محمد شهاب- المزارع السمكية Mohamed Shihab -Aquacultures

يعرض الموقع الأحدث من ومقالات و صور و مواقع تخص الاستزراع السمكى

الإجهاد في الأسماك Stress in Fish

محمد شهاب

الإجهاد Stress  عبارة عن خلل في التوازن الداخلي ، و الناتج من تغير في الظروف البيئية و في الغذاء المتاح ونوعيته وفى عدد وحجم الأسماك في المتر المكعب من الماء .

أسباب الإجهاد في الأسماك تنقسم إلى:

أسباب كيميائية: مواصفات كيميائية للماء (الأكسجين الذائب – الآس الهيدروجيني pH ، الآمونيا ..وغيرها) - نواتج الأيض Metabolism - بقايا غذاء متعفن .

أسباب بيولوجية : الكثافة العددية من نفس النوع أو أنواع آخري - نموات نباتية .

أسباب طبيعية: درجة حرارة الماء – الضؤ- الصوت .

أسباب إجرائية Procedural: التداول – النقل - معالجة الأمراض .

بعض ظواهر الإجهاد في الأسماك :

-  ظهور عدوانية مفاجئة على الأسماك الهادئة تجاه زملائها ، يمكن إن يكون إشارة عن الإجهاد أو قلة الطعام.

- السلوك الغريب مثل الاختباء ، رفض الطعام ، حك الجسم والعوم بطريقة قلقة علامات قوية على وجود إجهاد أو مشاكل صحية  .

 

عوامل تؤدى الى إجهاد السمكة :

- الاختلافات المفاجئة في الإضاءة يمكن أن تصدم الأسماك أو تجهدها ، خاصة الأنواع الليلية والحساسة للإضاءة .

  - موجات الصوت خاصة المرتفع ، تتضاعف في الماء ويمكن إن تتسبب في ضجة تجهد الأسماك .

 - الحصى الخشن والصخور المدببة بقاع الأحواض السمكية و المصادر المائية ، يمكن أن تجرح مجسات الأسماك ومراكز التذوق لديها.

يحدث الإجهاد فى السمك كذلك لأسباب داخلية، فلقد تم رصد حالات تهيج فى الأسماك الصغيرة وقد تسد القناة الهضمية للأسماك نتيجة للإصابة بالنمل النارى الذى جرفته الأمطار للمجرى المائى،  حيث يقوم النمل بلسع الأسماك داخليا ، مما يؤدى الى إصابة الأسماك بحالة عصبية، خاصة الأسماك الصغيرة . أما أسماك الخياشيم الزرقاء (Bluegill) Lepomis macrochirus ، فإنها تلتهم النمل النارى، وقد ذكر تلك الحالة فى كتاب جيمس أفولت (أسس الأستزراع المائى خطوت خطوة نحو الأستزراع المائى التجارى) .

قبل الوصول لمرحلة الإجهاد ، تصل السمكة إلى مرحلة عصبية ، وفيها تكون حركتها سريعة و عصبية و دائرية ، مع الاحتكاك بجوانب المجرى المائي ، وفى المزرعة السمكية الاحتكاك بجوانب الحوض و في الأقفاص السمكية الاحتكاك بالشباك المكونة للقفص ، و عندما تصل السمكة لمرحلة الإجهاد ، نتيجة لضعف المقاومة و الظروف غير الطبيعية ، تحدث للسمكة تغيرات فسيولوجية ، فيحدث تكسير البروتين في العضلات مما يؤدى إلى نقص في وزن السمكة ، كما يحدث أيضا نتيجة للإجهاد تكسير الجلوتين في الكبد ، وتحوله إلى جلوكوز سريع الاحتراق في الدم ، مما يسبب خمول السمكة نتيجة استنزاف طاقتها وبالتالي خمولها ، كما يحدث أيضا زيادة في ضربات قلب السمكة المجهدة ، ويترتب على ذلك انفجار الصفائح الخيشومية الرقيقة ، فتدخل مسببات الأمراض إلى الدم ، كما يترتب على الإجهاد في السمكة قلة إفراز المادة المخاطية على الجلد ، مما يجعل الجلد عرضة للأمراض ، يسبب الإجهاد تغير في تركيب الدم ، حيث تحدث زيادة في سيرم الدم Serumوكذلك في كمية الكورتيزول Cortisol ، ويكون مقدار الزيادة حسب مقدار و مدة الإجهاد ونوع وصحة السمكة ، وتكون النتيجة انخفاض معدل نمو السمكة و قد تحدث زيادة في الأمراض للسمكة .

  ذكر عبد الفتاح السيد في كتابه زراعة البلطي (Tilapia Culture) في تجربة أجريت على إصبعيات سمك البلطي النيلي Oreochromis niloticus ، يعيش تحت إجهاد بزيادة عدد السمك في حيز الماء، فحدثت زيادة في كورتيزول البلازما Cortisol Plasmas . كما أن هناك إجهاد نتيجة لمعالجة السمك بمادة الملاكيت الخضراء (Formalin Malachite Green) أو المثيل الأزرق (Methylene Green) ، مما تسبب في تغير في مكونات دم السمك بزيادة جلوكوز البلازما (Glucose Plasma) وكذلك الهيماتوكريت (Haematocrit) ، بالإضافة إلى نقص في فوسفوروز البلازما (Plasma Phosphoruse) و كذلك في نقص الكالسيوم، وهو ما أحدث ما يسمى إجهاد ثانوي Secondary Stress .

كما يقول عبد الفتاح السيد أيضا أن التغذية الطبيعية في الأسماك تقلل الإجهاد في السمكة، حيث يقل مكون بلازما كورتيزول Plasma Cortisol وكذلك ارتفاع في إنتاج الأجسام المضادة Antibody وزيادة أعداد الكريات الليمفاوية  Lymphocytes ، وه فحدثت زيادة في كورتيزول البلازماCortisol Plasmas، وهو مالا يحدث في حالة الغذاء الصناعي، الذي قد يسبب زيادة في الكورتيزول و انخفاض إنتاج الأجسام المضادة و الكريات الليمفاوية .

 يقول أمين الجمل في كتابه (الزراعة السمكية Aquaculture الجزء الثاني صفحة 361)، من المعروف أن لبعض الأسماك احتياجات سلوكية مكانية خاصة بها،  ومن أمثلة ذلك ما يعرف عن سلوك بعض أنواع الأسماك العدوانية Aggressive عند وضعها في أحواض التربية، حيث يتوقف سلوكها على شكل وحدات التربية نفسها، وعلى عدد الأسماك الموجودة بها، والتي يمكن أن تغطى احتياجاتها السلوكية المكانية، فالتأثيرات السلبية للاحتياجات السلوكية المكانية لا تظهر على نوع سمك ذوالخياشيم الزرقاءBluegill إلا بعد وضع السمكة الخامسة في أركان الأحواض الأربعة، فالأربع سمكات الأولى يجد كل منها منطقة نفوذ مناسبة Territory في أحد أركان هذه الأحواض، فتحتله دون منافسة مع الأسماك الأخرى بالحوض، ولكن المشكلة المكانية تتضح بحدة مع دخول السمكة الخامسة بالحوض، حيث لا تجد لنفسها منطقة نفوذ تفي باحتياجاتها، ولكن مع الزيادة التدريجية في الأعداد أو الكثافة، تغير الأسماك سلوكياتها المعتادة في السيطرة على مناطق النفوذ.

ويكمل الجمل في صفحة 362 : (وتجاوز الكثافات التي تتطلبها الاحتياجات الفسيولوجية والسلوكية للأسماك يؤدى إلى ظهور أعراض الإجهاد وتدهور الحالة الصحية، وانخفاض سرعة نموها ومعدل تحويلها الغذائي، وتعرضها للأمراض، خاصة تآكل الزعانف Fin Erosion ويزداد معدل نفوقها. ومع ذلك تشير كثير من الدراسات إلى أن الكثافات العالية يمكن تحقيقها في النظم المكثفة بزيادة معدل تغيير الماء إلى الدرجة التي تغطى المتطلبات الفسيولوجية للأسماك بالإمداد بالأكسجين وتخفيف نواتج التمثيل).

للتغلب على الزيادة في الكثافة العددية في أحواض المزارع السمكية، عادة يقوم المزارع بحساب عدد الزريعة في الحضان وكذلك الإصبعيات، ويتم كذلك في حالة نقل الزريعة أو الإصبعيات في أحواض التربية، ويتم ذلك بجمعها في حوض صغير في الحضان بعد تجفيفه، ثم يملأ إناء أو دورق أو مصفاة بالزريعة ويحسب العدد، ومن ثم ملء كل إناء يعطى نفس العدد، و عند انتهاء يعرف عدد الزريعة أو الإصبعيات في الحضان. و توجد الآن أجهزة متاحة للمزارع السمكية  لعد الزريعة و الإصبعيات و الأسماك تعمل بطريقة  ضوئية(كما فى الصورة المصاحبة)، حتى يتمكن المزارع من عد أسماكه لحساب كمية الغذاء المطلوب تقديمه للسمك، وكذلك بالنسبة للزريعة والإصبعيات بالإضافة للمساعدة في حساب كمية الغذاء يكون هذا الجهاز هام في حساب عددها في الأحواض حتى لا يزيد العدد أو يقل عن المطلوب، وهى من العمليات الأساسية التي يقوم بها مزارع الأسماك حتى لا يفاجئ بمشاكل غير متوقعة بسبب عدد السمك في الحوض. فالطريقة المتطورة لعد الزريعة فهي باستخدام جهاز عد الزريعة و الإصبعيات و الأسماك  إن كان متوفرا (عادة هناك شركات تعلن عن تلك الأجهزة بصفة مستمرة في المجلات والجمعيات المتخصصة أو عن طريق شبكة الانترنت) وفيها تمر الزريعة أو الإصبعيات (حتى وزن 0.2 جم) بالماء على ماسح ضوئي مزودة بكاميرا   Scanning Camera و مع النظام جهاز كمبيوتر مزود ببرنامجSoftware يقوم بتحليل الصورة Analyze Image ثم عد الزريعة أو الإصبعيات ، وحسب هذا النظام عند تطبيق طريقة تشغيل صحيحة ، تكون الدقة حوالي 98 % ، طاقة الجهاز حتى مليون زريعة وزن 1 جم في الساعة (1 مليون زريعة / ساعة) و 200000 إصبعية / ساعة) مع عدم الإضرار بالزريعة أو الإصبعيات ، ثم يمكنه حفظ النتائج وطبعها في أي وقت  وكذلك الصور .

المصدر: محمد شهاب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1273 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2013 بواسطة hatmheet

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,286,680