تكريم دولي لعالم أستزراع سمكى مصرى فهل أستفدنا بخبراته؟؟ محمد شهاب

تكريم دولي لعالم أستزراع سمكى مصرى فهل أستفدنا بخبراته؟؟

محمد شهاب

في بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي للاستزراع السمكي، الذي عقد في جزيرة جيجو بكوريا الجنوبية، يوم 26 مايو، وفي حضور كوكبة من علماء وباحثين من أكثر من 50 دولة، تسلم (د. عبد الفتاح السيد الأستاذ بكلية علوم جامعة الإسكندرية – قسم علوم بحار) جائزة العضوية الشرفية مدى الحياه للجمعية العالمية للاستزراع المائي WAS، كأول عربي وأفريقي يحصل على هذه الجائزة الرفيعة. وأثناء عرض سيرته الذاتية، ذكر د. جراهام مير رئيس الجمعية ،أن د.عبد الفتاح السيد من بين أفضل عشرة علماء على مستوى العالم في مجال تخصصه، حسب قول عبد الفتاح السيد بنفسه فى صفحته الشخصية على الفيس بوك.

د. عبد الفتاح محمد السيد الأستاذ المتفرغ بقسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، قام بنشر أكثر من 100 بحث علمى في الدوريات العالمية المتخصصة، بالإضافة إلى نشر 4 كتب أحدها عن استزراع أسماك البلطى. و شارك فى العديد من المشروعات البحثية والمحلية والدولية، كما عمل مستشارًا للعديد من المنظمات والهيئات الدولية، من بينها FAO، و المنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمركز الدولى للأسماك WorldFish.

السؤال هو (الجمعية العالمية للاستزراع المائي WAS) و هى جمعية دولية متخصصة فى الأستزراع السمكى، و مقرها فى امريكا، قامت بتكريم د. عبد الفتاح السيد، نتيجة جهد على مستوى التدريس و البحوث و الترجمه و حضور مؤتمرات و المشاركة فى لجان علمية و حكومية، و العمل مع منظمات دولية، و هو له مؤلف هام فى عمل أشتغل به سنوات طويله و هو سمك البلطى و باللغة الأنجليزي، و مصر ثانى أكبر منتج لسمك البلطى عالميا من مزارعها السمكية، و لكن هل استفدنا منه فى مزارعنا السمكية؟؟

لا أظن ان الفائدة من خبراته و بحوثه على سمك البلطى كانت موضع اهتمام محلى كبير، اللهم ما نشر فى أكثر من مصدر (منها جريدة اليوم السابع المصر بتاريخ 25/5/2014 )عن موافقة مجلس خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الإسكندرية على مشروع بحثى مقدم منه لإنتاج سلالة من أسماك البلطى النيلى تتحمل البرودة، و بتكلفة عدة ملايين من الجنيهات، و لا نعرف ما تم بهذا الخصوص حتى الآن، علما بأن مصر أغلب مزارعها تروى بمياه شروب(بين المالحة و العذبة)، و لكن هذا النوع من السمك يمكن الأستفاده به كثيرا، خاصة عند زراعة السمك أعتمادا على الرى بمياه البحر، كما يمكن تصدير أمهات و زريعه منه لدول فى امس الحاجه له. علما بأن المزارع البحرية تزرع بأنواع مثل القاروص و الدنيس و الجمبرى، و غيرها من الأنواع الفاخرة، و يكون العائد منها ضخما، خاصة فى الأسواق الدولية، مقارنة بالبلطى.

عموما الرجل كافح كثيرا ليصل الى الوضع المحترم الذى اصبح عليه، و لكن أن نقوم بتحسين سلاله البلطى ليرفع إنتاجيته بنسبة حوالى 30%، بالأشتراك مع المركز الدولى WorldFish بالعباسه، و فى نفس الوقت كان WorldFish يقوم بنفس العمل فى دولة غانا، و لكن و بشهادة WorldFish، و كما نشر فى وسائل الأعلام المتخصصة فى المزارع السمكية، كانت غانا اسرع و اكثر كفاءه فى تنفيذ المشروع، بل تقوم غانا ببيع زريعة هذا النوع المحسن من البلطى لدول مجاورة لها، و منذ عدة سنوات مضت!!

السؤال هو ما مدى كفاءة الجهات المصرية التى ساهمت فى التنفيذ مع المركز الدولى WorldFish، على الأقل من الناحية الإدارية، خاصة و ان هناك مصريين لهم احترام دولى فى هذا المجال، و اللذين وجدوا ما عوقهم عن مجاراة دولة مثل غانا، التى تفوقت علينا فى نوع واحد من البحث التطبيقى، و هى دولة لا نستطيع ان نقول ان لها مالنا فى تربية و زراعة البلطى، و لا تاريخ مثل تاريخنا فى هذا المجال، مع أحترامنا لغانا حكومة و شعبا.

ليس ما قيل هو جلد للذات، و لكن نحن مقبلين على مرحلة يتوقع التوسع في الأستزراع السمكى، مثل المزرعه السمكية الضخمة (حوالى 6000 فدان) ضمن مشروع قناة السويس الجديدة. و غيرها من مشاريع، فهل حددنا الكفاءات التى ستكون من أعمدة مستشارى و مديرى و خبراء لتلك المشاريع، و منهم د.عبد الفتاح السيد و د. إسماعيل رضوان و د. سمير غنيم و د. طارق راشد و أمثالهم، أم سنفعل كما أعتاد التنفيذيين من البيروقراطية المصرية المتصدين للعمل بالثروة السمكية، بالإعلان عن إنجازات لا تتوافق مع الواقع، و نهمل كل تلك الكفاءات، و الموارد الهائلة، دون استغلال للوطن؟؟