٬ بالإضافة الى أنها تأتى متزامنة مع الإجرءات التى اتخذتها الحكومة برئاسة المهندس إبارهيم محلب٬ رئيس مجلس الوزارء٬ بالموافقة على إنشاء شركة قناة السويس للمزرع السمكية -فى إطار تنمية بنى عليها عدد كبير ُ مشروع إقليم قناة السويس- بحيث يتم تنفيذ هذه الم ازرع على طول 100 كيلومتر٬ وي من الصناعات ذات الأثر البيئي٬ مما يتيح التوسع فى مجالات البحث والتطوير٬ على حد تعبير الدكتور مجدى توفيق أستاذ البيئة المائية بكلية العلوم والمستشار العلمى للهيئة.

تجمعات البكتيريا

 ويوضح الدكتور أشرف سلومة أستاذ تغذية واستز ارع الأسماك بكلية الز ارعة بجامعة القاهرة أن «البيوفلوك» عبارة عن تجمعات حيوية من البكتيريا - غير ذاتية التغذية - تنشط عند توافر نسبة عالية من الكربون العضوى فتتجمع وتتماسك معها كائنات أخرى مثل الروتيف ار والنيماتودا٬ فتصبح تجمعات مستهلكة للمركبات النيتروجينية فى بيئة الاستز ارع٬ وتعد مصد ار عاليا للبروتين. وعند تطبيق هذا النظام فى قطاع الاستز ارع المائى وتربية الأحياء المائية يعطى زيادة فى الإنتاج بمعدل يت اروح بين 10 و30 مرة أكثر من إنتاج الأحواض التقليدية لتربية الأحياء المائية بنمطها المكثف٬ خاصة أنه لا يستخدم فى نظام «البيوفلوك» إلا 3.3 %فقط من حجم المياه٬ ومساحة الأ ارضى المطلوبة فى نظم الإنتاج فى الأحواض. ويؤكد سلومة أن ما تم إج ارؤه من تجارب وبحوث عدة لمعرفة آثار خفض معدلات صرف المياه أو الحد من تغييرها على أداء ونمو أسماك البلطى المستزرعة فى نظم الأحواض المكثفة٬ تبين أن اختلاف كل من معدلى تغيير المياه ومستوى البروتين فى الأعلاف لم يكن له تأثير على أداء البلطى٬ الذى تربى بشكل مكثف فى الأحواض الت اربية إذا ما قدمت التهوية الكافية٬ علاوة على أن إضافة مصدر للكربون (نخالة القمح٬ نخالة الأرز٬ الخ) على سطح الماء يمكن للبكتيريا بمقتضاه أن تنمو وتتغذى عليه٬ ويقلل ذلك من ت اركم الأمونيا. ويضيف أن الأسماك التى تتميز بقدرتها على ترشيح الغذاء مثل أسماك البلطى والمبروك يمكن أن تتغذى بكفاءة عالية على البكتيريا المنتجة٬ وبذلك يمكن تقليل مستوى البروتين الغذائى فى العلائق بشكل ملحوظ من 30 %إلى 20% ٬ ويعتبر هذا النظام مناسباً جداً للمناطق التى تواجه نقصاً فى مصادر المياه٬ حيث يتم تشغيله بكميات مياه أقل بكثير مما كانت عليه فى نظم الأحواض المكثفة التقليدية لتربية الأحياء المائية فى المناطق الصحراوية.

مفيد للأسماك

وبالإضافة إلى ذلك٬ تستفيد الأسماك العاشبة والأسماك التى تتميز بقدرتها على ترشيح الغذاء (مثل البلطي) من تغذيتها على الجسيمات والحبيبات العالقة والتجمعات البكتيرية. ويشير إلى أن الد ارسات أجريت بغرض عقد مقارنة لد ارسة تأثير معدلات تغيير أو صرف للمياه التى تتم تربية الأسماك بها٬ وتأثير ذلك على خواص جودة أو نوعية المياه٬ ونمو كل من أسماك البلطى الهجين (النيلى والأزرق)٬ وأسماك قاروص البحر الهجينة فى الأحواض المكثفة التقليدية مع معدلات تغيير تساوى 500 % تغيير للمياه المستزرعة بها الأسماك٬ مقارنة باستخدام تقنية «البيوفلوك» فى الأحواض المكثفة لكن مع معدل تغيير للمياه 8 %فقط.

الأثر البيئى والفوسفور

 وفيما يخص الأثر البيئى للنظم المكثفة؛ يوضح الدكتور سلومة أنه خلال العقدين الماضيين كان هناك إجماع مت ازيد على الحاجة الملحة للحد من إنتاج المخلفات الناتجة من الاستز ارع المائى لتجنب الآثار السلبية المحتملة على البيئة٬ والامتثال للتشريعات وجمع النفايات سواء الصلبة أو المذابة منها٬ الذى يعد من الأمور الصعبة جدا والمكلفة فى قطاع استز ارع الأسماك وتربية الأحياء المائية.

ويضيف أن مخلفات الفوسفور تعتبر مصد ار للقلق بشكل أكبر فى المياه العذبة إذ إنها تحد عموما من نمو معظم الموارد الغذائية من النباتات (الطحالب) فى تلك البيئات٬ أما النفايات النيتروجينية فتكون - عادة - مصد ار للقلق أكبر فى البيئة البحرية للسبب نفسه٬ لذلك تبرز أهمية تقليل الأثر البيئى كعامل رئيس فى تأمين الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية لقطاع تربية الأحياء المائية أو الاستز ارع المائي. وكذلك تسهم تقنية «البيوفلوك» - يتابع - فى تحويل المخلفات الز ارعية من مشكلة بيئية الى أسماك عالية الجودة٬ إذ تشير التقارير الى استخدام 30 مليون طن من مخلفات المحاصيل ومنتجاتها الثانوية لتغذية الحيوانات المزرعية المجترة٬ فى حين تستخدم الكميات الباقية فى أغ ارض أخرى أو يتم حرقها مما يؤدى إلى تلوث البيئة وحدوث ظاهرة السحب السوداء٬ وما يترتب عل ذلك من أخطار على الصحة العام.

تحفيز مناعى

 ويعد تحويل المخلفات الز ارعية٬ وما ينشأ عنها من مشكلات بيئية إلى مواد أولية لإنتاج البروتين عالى الجودة - مثل لحوم الأسماك - غير ممكن بينما يمكن القيام بذلك عن طريق استخدام المخلفات والمنتجات الز ارعية كمصدر للكربون الذى يستخدم فى تقنية إ ازلة النيتروجين بواسطة البكتيريا كما فى أنظمة الاستز ارع السمكى المكثف.

وتحت ظروف إ ازلة النيتروجين تنشأ أنواع عدة من البكتيريا غير ذاتية التغذية٬ ومن بين هذه الأنواع البكتيريا التى لديها القدرة على استخدام السليلوز كمصدر للكربون. ويتابع أن السيطرة على الأم ارض فى أنظمة الاستز ارع المائي٬ فى ظل الإجهاد٬ غالبا ما تؤدى إلى نفوق الأسماك ومن ثم تتسبب فى خسائر اقتصادية جسيمة. ويمكن استخدام الكائنات الحية الدقيقة والمشجعة لزيادة مناعة الأسماك والكائنات المائية٬ ويمكن اعتبار ذلك شكلاً من أشكال التحفيز المناعى فى هذا النوع من أنظمة الاستز ارع المائى٬ كما يمكن اعتبار الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة فى «البيوفلوك» بمثابة عوامل للمكافحة او المقاومة الحيوية ضد الأمراض

المصدر: الأهرام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 235 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,852,483